شهدت أسعار الليثيوم ارتفاعًا حادًا في الأسواق العالمية، لتنهي اتجاهًا هبوطيًا، وذلك كرد فعل بعد أن أوقفت شركة “CATL” الصينية، أكبر منتج للبطاريات في العالم، عملياتها في منجم “جيانشياو” بمقاطعة جيانغشي، عقب انتهاء الترخيص التشغيلي للموقع. وقالت شركة البطاريات الصينية العملاقة “كونتيمبوراري أمبيركس تكنولوجي” إنها علقت الإنتاج في منجم ليثيوم كبير بعد انتهاء ترخيصها، ما أثار ارتفاعًا في عقود الليثيوم الآجلة وأسعار أسهم شركات التعدين. يأتي هذا التوقف المفاجئ في وقت حساس يشهد فيه السوق العالمي تزايدًا في الطلب على الليثيوم، ما أدى إلى قفزة فورية تجاوزت 8%، مسجلةً أكبر حركة سعرية يومية منذ أكثر من 18 شهرًا في العقود الآجلة لليثيوم في بورصة قوانغتشو المالية للعقود الآجلة الصينية. وارتفع سعر عقد كربونات الليثيوم لشهر نوفمبر إلى 81,000 يوان للطن من 75,000 يوان، مما يعكس تفاؤل السوق، وفق تقرير وكالة بلومبرغ. وفي الصين، ارتفعت أسهم شركة “جانفينغ ليثيوم” بأكثر من 4%، بينما قفزت أسهمها المدرجة في بورصة هونغ كونغ بنحو 10% عند الافتتاح. وقفزت أسهم “تيانكي ليثيوم” بنحو 11%. ومن بين شركات تعدين الليثيوم الأسترالية، كانت شركة “ليونتاون ريسورسز” الرابح الأكبر، حيث ارتفعت بنحو 25%، وقفزت أسهم “بيلبارا مينيرالز”، و”آي جي أو”، و”كور ليثيوم”، و”ريسورسز مينيرالز” بنسب تتراوح بين 10.5% و17.4%. ورغم تطمينات الشركة الصينية بأن العمل سيستأنف في أقرب وقت ممكن، فإن العديد من المحللين يشككون في سرعة العملية نظرًا لتزايد تعقيدات اللوائح التنظيمية في قطاع التعدين الصيني. الليثيوم معدن أساسي بات يشكل عنصرًا حيويًا في الاقتصاد العالمي الحديث، خاصة مع التحول المتسارع نحو الطاقة النظيفة. ويستخدم الليثيوم بشكل رئيسي في صناعة بطاريات أيون الليثيوم، التي تشغل الهواتف الذكية، الحواسيب المحمولة، والمركبات الكهربائية، مما جعله في قلب سباق التكنولوجيا الخضراء. كما يدخل الليثيوم في صناعات أخرى مثل الزجاج المقاوم للحرارة، والسيراميك، وسبائك الألومنيوم، إضافة إلى استخداماته في المجال الطبي كعلاج فعّال لبعض الاضطرابات النفسية. ومع تزايد الطلب العالمي، بات الليثيوم يُعرف اليوم بـ”الذهب الأبيض” لعصر الطاقة المتجددة.