دعا مسؤولون كبار من فرنسا وبريطانيا وهولندا، للضغط على اسرائيل لمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل ورفع حصار غزة وادخال المساعدات واصفين الوضع في غزة بأنه غير مقبول.
وقال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ان السكان المدنيون في غزة واجهوا التجويع والتشريد والآن يواجهون قصفا جديدا ومعاناة جديدة، والرهائن المتبقون في غزة يتعرضون لخطر أكبر بسبب الحرب.
واكد ان الكارثة الإنسانية في غزة تضاعفت بشكل سريع منذ انهيار وقف إطلاق النار قبل شهرين، لا سيما ان إسرائيل استهدفت المستشفيات بشكل متكرر ومزيد من عمال الإغاثة قتلوا.
تابع" لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي في وجه التدهور الحاصل في قطاع غزة وعلقنا المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية بشأن اتفاق التجارة الحرة معها.
واضاف: إذا واصلت إسرائيل نهجها فسنتخذ خطوات أخرى".
وتابع" أقول لنتنياهو إنه الحصار الآن وأدخل المساعدات وتوسيع إسرائيل العملية العسكرية لا يمكن تبريره أخلاقيا وهذه ليست طريقة لإعادة الرهائن.
وقال "ان كل الرهائن تقريبا في غزة أفرج عنهم عبر المفاوضات وليس بالقوة وخطة إسرائيل لن تقصي حماس ولن تجلب الأمن".
وقال" ان ما يقوله سموتريتش عن تطهير غزة تطرف خطير ووحشي وندينه بأشد العبارات".
واكد انه رغم جهودنا المستمرة فإن الأفعال الفظيعة للحكومة الإسرائيلية وخطابها مستمران.
في غضون ذلك قال وزير خارجية هولندا كاسبار فيلدكامب ان القلق الذي نشعر به حيال الوضع في غزة يتشاطره معنا على نطاق واسع الاتحاد الأوروبي.
واوضح ان الضغط يتزايد على إسرائيل والمساعدات الواصلة إلى قطاع غزة لا تزال قليلة جدا، مشددا على انه يجب السماح بدخول مساعدات إنسانية ضخمة إلى قطاع غزة.
واضاف: نضغط على الاتحاد الأوروبي لمراجعة اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، وندعو مع فرنسا ودول أخرى إلى فرض عقوبات على المستوطنين العنيفين في الضفة الغربية".
بدوره أكد رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو الثلاثاء أن التحرك للاعتراف بدولة فلسطينية، كما تنوي فرنسا والمملكة المتحدة وكندا، “لن يتوقف”.
وقال بايرو أمام الجمعية الوطنية خلال جلسة أسئلة الحكومة “للمرة الأولى ، قررت ثلاث دول كبرى (…) بريطانيا وفرنسا وكندا أنها ستعترض معا على ما يحدث” في قطاع غزة و”أن تعترف معا بدولة فلسطين”.
وأضاف “هذا التحرك الذي انطلق، لن يتوقف”.
وجاء كلامه في معرض رده على زعيمة كتلة حزب “فرنسا الأبية” ماتيلد بانو التي سألته عما إذا كان ينوي “الاعتراف بدولة فلسطين بعدما لم يبق هناك من فلسطينيين”.
وحذر قادة فرنسا والمملكة المتحدة وكندا إيمانويل ماكرون وكير ستارمر ومارك كارني الاثنين من أنهم “لن يقفوا مكتوفي الأيدي” في مواجهة “الأفعال المشينة” التي ترتكبها حكومة بنيامين نتنياهو في غزة، مهددين باتخاذ “إجراءات ملموسة” إذا لم توقف إسرائيل هجومها العسكري ولم تسمح بدخول المساعدات الإنسانية.
وأضاف رئيس الحكومة الفرنسي الذي يؤيد حل الدولتين “هذه الإدانة، وهذه التحذيرات المتكررة واضحة تماما في وجهتها وواجبة علينا. لكن لا ننسى أبدا (…) أن وراء هذا الانفجار بما سببه من مآس، صاعقا. والصاعق الذي أرادته حماس هو ما حدث في 7 تشرين الأول/أكتوبر (2023) مع ارتكاب مذبحة”.
وقال “إن الوضع الذي نشأ في غزة (…) غير مقبول إنسانيا”.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو أكد في وقت سابق في حديث لإذاعة فرانس إنتر، أن باريس عازمة على الاعتراف بدولة فلسطين مؤكدا أن ذلك “يصب في مصلحة الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء” .
وأضاف “لا يمكننا أن نترك لأطفال غزة إرثا من العنف والكراهية. لذلك، يجب أن يتوقف كل هذا، ولهذا السبب نحن عازمون على الاعتراف بدولة فلسطين”.
وأضاف “وأنا أعمل على هذا بفاعلية لأننا نريد المساهمة في التوصل إلى حل سياسي يصب في مصلحة الفلسطينيين ولكن أيضا في صالح أمن إسرائيل”.
من المتوقع أن تعلن فرنسا اعترافها بدولة فلسطين خلال المؤتمر الدولي الذي ترأسه مع المملكة العربية السعودية لإحياء الحل السلمي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني على أساس حل الدولتين، والذي سيعقد في الفترة من 17 إلى 20 حزيران/يونيو المقبل.
وأكد الوزير الفرنسي أن الوضع في غزة “لا يحتمل لأن العنف الأعمى ومنع الحكومة الإسرائيلية إدخال المساعدات الإنسانية حوَّل غزة إلى مكان يحتضر فيه الناس، حتى لا نقول إلى مقبرة… هذا انتهاك بالمطلق لكل قواعد القانون الدولي… وهذا يتعارض مع أمن إسرائيل الذي تحرص عليه فرنسا، لأن من يزرع العنف يحصد العنف”.
وكرر الوزير دعوة إسرائيل إلى السماح بدخول المساعدات الإنسانية “بكميات كبيرة” ومن “دون عوائق”.
من جانبه، قال رئيس الحزب الشيوعي الفرنسي فابيان روسل للإذاعة نفسها إن الحزب “سيستقبل وفدا كبيرا من منظمة التحرير الفلسطينية في الرابع من حزيران/يونيو لإطلاق حملة أوروبية للاعتراف بدولة فلسطين”.
وافقت إسرائيل على إدخال كمية محدودة من المساعدات الإنسانية بعد أكثر من شهرين ونصف الضشهر على الحصار الكامل على القطاع الذي يواجه وضعا إنسانيا كارثيا، فيما يشن جيشها هجوما واسع النطاق قال إن هدفه السيطرة على غزة والقضاء على حماس واستعادة الرهائن الذين تحتجزهم الحركة منذ اندلاع الحرب إثر هجومها في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 على إسرائيل.
انتهى
باريس-لاهاي-لندن-غزة / المشرق نيوز
0 تعليق