نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: إنفيديا وAMD ستدفعان "ضريبة تصدير" لرقائق الذكاء الاصطناعي, اليوم الاثنين 11 أغسطس 2025 08:08 صباحاً في خطوة وُصفت بأنها غير مسبوقة في تاريخ التجارة العالمية الحديثة، توصلت شركتا "إنفيديا" (Nvidia Corp.) و"أدفانسد مايكرو ديفايسز" (AMD) الأميركيتان إلى اتفاق يقضي بدفع 15% من إيراداتهما من مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي في الصين إلى الحكومة الأميركية، مقابل الحصول على تراخيص تصدير خاصة. وستقوم "إنفيديا" بدفع 15 بالمئة من عائدات مبيعات شريحة الذكاء الاصطناعي H20 في السوق الصينية، فيما ستقدم "AMD" النسبة ذاتها من إيرادات شريحة MI308، بحسب ما نقلت وكالة بلومبرغ نيوز عن مصادر مطلعة. يأتي هذا التطور في أعقاب تصريحات ترامب الأخيرة، الذي حذّر من فرض رسوم جمركية بنسبة 100 بالمئة على واردات أشباه الموصلات والرقائق ما لم تلتزم الشركات بالتصنيع المحلي. وقد فاقمت الرسوم الجمركية المقترحة المخاوف في قطاع التكنولوجيا، مما دفع الشركات إلى البحث عن استراتيجيات امتثال بديلة. ويعكس هذا الترتيب أيضا وبشكل واضح، توجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب المستمر نحو تحقيق مكاسب مالية مباشرة للولايات المتحدة مقابل تقديم تنازلات تجارية. وكانت إدارة ترامب قد أبدت في السابق استعداداً لتخفيف شروط التجارة، مثل الرسوم الجمركية، في مقابل استثمارات ضخمة داخل الولايات المتحدة، على غرار التزام شركة "آبل" بضخ 600 مليار دولار في التصنيع المحلي. لكن على عكس تلك الصفقات الواسعة النطاق، فإن فرض "ضريبة تصدير" محدودة على شركة أو قطاع بعينه يُعد سابقة نادرة في التاريخ الحديث للشركات العالمية، وقد يثير قلق كل من مجتمع الأعمال الأميركي والسلطات الصينية على حد سواء. وفي المقابل، يُتوقع أن تواجه الخطة الأميركية رفضاً شديداً من بكين، التي أبدت في الآونة الأخيرة معارضة متزايدة لاستخدام الشركات الصينية لمعالج الذكاء الاصطناعي H20. ويبدو أن فكرة "ضريبة الرقائق" لن تحظى بقبول في الأوساط الرسمية هناك. بكين تهاجم رقائق H20 وفي مؤشر على الموقف الصيني، وجّه حساب "يويوانتيانتيان" على منصة التواصل الاجتماعي، والمرتبط بالتلفزيون المركزي الصيني (CCTV) والذراع الإعلامية التي تعكس عادة توجهات القيادة في قضايا التجارة، انتقادات حادة للرقاقة الأميركية، واصفاً إياها بأنها تعاني من "ثغرات أمنية مزعومة" و"ضعف في الكفاءة". ووصف جاكوب فيلدغويز، الباحث في "مركز الأمن والتقنيات الناشئة" بواشنطن، الترتيب الأخير بين واشنطن وبكين بأنه "غير مسبوق" في سياق ضوابط التصدير، محذراً من أنه قد يُقوّض المبررات الأمنية التي تقوم عليها القيود الأميركية على الصادرات. وأضاف أن هذه الخطوة "قد تُضعف موقف الولايات المتحدة في مفاوضاتها مع الحلفاء لفرض قيود موازية"، مشيراً إلى أن الشركاء الدوليين قد يفقدون الثقة في جدية صانعي القرار الأميركيين إذا بدوا مستعدين للمساومة على المخاوف الأمنية مقابل مكاسب اقتصادية، سواء لصالح شركات أميركية أو حكومات أجنبية. من جانبها، أكدت إنفيديا أنها تلتزم بالقواعد الأميركية الخاصة بالتصدير، موضحة أنها لم تشحن رقاقات H20 إلى الصين منذ أشهر، لكنها تأمل أن تتيح القواعد المجال أمام الشركات الأميركية للتنافس في السوق الصينية. أما AMD فلم ترد على طلب للتعليق من وكالة بلومبرغ نيوز. وكانت صحيفة فايننشال تايمز قد كشفت عن التطور الأخير، وذلك بعد تقرير منفصل أشار إلى أن وزارة التجارة الأميركية بدأت الأسبوع الماضي إصدار تراخيص لتصدير H20، بعد أيام فقط من لقاء الرئيس التنفيذي لإنفيديا، جينسن هوانغ، بالرئيس ترامب. لطالما ضغط جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، بقوة من أجل رفع القيود على صادرات رقائق الذكاء الاصطناعي إلى الصين، مؤكدًا أن عزل الصين سيؤدي فقط إلى إبطاء انتشار التكنولوجيا الأميركية وتشجيع المنافسين المحليين مثل شركة "هواوي". وصفت هيبي تشن، محللة في "فانتاج ماركتس" بميلبورن، هذه القيود بأنها "ورقة تفاوض استراتيجية" تعزز سيطرة واشنطن على قطاع تقني حيوي خلال مفاوضات التجارة مع بكين. وأضافت، بحسب وكالة بلومبرغ، أن هذه العقبة أمام دخول الرقائق إلى الصين "من المرجح أن تثني شركتي إنفيديا وAMD عن التوسع العميق في أكبر سوق لاستيراد الرقائق في العالم، بينما تمنح المنتجين المحليين ميزة واضحة لاقتناص حصص السوق وتسريع الابتكار في صناعة أشباه الموصلات المحلية". وفي حال مضت واشنطن قدمًا بفرض هذه الضريبة، فمن المتوقع أن تُدر بعض الأموال إلى خزينة الولايات المتحدة، لكنها لن تكون مبالغ كبيرة نسبيًا. وأكدت شركتا إنفيديا وAMD أنهما بحاجة إلى وقت لإعادة زيادة إنتاج المنتجات المخصصة للسوق الصينية، حتى لو عادت طلبات الشراء إلى مستوياتها السابقة، وهو أمر غير مؤكد. إيرادات ضائعة حققت شركة إنفيديا إيرادات بلغت 4.6 مليار دولار من مبيعات رقاقة H20 خلال الربع المالي المنتهي في 27 أبريل، بعد أيام قليلة من فرض قيود جديدة على تصدير معالج الذكاء الاصطناعي إلى الصين. وأفادت الشركة بأنها لم تتمكن من شحن ما قيمته 2.5 مليار دولار من إيرادات H20 إلى السوق الصينية خلال تلك الفترة بسبب هذه القواعد الجديدة، ما يشير إلى أن مبيعاتها المحتملة إلى الصين كانت ستتجاوز 7 مليارات دولار في ذلك الربع. وإذا عادت المبيعات إلى ذلك المستوى، فستجني الحكومة الأميركية نحو مليار دولار ربعياً من الاتفاق القائم مع الشركتين. وتقدر شركة مورغان ستانلي أن شركة AMD يمكن أن تحقق إيرادات بين 3 و5 مليارات دولار في 2025 إذا ما تم رفع القيود، مشيرة إلى أن البدائل الصينية مثل رقائق Ascend من شركة هواوي تستحوذ حالياً على 20 بالمئة إلى 30 بالمئة من الطلب المحلي. وقال في-سيرن لينغ، المدير العام في "يونين بانكير بريفيه" في سنغافورة: "الحكومة الأميركية تحتاج بوضوح إلى هذه الأموال بالنظر إلى عجزها ورغبتها في تحصيل الرسوم الجمركية". وأضاف: "لكن المشكلة تكمن في اتهامات الصين بأن رقائق H20 تحتوي على أبواب خلفية، وهو ما قد يكون تكتيكاً تفاوضياً لتوضيح أن البلاد ليست في حاجة ماسة للرقائق الأميركية".