ارتدت مؤشرات البورصة المصرية إلى المنطقة الخضراء خلال تعاملات اليوم، بدعم من عمليات شراء محلية ومؤسسية، على الرغم من الضغوط البيعية من جانب المستثمرين الأجانب، وذلك في أعقاب قرار وكالة التصنيف الائتماني موديز خفض التصنيفات الائتمانية لعدد من أكبر البنوك الأمريكية. وسجل المؤشر الرئيسي ارتفاعاً بنسبة 0.89% ليصل عند مستوى 31635 نقطة، وصعد مؤشر EGX70 للشركات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 0.39% ليصل إلى مستوى 9295 نقطة، وصعد مؤشر EGX100 الأوسع نطاقًا بنسبة 0.65% ليصل إلى 12638 نقطة. وجاء هذا الصعود في أعقاب جلسة متراجعة أمس، ما يعكس مرونة السوق واستجابته الجزئية للعوامل الداخلية، وعلى رأسها تحسن الجنيه المصري أمام الدولار، إلى جانب ترقب المستثمرين لتطورات أسعار الفائدة والسياسة النقدية خلال الفترة المقبلة. وكانت وكالة موديز قد خفّضت التصنيفات الائتمانية طويلة الأجل لمؤسسات مصرفية أمريكية كبرى، شملت “جي بي مورجان”، و”بنك أوف أمريكا”، و”ويلز فارجو”، بعد أيام من خفض التصنيف السيادي للولايات المتحدة، التي فقدت تصنيفها الممتاز “AAA”، بسبب تفاقم الدين العام الذي تخطى 36 تريليون دولار. عبدالحكيم: الأجانب خفضوا تعرضهم للأسواق المالية عالميًا وقال محمد عبدالحكيم، العضو المنتدب ورئيس قطاع البحوث بشركة “أسطول”، إن ضغوط البيع الأجنبية مرتبطة بشكل مباشر بتوجه عام لدى المستثمرين العالميين بتخفيض تعرضهم لأسواق المال بعد خفض التصنيف الأمريكي، مضيفًا أن الأسواق الناشئة غالبًا ما تتأثر بردود الفعل العالمية على هذه النوعية من القرارات. وسجل صافي مبيعات الأجانب في جلسة اليوم نحو 150.16 مليون جنيه، فيما بلغ صافي مبيعات المستثمرين العرب 60.32 مليون جنيه، مستحوذين على نسب تداول بلغت 9.58% و5.65% على التوالي. إمام: تحسن الجنيه أمام الدولار دفع الأجانب لجني أرباح العملة من جانبه، أوضح عبدالحميد إمام، رئيس قسم البحوث بشركة “بايونيرز لتداول الأوراق المالية”، أن التخارج الأجنبي ليس جديدًا على السوق المصري، مشيراً إلى أن تثبيت الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة جعل أدوات الدين الأمريكية أكثر جاذبية، فيما عادت بعض “الأموال الساخنة” للاستثمار في أدوات الدخل الثابت المحلية على حساب السيولة الموجهة للبورصة. وأشار إمام إلى أن تحسن سعر صرف الجنيه مؤخرًا دفع السوق نحو تصحيح فني، حيث كان يمثل البورصة أداة تحوط للمستثمرين بعد قرارات التعويم، متوقعًا استمرار الحركة العرضية لحين وضوح الاتجاه المستقبلي لسعر الفائدة وسعر العملة. وشهد السوق تداولات بقيمة 3.820 مليار جنيه، من خلال تداول 1.176 مليار سهم، بتنفيذ 81.44 ألف عملية بيع وشراء، بعد أن تم التداول على أسهم 211 شركة مقيدة، ارتفع فى ختام الجلسة 103 سهمًا. زيادة: الأسواق تعيش حالة من القلق وعدم اليقين في السياق ذاته، أشار محمد زيادة، مدير حسابات العملاء بشركة “عربية أون لاين”، إلى أن الأسواق تشهد حاليًا حالة من القلق وعدم اليقين، مدفوعة بتوترات اقتصادية وجيوسياسية، فضلًا عن ترقب قرارات سياسية واقتصادية محورية في المنطقة. ورغم أن قرار موديز كان متوقعًا في ضوء خفض التصنيف السيادي الأمريكي، إلا أن زيـادة أكد أن تأثيره غير مباشر، مشيرًا إلى أن الأسواق العالمية ارتفعت في جلسة الاثنين عقب الإعلان، ما يدل على أن رد الفعل لم يكن سلبيًا بالكامل. وأضاف أن جزءًا من التخارج الأجنبي يرتبط بعوامل أخرى، مثل رفع اليابان عوائد السندات، وهو ما يعزز جاذبية أدوات الدخل الثابت هناك مقارنةً بأسواق الأسهم في الأسواق الناشئة. وتوقّع سيطرة الأداء العرضي للمؤشر الرئيسي EGX30 بين مستويات الدعم والمقاومة 31300 و32200 نقطة، مؤكدًا أن السوق يمتلك قاعدة دعم قوية تحميه من تراجعات حادة على المدى القصير.