في واقعة مفاجئة خلّفت موجة من الاستغراب والتساؤلات، شهدت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بمدينة تطوان، صباح أمس الأربعاء، إلغاء ندوة علمية كانت مبرمجة لرئيس الحكومة الأسبق الدكتور سعد الدين العثماني، حول موضوع "الصحة النفسية: كيف نفهمها وكيف نعتني بها؟".

المدعوون للندوة التي كانت ستنظمها شعبة علم النفس الإكلينيكي بالكلية، وجدوا أبواب القاعة مغلقة رغم انتظارهم لأزيد من ساعة على أمل انطلاق النشاط، دون أن يتلقوا أي تفسير من اللجنة المنظمة أو من إدارة المؤسسة الجامعية.

مصادر طلابية قالت ادعت أن هناك أنباء عن "تعليمات" بعدم تنظيم النشاط لأسباب أمنية، وهي المعطيات التي نفتها جملة وتفصيلا السلطات المحلية.

غياب أي توضيح من إدارة الكلية أو حتى من الدكتور سعد الدين العثماني، الذي لم يصدر بدوره أي بيان في الموضوع، ساهم في تأجيج التأويلات، خاصة في ظل الوضع السياسي الذي تمر منه البلاد، وكثرة الحساسيات المرتبطة بالمداخلات الأكاديمية ذات الطابع العام.

وقد عبّر عدد من الأساتذة والطلبة عن دهشتهم واستيائهم من الطريقة التي تم بها إلغاء النشاط، معتبرين أن مثل هذه القرارات تُضعف من مصداقية الفضاء الجامعي، وتضرب في العمق حرية التعبير والحق في النقاش العلمي، داعين في الوقت نفسه إلى بلاغ رسمي يوضح حيثيات الإلغاء، تجنباً لمزيد من اللغط والتأويل.