نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
غزة الممزقة.. هل تمرد نتنياهو بخطته على ترامب؟, اليوم الاثنين 19 مايو 2025 03:39 صباحاً
عمليات برية تدريجية: تقطيع غزة بالنار
أطلقت إسرائيل عمليتها البرية تحت مسمى "عربات جدعون"، وبدأت باجتياح شمالي نحو جباليا، وتوغلات في محيط رفح جنوبا. المعلومات المسرّبة من مصادر إسرائيلية تكشف عن نية لتقسيم القطاع إلى ثلاث مناطق مفصولة بممرات أمنية، وتحت رقابة عسكرية مباشرة.
المحلل الميداني محمود عليان يرى أن "العملية ليست حملة ردع بل مشروع تفكيك جغرافي وسياسي"، مشيرا إلى محاولات لعزل شمال غزة عن الوسط والجنوب، وخلق واقع جديد تشارك فيه إسرائيل بصياغة مستقبل القطاع.
في الجنوب، الصورة أكثر قتامة مع استمرار القصف والتهجير وهدم المنازل، في منطقة رفح المحاذية للحدود المصرية، وسط مؤشرات على تصعيد قد يمتد أثره إلى القاهرة.
تكتيك قابل للتوقف: التفاوض بالنار
رغم شراستها، تحمل العملية البرية طابعا مرنا. يصفها مراسل سكاي نيوز عربية نضال كناعنة بأنها "حملة سياسية ميدانية تهدف إلى تعزيز أوراق التفاوض"، موضحا أن إسرائيل تستخدم القوة كوسيلة ضغط في مفاوضات مستقبلية تتعلق بالأسرى، ومصير حماس، وترتيبات ما بعد الحرب.
ومع أن الرواية الإسرائيلية تركز على تحرير الأسرى ومحاربة "حماس"، إلا أن الوقائع تشير إلى تطهير ممنهج، وإعادة تشكيل ديموغرافي محتمل لقطاع غزة.
غزة تحت الإبادة: لا مكان للتفاوض
من جانبه، اعتبر إبراهيم المدهون، مدير مؤسسة "فيميد" الإعلامية، أن ما يحدث هو "إبادة ممنهجة، لا حملة عسكرية محدودة". وقال في تصريحاته لسكاي نيوز عربية: "إسرائيل تسعى إلى تفريغ غزة من سكانها، وتدمير نسيجها المجتمعي، مستفيدة من تواطؤ دولي وصمت عربي".
وأشار إلى أن الحرب تتجاوز حماس، وتستهدف الوجود الفلسطيني بأكمله، في إطار رؤية تتبناها حكومة يمينية متطرفة ترى أن الحل يمر بالقوة الشاملة لا عبر التسويات.
نتنياهو ضد ترامب: صراع إرادات
توقّع كثيرون أن تشهد العلاقة بين نتنياهو وترامب تنسيقا وثيقا، خصوصا بعد عودة الأخير إلى البيت الأبيض، لكن مؤشرات التوتر ظهرت سريعا. فبينما تسعى واشنطن إلى استعادة التهدئة وإعادة إعمار غزة بآلية دولية، يمضي نتنياهو في اتجاه التصعيد، غير مبالٍ بالضغوط الأمريكية.
يطرح المدهون احتمال "تمرد دبلوماسي"، مؤكدا أن نتنياهو "يريد فرض أمر واقع على الأرض حتى لو أدى إلى خلاف مع واشنطن"، في سبيل الحفاظ على دعم اليمين الإسرائيلي الذي يرفض التهدئة أو التفاوض.
مراسل سكاي نيوز محمود عليان أشار إلى تجاهل تل أبيب المتكرر لتحذيرات واشنطن، خاصة بشأن العمليات في رفح، ما يعزز فرضية التباين العميق بين الطرفين.
أبعاد إقليمية ودولية: مصر والغرب على المحك
الاقتراب الإسرائيلي من معبر رفح يثير قلقا مصريا متزايدا، قد يدفع القاهرة إلى إعادة النظر في دورها كوسيط، أو اتخاذ خطوات ميدانية لحماية أمنها الحدودي، كما يشير نضال كناعنة.
في المقابل، تتعالى الأصوات الأوروبية المطالبة بوقف العمليات، وسط تخوف من موجات لجوء جديدة وانهيار تام للبنية الإنسانية في القطاع، في ظل تعثّر فتح المعابر وتضاؤل قدرة المؤسسات الإغاثية على التدخل.
غزة بعد الممكن: هل يُعاد تعريف العلاقة الأمريكية الإسرائيلية؟
الوضع في غزة خرج عن حدود "الممكن سياسيا وعسكريا"، كما يرى مراقبون. إسرائيل تستغل اللحظة الإقليمية والدولية لإعادة صياغة جغرافيا القطاع، في وقت تبدو فيه إدارة ترامب عاجزة عن لجم التصعيد.
ويبقى السؤال المركزي: هل يمهّد هذا التوتر لتغير جذري في العلاقة بين تل أبيب وواشنطن؟ أم أن نتنياهو يناور لحسم معركة استراتيجية قبل العودة إلى الطاولة؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة.
0 تعليق