كشف المعهد المصرفي المصري أن دمج الخدمات المالية وغير المالية في حياة العملاء اليومية، ضمن ما يُعرف بمفهوم “أسلوب الحياة المصرفي”، يُعد من أبرز التوجهات التي تعزّز ولاء العملاء وتمنح البنوك مصادر دخل جديدة ومستدامة.
وأشار المعهد، في تقريره الصادر عن شهر مايو الماضي، إلى أن البنوك التي تتبنى هذا المفهوم تحقق استفادة كبيرة من خلال العمولات ورسوم الاشتراك في الحسابات المميزة.
وأوضح التقرير أن مفهوم “أسلوب الحياة المصرفي”، باعتباره توجهًا حديثًا يدمج الخدمات المالية في الروتين اليومي للعملاء، ويعتمد على التكنولوجيا المتقدمة وتحليل البيانات لتقديم تجربة مصرفية شخصية وشاملة، تشمل خدمات غير مالية مثل الصحة والسفر والتسوق.
وأضاف أن البنوك تعزز تفاعلها مع العملاء عبر تحليل البيانات والاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي لتطوير منتجات وخدمات تلائم الاحتياجات الفردية، ما يُسهم في زيادة الولاء وتقليص فرص انتقال العملاء إلى بنوك منافسة.
وأفاد التقرير بأن هذا التوجه يمكّن البنوك من بيع منتجاتها المالية بشكل أوسع، استنادًا إلى الرؤى المستخلصة من تحليل البيانات.
كما يتيح تحليل بيانات العملاء تصميم استراتيجيات تسويقية دقيقة، وتوجيه منتجات مالية مصممة خصيصًا لشرائح معينة، ما يعكس كفاءة وفعالية الحملات التسويقية.
وتطرّق المعهد في تقريره إلى التحديات التي تواجه البنوك في انتهاج مفهوم “أسلوب الحياة المصرفي”، والتي تتمثل بشكل كبير في ارتفاع مستوى المخاطر المتزايدة على البيانات.
وشدد التقرير على ضرورة تطبيق البنوك إجراءات قوية لتعزيز الأمن السيبراني، وتوعية الموظفين والعملاء بمخاطر الاختراقات، وآليات الوقاية واكتشاف التهديدات.
وأضاف أن تعقيد العمليات التشغيلية الناجمة عن دمج الخدمات غير المالية بمنصات التكنولوجيا يُعد أحد التحديات التي تواجه البنوك، ما يحتم عليها تقييم حجم التعقيد التقني والتشغيلي ومتطلبات الموارد قبل التنفيذ.
وأكد المعهد أن “ستاندرد تشارترد”، و”الإمارات دبي الوطني”، و”مصرف أبوظبي الإسلامي” تمثل نماذج ناجحة في تطبيق هذا النهج، كلٌ بحسب استراتيجيته الخاصة.
ولفت إلى أن “ستاندرد تشارترد” قدّم خدمات مخصصة لأصحاب الثروات، بينما أطلق “الإمارات دبي الوطني” أول بنك رقمي في الدولة عبر منصة “Liv” الموجهة للشباب.
في حين وفّر “مصرف أبوظبي الإسلامي” تجربة مصرفية ذكية “ADIB Smart Banking”، تتيح فتح الحسابات وتفعيلها بالكامل عبر الإنترنت دون الحاجة إلى زيارة الفروع، مع تقديم مجموعة من المزايا المرتبطة بأسلوب الحياة.
0 تعليق