احتفال في ختام الشهر المريمي في زوق مصبح

الفن 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

أحيا رعايا السيّدة الورديّة، ​مار إلياس​، ومار يوحنا- زوق مصبح، ختام الشهر المريمي باحتفال روحي.

وكانت قد انطلقت الصلوات مع تلاوة المسبحة الوردية في كنيسة السيّدة الورديّة، واختُتمت بزياح في أرجاء الكنيسة. بعدها، جال تطواف تمثال السيّدة العذراء على وقع الترانيم المريمية من الكنيسة باتجاه دير سيّدة اللويزة.

واستُقبل التمثال في باحة الدير استقبالًا مهيبًا، قبل الدخول الاحتفالي إلى الكنيسة، حيث ترأّس الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الأباتي إدمون رزق، الذبيحة الإلهية، في دير سيدة اللويزة ذوق مصبح وسط أجواء إيمانية خاشعة.

وألقى الاباتي رزق كلمة في المناسبة: "سوفَ تطوبُني جميعُ الأجيال، لأنَّ القدير صنعَ بيَ العظائم!" (لو 1: 48) نلتقي اليوم في نهايةِ الشهرِ المريميّ، شهر أيّار، شهر الزهور ودفء الربيع، الذي أرادته الكنيسة شهرًا لتكريمِ مريم، فرَفَعَنا نظرَنا نحوها بنوعٍ خاص، وسلّمنا عليها سُبحةَ سلاماتٍ تـُردِّدُ سلامَ الملاكِ في البشارةِ، وأخذْنا منها أصفى سلامٍ يجدِّدُ فينا المحبَّةَ لله ولبعضِنا ويُذوِّقُنا طعمَ الرجاء. ما أجملَ تكريمَ هذه الأمّ الّتي نجتمعُ تحتَ جناحَيها دون خوف، ولا نُفكِّر بآلامِنا لأنّ ألـمُنا عندها يخفُّ: فليست شفاهُنا الّتي تُناجيها بالسلامِ فحسب، إنّما قلوبُنا وبيوتُنا وعيالُنا، وجيرتُنا وكنيستُنا ... هي كلُّها تنفتحُ لله ولخيره ولحبِّه ورحمتِهِ في سلامِ مريم! وكلُّ الأجيالِ تطوّبها لأنّها تُعلِّمُنا الإيمانَ بالكلمة، وتسليمَ ذاتِنا بكليَّتِها للمشيئة الإلهية، و الصمودَ عندَ الصليبِ، كما فعلَتْ هي، فبقيت ثابتة في الرجاءِ أمام صليبِ ابنها وآلامِهِ الـمُقدّسة".

وتابع: "إنَّ أمومة مريم هي الدرب نحو الحنان، الذي هو أيضًا أسلوب الله. فالإيمان من دون الأم يصبح مجرد نظرية، وخالٍ من الحنان، من الدفء، من الرجاء." هذه كلماتُ البابا فرنسيس الّذي سلّم حياتَهُ ورسالتَهُ إلى مريم منذ بدئها وحتّى نهايتها، حيث أراد أن يرقدَ في نومِه الأخير عند أقدامِها. فكما يقولُ: " مع مريم، نحيا في اليقين بأن الله لا يخذلُنا أبدًا، بأنّ بإمكاننا أن ننشدَ تعظيمَ النفس للرب، لأنّه نظر إلى تواضع أمته." وقد تكلّم الباباوات والبطاركة دائمًا عن اللجوءِ إلى مريم وطلبِ شفاعتِها لأنّها دربُ السماء. أمّا غبطة البطريرك الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، فهو يُولي مكانةً متميزةً للعذراء مريم في تعاليمه وخطبه، مؤكدًا على دورها الفريد في سرّ الخلاص، وعلى علاقتها الروحية بالشعب ال​لبنان​ي والكنيسة، وهي أمل لبنان في الأزمات السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة الّتي تواجه لبنان. في سنة الرجاء، مَن لنا غيرُكِ يا مريم يعلّمُنا الرجاء؟ فأنتِ تدافعين عنّا وتتشفعين لنا عند ابنكِ، ولا تكفينا كلُّ ورودِ العالمِ نقدّمها لكِ من أيادينا لنقولَ لكِ كم نحبُّكِ! فيا أمّنا، إنَّ العالمَ مُظلمٌ دونَ ابتسامَتِكِ، والحياةُ قاسيةٌ دونَ شفاعتِكِ! والربيعُ باردٌ دونَ حنانِكِ! نحنُ نتغنّى بكِ يا سيّدة القلوبِ والبيوتِ والرعايا والأديار! تعالي بيننا وطمئنينا عن لبناننا العزيز، عن أولادِنا في الغربة، عن مرضانا وعجزتنا وشبابابنا...".

وأضاف: "يقول البابا لاوون الرابع عشر في ختام خطابه الأوّل: أمُّنا مريم تريد دائمًا أن تسيرَ معنا، أن تكونَ قريبةً منا، وأن تساعدَنا بشفاعتِها ومحبَّتِها. ... لنُصلِّ معًا من أجل هذه الرسالة الجديدة، ومن أجل الكنيسة جمعاء، ومن أجل السلام في العالم، ولنطلب هذه النعمة الخاصّة من مريم، أمّنا. فالسلام عليكِ يا مريم، يا أمّ الرجاء، علّمينا أن نؤمن، أن نرجو، وأن نحب".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق