تجارب تعليم رائدة ..كيف تواجه مختلف دول العالم نقص المعلمين؟

ارقام 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تجارب تعليم رائدة ..كيف تواجه مختلف دول العالم نقص المعلمين؟, اليوم الجمعة 8 أغسطس 2025 02:23 مساءً

يدق الجرس بقوة في التاسعة صباحًا بإحدى مدارس الولاية الهندية بيهار، لكن الفصل الدراسي يسوده الصمت، حيث يترقب الأطفال مرتدين زيهم المدرسي دخول المعلمين كي تبدأ العملية التعليمية، لكن دون جدوى، مما أثار توجيهات عاجلة من المسؤولين لإيفاد هيئة تدريس ولو بصورة مؤقتة لتلك المدارس.

 

 

مدارس بلا معلمين

لكن الخبر الأسوأ، هو أن هذه الحالة ليست استثنائية، فاعتبارًا من أغسطس الجاري، أفادت حوالي 29 مدرسة في الهند بعدم وجود أي كوادر تعليمية لديها، بينما يوجد معلم واحد فقط في حوالي 354 مدرسة، في حين أن الحد الأدنى لعدد المعلمين هو ثلاثة لكل مدرسة ابتدائية.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

تحدي عالمي

تواجه مختلف الدول حول العالم نقصًا في أعداد المعلمين لأسباب مختلفة منها ضعف سياسات التوظيف، وتدني الرواتب ونقص فرص التطوير المهني والتدريب، أو حتى سوء ظروف العمل وغيرها، مما ينذر بعواقب بعيدة المدى تهدد جودة التعليم ومستقبل الطلاب، ويسلط الضوء على الحاجة الملحة لمواجهة هذا التحدي.

 

رؤية قاتمة

بحلول 2030، سيكون العالم بحاجة إلى 44 مليون معلم في المرحلتين الابتدائية والثانوية من أجل تحقيق مستهدف توفير تعليم جيد للجميع، وفقًا لتقديرات "اليونسكو"، في فجوة ستؤثر على الدول النامية والمتقدمة.

 

تداعيات

 وذلك لأن العديد من المعلمين يغادرون هذا المجال بسبب الضغوط النفسية التي يواجهونها سواء في الفصول الدراسية أو فيما يتعلق بظروفهم المالية، وقد يؤدي هذا النقص لزيادة أعداد الطلاب في الفصول الدراسية وتفاقم إرهاق المعلمين، فضلاً عن زيادة تكاليف التوظيف والتدريب في المدارس.


تعزيز مكانة المعلمين

من الأساليب الناجحة في مواجهة هذا التحدي تعزيز مكانة المهنة وزيادة الأجور وتزويد المدارس بموارد أفضل واستهداف من لديهم القدرة على أن يكونوا معلمين، لذلك في دول مثل سنغافورة وكوريا الجنوبية وفنلندا التي يحظى فيها المعلمون بتقدير من الحكومة والشعب ليس هناك مشاكل كبرى فيما يتعلق بتوافر المعلمين.

 

على العكس

بينما خلصت دراسة نشرت العام الماضي بمجلة "أوراق بحثية في التعليم"  أن 25% من المعلمين في إنجلترا يشعرون أنهم موضع تقدير من المجتمع، و10% فقط يشعرون أنهم موضع تقدير من صانعي السياسات، وهو ما يفسر تأثر دول منها المملكة المتحدة وفرنسا واليابان بنقص المعلمين بشكل ملحوظ.

 

نماذج من حول العالم لمواجهة نقص عدد أعضاء هيئة التدريس

النموذج

 

التوضيح

كاليفورنيا

 

 

تواجه كاليفورنيا – شأنها شأن العديد من الولايات الأمريكية – نقصًا مستمرًا في أعداد المعلمين، وتكافح من أجل ملء الشواغر بمعلمين مؤهلين بالكامل، وغالبًا ما تعتمد على معملين غير أكفاء.

لمواجهة ذلك التحدي، استثمرت الولاية الأمريكية أكثر من مليار دولار لدعم قوتها العاملة من المعلمين مع التركيز على زيادة توافرهم في المناطق التي تعاني من النقص، وتحسين القدرة على تحمل تكاليف إعداد المعلمين، وتحفيز المعلمين المهرة على العمل في المدارس ذات الاحتياجات العالية.

وتشير البيانات إلى أن تلك البرامج تكتسب زخمًا، لكنها للأسف تعتمد على تمويل شارف على الانتهاء.

وبناءً على بيانات – طال انتظارها - أصدرتها وزارة التعليم خلال يوليو، أضافت كاليفورنيا 3 آلاف معلم جديد وعددًا كبيرًا من الإداريين الجدد في 2023-2024 خلال الخمس سنوات الماضية، من 282.005 ألفًا في 2019-2020.

ولاية أوكلاهوما

 

 

مع تركيز الولاية الأمريكية على نقص المعلمين، تعد جامعة "أوكلاهوما كوليدج" إحدى الجامعات الحكومية التي تبحث أساليب فريدة لتحفيز الطلاب كي يشكلوا الجيل القادم من المعلمين.

 

صنفت هيئة تنظيم التعليم العالي في الولاية التدريس باعتباره مهنة بالغة الأهمية وتعهدت بتقديم المزيد من الخريجين في هذا المجال.

 

وتلجأ الجامعات باستمرار لتقديم الحوافز المالية لمعالجة نقص المعلمين، منها برنامج يتيح لطلاب الجامعات المؤهلين للعمل فرصة كسب أكثر من 25 ألف دولار عند إكمال تعليمهم والتدريس في الولاية بعد التخرج.

 

وعلى مستوى نظام التعليم العالمي بالولاية الذي يضم 25 كلية وجامعة حكومية، منحت ما يقرب من 3100 شهادة في التربية خلال العام الدراسي 2023-2024، بارتفاع عن المستوى الأدنى البالغ حوالي 2700 شهادة في العام الدراسي 2018-2019.

 

المملكة المتحدة

 

 

اتخذت وزارة التعليم خطوات لمعالجة نقص المعلمين من خلال مجموعة من المبادرات، وتوقعت الوزارة أنها قد تحتاج ما بين 8400 و12400 معلم إضافي بحلول العام الدراسي 2028/2029.

 

خصصت الحكومة في العام الماضي 700 مليون إسترليني (940.75 مليون دولار) لمبادرات لمعالجة نقص المعلمين، لكن البيانات تشير لوجود 4 آلاف وظيفة شاغرة في المدارس الثانوية وبعض الكليات.

 

إستونيا

 

 

تتمتع بنظام تعليمي متميز، ودرست الدولة رواتب معلميها وخلصت لضرورة توفير حوافز مالية أقوى لمهنة التدريس، وبالفعل ارتفعت رواتب المعلمين بنحو 40% في الفترة بين عامي 2016 و2020.

 

كما تركز على تنويع قاعدة المعلمين من خلال توفير وظائف بدوام جزئي للمتخصصين من مجالات أخرى، وتعيد النظر في طبيعة مهنة التدريس نفسها، وتقديم جداول دراسية أكثر مرونة للمعلمين.

 

نيوزيلندا

 

 

خففت قواعد الهجرة لتسريع حصول معلمو المدارس الثانوية الأجانب على الإقامة في البلاد.

 

السنغال

 

 

يواجه نظام التعليم في السنغال العديد من التحديات منها نقص المعلمين المؤهلين، وخاصة في مناطق مثل ماتام وكيدوغو وتامباكوندا، حيث احتج الطلاب على تأثير ذلك النقص على دراستهم.

لذلك أعلنت الحكومة في بداية هذا العام خطة طوارىء لتوظيف ألفين معلم، لسد النقص الحاد في عدد المعلمين الذي يصل إلى 4527 معلمًا.

وتعطي معايير التوظيف الأولوية للكفاءة والجاهزية، إذ يجب أن يكون المتقدمون مواطنين سنغاليين تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عامًا وعلى استعداد للعمل بأي منطقة بما في ذلك المناطق النائية.

والتزمت الحكومة بدعم المعلمين طوال مسيرتهم المهنية من أجل تحسين مهاراتهم وأدائهم.

ورغم أن حملة التوظيف توفر حلاً فوريًا لكنه ليس دائمًا، ولا تزال البلاد بحاجة لاستراتيجية طويلة المدى، وإصلاحات هيكلية لضمان نظام تعليمي مستدام وكفء للمستقبل.

 

المصادر: أرقام - إي دي سورس -   إيديوكشن إنترناشونال -  "سيني نيوز" -  اليونسكو – أوكلاهوما فويس -  جامعة دورهام  - "كروثير سنتر" -   إنديا توداي" - 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق