في ظل جولة خليجية للرئيس الأميركي، تتسارع وتيرة التصريحات بشأن اتفاق نووي محتمل مع إيران، إذ قال الرئيس دونالد ترامب إن المفاوضات مع إيران “جدية للغاية” واقتربت كثيرًا من التوصل إلى اتفاق، بينما أبدت طهران استعدادًا مشروطًا للتوقيع مقابل رفع العقوبات.
وقال ترامب، اليوم الخميس، خلال زيارته إلى العاصمة القطرية الدوحة، إن “الولايات المتحدة تقترب جدًا من التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران”.
وخلال كلمة له صباح اليوم في قطر، ثاني محطة في جولته الخليجية، صرّح ترامب: “أعتقد أننا نقترب من إبرام اتفاق مع إيران”، مشيرًا إلى تفاؤله بشأن تجنّب ضربة عسكرية ضد مواقع طهران النووية.
وأضاف أن بلاده تُجري مفاوضات “جدية للغاية” مع طهران من أجل تحقيق “سلام طويل الأمد”، لافتًا إلى أن إيران “أبدت موافقة مبدئية على بعض شروط الاتفاق”، بحسب تعبيره.
ويواصل ترامب جولته في منطقة الخليج، إذ من المقرر أن يتوجه اليوم إلى الإمارات، بعد زيارات إلى السعودية وقطر.
وكانت إدارة ترامب قد اعتمدت سياسة “الضغوط القصوى” تجاه إيران، وفرضت عليها عقوبات جديدة، لكنها في الوقت نفسه تجري مفاوضات مع مسؤولين إيرانيين يسعون لرفع هذه العقوبات على الاقتصاد الإيراني.
وفي سياق الزيارة، وقّعت الدوحة وواشنطن، يوم الأربعاء، عددًا من اتفاقيات التعاون المشترك ومذكرات التفاهم. كما بحث ترامب مع أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وشهد أمير قطر والرئيس الأميركي توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، عقب اجتماع استمر لساعتين.
وقال ترامب، في كلمة ألقاها عقب اللقاء، “ناقشنا العلاقات الثنائية، ومختلف القضايا في العالم، مثل الملف الإيراني والحرب في أوكرانيا”، مضيفًا: “ناقشنا قضايا العالم، وبينها روسيا وأوكرانيا، وقد ساعدتمونا كثيرًا؛ كما بحثنا ملف إيران”.
إيران مستعدة لإبرام اتفاق نووي مقابل رفع العقوبات
من جهته، أعلن علي شمخاني، مستشار الإمام السيد علي الخامنئي، أن إيران مستعدة لإبرام اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها فورًا.
وفي مقابلة مع شبكة “NBC News” الأميركية، قال شمخاني إن إيران تتعهد بعدم بناء أسلحة نووية مطلقًا، والتخلّص من مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب، وتخصيب اليورانيوم فقط إلى المستويات المطلوبة للاستخدام المدني، والسماح للمفتشين الدوليين بالإشراف الكامل على العملية، وذلك مقابل رفع فوري لجميع العقوبات الاقتصادية المفروضة على الجمهورية الإسلامية.
وردًا على سؤال عمّا إذا كانت إيران مستعدة لتوقيع الاتفاق فورًا في حال تم تلبية مطالبها، أجاب شمخاني: “نعم”.
وأضاف، بحسب ما نقلت الشبكة، أن “الأمر لا يزال ممكنًا. إذا نفذ الأميركيون ما يقولونه، فسنتمكن بالتأكيد من إقامة علاقات أفضل”، وهو ما “سيُحسّن الوضع في المستقبل القريب”.
من جهته، دعا ترامب، الأربعاء، إلى تطبيق صارم للعقوبات الأميركية على إيران، مؤكدًا في الوقت نفسه أمله في التوصل إلى اتفاق نووي.
وقد أجرت إدارة ترامب أربع جولات من المفاوضات مع طهران في سعيها لإبرام اتفاق جديد بشأن برنامجها النووي، بعدما حضّ الرئيس الأميركي الجمهورية الإسلامية على التفاوض، ملوّحًا بخيار القصف في حال عدم التوصل إلى تسوية.
وفي الأسابيع الأخيرة، فرضت إدارة ترامب عقوبات على مجموعة من الكيانات والأفراد المرتبطين بصناعة النفط الإيرانية وبرنامجيها النووي والصاروخي.
يُذكر أن ترامب كان قد انسحب عام 2018، خلال ولايته الأولى، من الاتفاق النووي المبرم مع طهران عام 2015، وأعاد فرض العقوبات على الجمهورية الإسلامية، بما في ذلك إجراءات ثانوية استهدفت الدول التي تشتري النفط الإيراني.
المصدر: مواقع
0 تعليق