اليوم الجديد

مقدمة نشرة أخبار المنار الرئيسية ليوم الاثنين في 11-8-2025

بقلم: علي حايك

تقديم: بتول أيوب

عتمةٌ تَعُمُّ لبنان، اولُها كهربائيٌ وثانيها وثالثُها وكلُّ ارقامِها سياسي ..

فانقطاعُ الكهرباءِ ليس بفعلِ ارتفاعٍ حادٍّ بحرارةِ الطقسِ كما يُبررونَ فحسب، بقدْرِ ما هو انخفاضٌ غيرُ مسبوقٍ بالحسِّ الوطنيِّ والانسانيِّ لدى المعنيينَ الذين يُريدونَ ربطَ خطوطِ التوترِ العالي الكهربائيةِ على خطوطِهم السياسيةِ البالية، فتصبحُ وعودُ حزبِ القواتِ الكهربائيةُ باضاءةِ لبنانَ اربعاً وعشرينَ على اربعٍ وعشرين – مع تسلمِ الوزارةِ لستةِ اشهر، كالعهودِ الاسرائيليةِ بتأمينِ الامنِ والسلامِ للبنانَ بعدَ تسليمِه السلاح.

والنتيجةُ انقطاعٌ شبهُ تامٍّ للتيارِ الكهربائيّ على عمومِ الاراضي اللبنانية، وهو ما لم يَشعُر به على ما يبدو ساكنو القصورِ العالية. فلو تحدثَ وزيرُ الطاقةِ او حتى رئيسُ الحكومةِ وعمومُ المعنيينَ مع سيدِهم الاميركيِّ لاستجرارِ الكهرباءِ الممنوعةِ عن لبنانَ رغمَ تعليقِ قانونِ قيصر، او للسماحِ لهم بقبولِ العروضِ الدوليةِ لانشاءِ المعاملِ الكهربائية، ولْيَكُتبوا على ورقةِ براك شيئاً يُفيدُ بلدَهم بعدما اعطَوا ولا يزالونَ كلَّ شيءٍ دونَ مقابل .

في العتمةِ السياسيةِ لا بصيصَ نورٍ مع الاطباقِ الاميركيِّ على الحكومةِ اللبنانيةِ المُسَيَّرَة، ومسارُ الامورِ لا يُبشِّرُ باختراقٍ سياسيٍّ يخففُ من مفاعيلِ القرارِ الحكوميِّ الاخرق .

وبكلِّ خِفةٍ ولا مسؤوليةٍ كانَ تعاطي المعنيينَ مع موقفِ بنيامين نتنياهو الذي اعلنَ مساهمةَ حكومتِه بقراراتِ حكومةِ سلام حولَ السلاح، فاينَ رئيسُ الحكومةِ ووزراؤهُ المعنيونَ للردِّ على هذا الكلامِ الاسرائيليِّ الخطير؟ ام انَ فيه ما هو صحيح؟ او انهم منهمكونَ بالردِّ على التصريحاتِ الايرانيةِ كلما أكدت الوقوفَ الى جانبِ لبنانَ واوراقِ قوّتِه بوجهِ العدوان؟ ام انَ البعضَ عادَ الى وهمِه التاريخيِّ بانَ البلدَ يمكنُ ان يحكمَه الهوى الاسرائيلي؟

اختنقَ الطقسُ بحرارتِه حتى نفَّسَتْهُ سحاباتٌ عابرةٌ اَسقطت مطراً غزيراً في البقاع، وكذلك في السياسة، هُم وازمتُهم المفتعلةُ – كسحابةِ صيفٍ عابرة..

اما في فلسطينِ العَبرةِ والعِبرةِ فانَ شلالَ الدمِ ما زالَ انهراً والمجرمَ الصهيونيَ فقدَ صوابَه وانسانيتَه كما قال رئيسُ الوزراءِ الاسبانيُ تعليقاً على تعمدِ الجيشِ الصهيوني اغتيالَ خمسةِ صحفيين فضلاً عن عشراتِ طالبي المساعداتِ المجوّعينَ واهلَهم حتى الموت. فهل من قولٍ لدى اهلِ العرب – قادةً ووزراءَ وشعوباً – لاهلِهم في غزةَ وفلسطين؟

المصدر: موقع المنار

أخبار متعلقة :