أظهرت بيانات الجمارك الصينية اليوم الإثنين، أن الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة الأمريكية سجلت تراجعا حادا بنسبة 34.5% خلال شهر مايو الماضي، مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، في أكبر انخفاض منذ فبراير 2020، وذلك بفعل تداعيات الرسوم الجمركية المتبادلة بين بكين وواشنطن، في وقت يتوقع أن تبدأ أثار الهدنة التجارية بين الطرفين في الظهور ضمن بيانات شهر يونيو. وبحسب البيانات، تراجعت الواردات الصينية من الولايات المتحدة بأكثر من 18%، مما أدى إلى انكماش الفائض التجاري الصيني مع واشنطن بنسبة 41.55% على أساس سنوي، ليصل إلى 18 مليار دولار. ورغم هذا التراجع، لقيت التجارة الخارجية الصينية دعما من ارتفاع الشحنات الموجهة إلى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بنسبة قاربت 15%، وإلى دول الاتحاد الأوروبي بنسبة 12%، وإلى القارة الإفريقية بنسبة تجاوزت 33%. وارتفع الفائض التجاري الإجمالي للصين بنسبة 25% على أساس سنوي، ليصل إلى 103.2 مليار دولار خلال مايو. لكن نمو الصادرات تباطأ بشكل لافت مقارنة بشهر أبريل الماضي، الذي سجل فيه نموا بنسبة 8.1%، مدفوعا بزيادة الشحنات إلى دول جنوب شرق آسيا رغم الهبوط الحاد في الصادرات إلى الولايات المتحدة، والتي تراجعت حينها بنسبة تجاوزت 21% مع بدء تطبيق الرسوم الجمركية العقابية. وقال تيانشن شو، كبير الاقتصاديين في وحدة المعلومات التابعة لمجلة “الإيكونوميست”، إن “الضرر كان قد وقع بالفعل قبل رفع الرسوم منتصف مايو”. وفي سياق متصل، انخفضت صادرات الصين من المعادن النادرة بنسبة 5.7% على أساس سنوي، لتسجل 5,865.6 طن، نتيجة تشديد بكين رقابتها على هذه المواد الاستراتيجية في إطار سعيها لتعزيز موقفها التفاوضي في المحادثات التجارية مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. وسجلت صادرات السيارات والسفن الصينية نموا بنسب 22% و5% على التوالي، في حين انخفضت صادرات الهواتف الذكية والأجهزة المنزلية بنسبة 10% و6% على التوالي. ومن المتوقع أن تبدأ الصادرات الصينية المتجهة إلى الولايات المتحدة في التعافي خلال يونيو، بحسب توقعات شو، الذي أشار إلى أن الشهر المقبل سيكون الأول الذي تستفيد فيه الشركات الصينية بالكامل من خفض الرسوم الجمركية الأمريكية، لا سيما صادرات المعادن النادرة والمعدات الكهربائية. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت رسوما جمركية عقابية بنسبة 145% في أبريل، ما دفع الصين للرد برسوم ثلاثية الأرقام وقيود إضافية على صادرات بعض المعادن الحيوية. وفي مايو الماضي، توصل الجانبان إلى اتفاق مبدئي في جنيف أسفر عن إلغاء معظم الرسوم المتبادلة، حيث انخفضت الرسوم الأمريكية على السلع الصينية إلى 51.1%، فيما بلغت الرسوم الصينية على المنتجات الأمريكية 32.6%، وفقا لمعهد بيترسون للاقتصاد الدولي. من جانبه، أشار زيشون هوانج الاقتصادي في “كابيتال إيكونوميكس”، إلى وجود بوادر أولية على تعافي الطلب الأمريكي على المنتجات الصينية، لكنه حذر من أن تأثير هذا الطلب قد يستغرق وقتا قبل أن ينعكس على الشحنات الفعلية، مشيرا إلى أن التوقعات لا ترجح خفضا إضافيا للرسوم الجمركية، بل احتمال زيادتها مجددا، مما قد يبطئ نمو الصادرات في نهاية العام. ومن المقرر أن يلتقي نائب رئيس مجلس الدولة الصيني والممثل التجاري الرئيسي خه ليفنج، مع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت وفريق التفاوض الأمريكي في لندن في وقت لاحق اليوم، في جولة جديدة من المحادثات التجارية، وذلك بعد تصاعد التوترات مجددا بين الطرفين واتهام كل منهما للآخر بانتهاك اتفاق جنيف. تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الخلافات، بعد اتهام واشنطن لبكين بتأخير تنفيذ تعهداتها المتعلقة بزيادة صادرات المعادن الحيوية، ورد الصين بانتقاد القيود الأمريكية الجديدة على تأشيرات الطلاب الصينيين وقيود التصدير الإضافية على الرقائق الإلكترونية. وأكدت وزارة التجارة الصينية أمس الأول السبت، أنها ستواصل مراجعة والموافقة على طلبات تصدير المعادن النادرة، نظرا لتزايد الطلب عليها في قطاعات الروبوتات والمركبات الكهربائية. المصدر: أ.ش.أ