مبادرة حماس لإطلاق عيدان
كتب رئيس التحرير: علاء المشهراوي
مثلت مبادرة حركة حماس باستعدادها الافراج عن الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر المحتجز في القطاع، صدمة لحكومة نتنياهو المتطرفة، ومحاولة موفقة في إطار الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
ان الدوافع السياسية والاستراتيجية التي دفعت إدارة ترامب للتوسط وربما دعم اتفاق مع حركة حماس، رغم تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، تحمل رساله أمريكية واضحة بأن مصالحها المتضررة في المنطقة بسبب حرب غزة لن تستمر أسيرة لمصالح نتنياهو الضيقة للنجاة من إخفاق 7اكتوبر وقضايا الفساد.. لا سيما بعد أن تأكدت الإدارة الأمريكية أن ملفات فلسطين واليمن وإيران وسوريا ولبنان وحتى داخل اسرائيل هي ادوات عبثية يتحكم بها نتنياهو لإشعال المنطقة بحالة من الهذيان والتخبط والتطاول الدكتاتوري.
كما يعكس هذا الاتفاق تغيرًا في مواقف حماس أو أدواتها السياسية، وبالتأكيد يمثل ذلك تحولاً مرنا في استراتيجيتها تجاه التعامل مع القوى الدولية، واتقان العمل السياسي في زيادة عزلة نتنياهو وكشف حقيقة هدفه من الحرب، بانه امعان في الابادة وليس هدفها تحرير الاسرى في غزة والقضاء على قدرات وحكم حماس.
ومن الواضح ان التأثير المحتمل في حال التوصل الى صفقة تبادل اسرى، على مسار الحرب الجارية بين إسرائيل وحماس التي تصر على الظهور دوما بأنها تريد انهاء الحرب والتخفيف عن الناس، والتوجه الى تهدئة الأوضاع حتى لا تبدو كصاحبة خيارات عدمية، تهطي نتنياهو المبرر الكاذب لاستمرار الحرب الوحشية.
كما انها تعكس رغبة الحركة بارسال بادرة حسن نية للادارة الامريكية واستعادة المفاوضات المباشرة او غير المباشرة معها لاظهار ايجابيتها بالتعامل مع ملف الحرب، بالاضافة الى محاولتها تعميق الشرخ بين حكومة نتنياهو والادارة الامريكية من جهة واهالي الاسرى والحشود الشعبية الاسرائيلية من جهة اخرى، مستخدمة قضية الاسرى الاسرائيليين وسلاكتهم كعامل موجع لتلك الحكومة المتطرفة.
انتهى
عزة/ المشرق نيوز
أخبار متعلقة :