المواقف المشتركة تؤسس لمزيد من العلاقات المتميزة
زيارة الوفد البرلمانى الهندى تفتح الأمل لزيادة التعاون الثنائى
الهند تجدد تأييدها للسلام فى منطقة الشرق الأوسط
تفاصيل مساندة الهند للقضية الفلسطينية داخل الأمم المتحدة

التعاون مع مصر فى مجالات عديدة، يأتى على رأسها مكافحة الإرهاب، وتعزيز التعاون الاقتصادى مع مصر باعتبارها بوابة الشرق الأوسط، وغيرها من الأهداف التى أفصحت عنها الزيارة الهامة للوفد البرلمانى الهندى، الذى زار مصر خلال الساعات الماضية، للتأكيد على أهمية التعاون فى شتى المجالات، حيث ترجم البعض الزيارة بأنها بمثابة الاتفاق على زيادة التعاون المشترك بين البلدين فى شتى المجالات ويأتى على رأسها المجال الاقتصادى بمختلف مفاهيمه.. وخلال السطور التالية، نستعرض أهداف الزيارة التى قام بها الوفد مؤخرًا، بالإضافة إلى بعض أهم الجوانب التاريخية فى العلاقات المصرية الهندية.
جاء الوفد البرلمانى الهندى رفيع المستوى، برئاسة الوفد سوبريا سولى، عضو البرلمان، والرئيس العامل لحزب المؤتمر الوطنى، وعضوية كل من، أعضاء المجلس الأدنى للبرلمان الهندى أنوراج ثاكور عن حزب بهاراتيا جاناتا، وراجيف براتاب رودى عن حزب بهاراتيا جاناتا، ومانيش تيوارى عن حزب المؤتمر الوطنى الهندى، ولافو سرى كريشنا ديفارايالو عن حزب تيلوجو ديسام، بالإضافة إلى آناند شارما وزير الاتحاد السابق من حزب المؤتمر الوطنى الهندى.
ومن أعضاء المجلس الأعلى للبرلمان الهندى ف. موراليدهاران عن حزب بهاراتيا جاناتا، وفيكرامجيت سينغ ساوهنى عن حزب عام آدمى، والسفير سيد أكبر الدين الممثل الدائم السابق للهند لدى الأمم المتحدة.
وتضمن برنامج الزيارة أنشطة ثقافية وتراثية مهمة، جاء فى مقدمتها وضع إكليل من الزهور على تمثال المهاتما غاندى فى حديقة الحرية، بالإضافة إلى التفاعل مع أعضاء الجالية الهندية وصناع الرأى المصريين، بما فى ذلك كبار المحررين والأكاديميين والمفكرين الاستراتيجيين.
علاقات تاريخية
وفى هذا الإطار، يقول السفير نبيل فهمى، وزير الخارجية الأسبق العلاقات المصرية – الهندية، بـ«التاريخية»، لافتًا إلى أنه تم تعزيزها من خلال الزيارات التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى الهند، وزيارة رئيس وزراء الهند، ناريندرا مودى إلى القاهرة.
وأشار السفير نبيل فهمى، إلى أهمية الزيارات المتبادلة بين الجانبين بما فى ذلك الدبلوماسيين، والسياسيين، ورجال الاعمال والبرلمانيين.
وكشف «فهمي»، أن تاريخ العلاقات بين البلدين يعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد، مشيرًا إلى أن العلاقات بين الزعماء غاندى، وسعد زغلول، ونهرو، وعبدالناصر، بالإضافة إلى طبيعة علاقات الشراكة الاستراتيجية التى تربط بين البلدين بخلاف العلاقات المتنوعة والزيادة الملحوظة فى عدد الشركات الهندية المتواجدة فى مصر.
قضية السلام
وأضافت رئيسة الوفد الهندى، سوبريا سولى، أن الوفد يمثل كل الأحزاب السياسية بالهند، لافتة إلى أن الشعب الهندى يؤمن بالسلام، ولديه رسالة سلام ويرغب فى المزيد من الشراكات.
ويضيف سفير الهند لدى مصر، سوريش ريدى، أن العلاقات بين البلدين «طويلة الأمد» والشراكة بين القاهرة، ونيودلهى تتعمق أكثر تحت قيادة الرئيس السيسى ورئيس الوزراء الهندى مودى.
وأكد السفير الهندى، الرغبة فى توسيع العلاقات بين البلدين فى مجالات التكنولوجيا والطاقة المتجددة نظرا لموقع مصر الجغرافى المتميز بخلاف السوق المصرى الكبير، مشيرًا إلى أن بلاده ترغب فى جذب المزيد من الشركات الهندية إلى مصر لأن الاقتصاد المصرى ديناميكى للغاية وهناك العديد من الفرص.
وأضاف السفير الهندى بالقاهرة، أن الهند أكبر رابع اقتصاد فى العالم، وتطلع لبناء شراكات إستراتيجية مع مصر، مشيرا إلى أن هناك العديد من المشروعات التى تقودها شركات هندية داخل مصر.
الاستثمار فى مصر
وأكد «ريدي»، أن هناك مشروعين للاستثمار تبلغ قيمة الاستثمارات فيها 14 مليار دولار، حيث إنها مشروعات مهمة وقيد التنفيذ فى مصر، مؤكدا رغبة القيادة السياسية الهندية فى جذب الشركات الهندية للعمل داخل مصر.
وأعلن أناند شارما، عضو البرلمان، الوزير السابق فى الحكومه الاتحاديه، وحزب المؤتمر الوطنى الهندى، أن الهند تدعم حق الفلسطينيين فى حياة كريمة، وتأسيس دولة مستقلة داخل حدودها المعروفة، مشيرا إلى أن الهند تؤكد دومًا على دعم الأشقاء فى فلسطين من خلال إرسال مساعدات إنسانية.
وأوضح شارما، أن الأمم المتحدة، يجب أن تؤكد على وصول المساعدات الإنسانية لشعب غزة قائلا: «نحن دولة كانت داعمة باستمرار للقضية الفلسطينية، وتغير الحكومات لا يحدث تغيير فى المواقف الأساسية للهند».
أما سيد أكبر الدين، الممثل الدائم السابق للهند لدى الأمم المتحدة، فيؤكد أن الهند أكبر مشارك فى الأونروا، حيث إنها تخصص نحو 2 مليار دولار سنويا، للأونروا، مشيرًا إلى أن الهند، لم تصوت أبدًا ضد فلسطين فى الأمم المتحدة على مدار 80 عام منذ بدء الصراع.
وأضاف «أكبر الدين»، أنه بعد أحداث 7 أكتوبر، سارعت الهند بمساندة 10 قرارات، وامتنعت عن التصويت فيما يخص 3 قرارات داخل الأمم المتحدة.
من جانبه أكد وزير الخارجية د. بدر عبدالعاطى، تضامن مصر الكامل مع الهند، مرحبًا بتعزيز التعاون الثنائى فى مجال مكافحة الإرهاب.
كما التقى أعضاء الوفد مع أحمد أبو الغيط، أمين عام جامعة الدول العربية، حيث تمت مناقشة الشراكة السياسية والاقتصادية والثقافية واسعة النطاق بين الهند، والعالم العربى.
أما عن سجل العلاقات والتعاملات المصرية الهندية فى المجالات المتنوعة، فإن العلاقات بين البلدين متشابكة فى كافة المجالات، سواء «الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية والثقافية».
العلاقات السياسية
تلتزم مصر، والهند، بالتعددية، ومبادئ ميثاق الأمم المُتحدة، والقانون الدولى، والقيم التأسيسية لحركة عدم الانحياز، واحترام سيادة وسلامة أراضى جميع الدول، كما أنه تم الاتفاق على العمل معًا لتعزيز وحماية هذه المبادئ الأساسية من خلال إجراء المشاورات والتنسيق المُنتظم على المستويين الثنائى والمُتعدد الأطراف.
التعاون الاقتصادى
وتعتبر الهند، من أهم الشركاء التجاريين لمصر خلال الفترة الماضية وهو ما ينعكس على أرقام التبادل التجارى بين البلدين، طبقًا لما أعلنه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصرى، حيث سجلت التجارة البينية بين مصر، والهند نحو ٧.٢٦ مليارات دولار أمريكى فى العام المالى ٢٠٢١-٢٠٢٢، وذلك على الرغم من التحديات التى مثلتها الجائحة، فيما تبلغ قيمة الاستثمارات الهندية المقامة على أرض مصر نحو ٣.١٥ مليارات دولار أمريكى، حيث تشارك الهند فى 52 مشروعاً فى مجالات الكيماويات وأسود الكربون والتعبئة والتغليف والمنتجات الغذائية والسياحة.
ويبلغ عدد الشركات الهندية فى مصر أكثر من 50 شركة، بإجمالى استثمارات 3.15 مليار دولار، تعمل على توفير 35 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
وبلغ حجم الصادرات المصرية إلى الهند خلال العام 2021-2022، 3.52 مليار دولار، مقابل 3.74 مليار دولار، هى عبارة عن حجم الواردات المصرية من الهند.
واستطاعت مصر أن تصدر العديد من المنتجات التى يأتى على رأسها «الوقود، والزيوت المعدنية، ومنتجات تقطيرها بقيمة 878 مليون دولار، والمنتجات الكيميائية غير العضوية بقيمة 199.7 مليون دولار، و185.7 مليون دولار للأسمدة الزراعية، و68.4 مليون دولار، ملح وكبريت وأحجار، و61.9 مليون دولار للقطن».
التعاون فى مجال الفضاء
اتفقت مصر، والهند، على توسيع التعاون فى مجال الفضاء من خلال الاستفادة من خبرة الهند فى بناء وإطلاق الأقمار الصناعية وتطبيقات تكنولوجيا الفضاء.