تعرضت متاجر كبرى في بريطانيا، من بينها ماركس آند سبنسر، لهجمات سيبرانية واسعة النطاق تسببت في اضطرابات كبيرة في أنظمة الدفع وسرقة بيانات العملاء. ووفقاً لما نشره موقع BleepingComputer، استهدف الهجوم الأخير أنظمة المتجر عبر برنامج فدية خبيث أدى إلى تشفير خوادم الشركة وتعطيل نظامي الدفع والطلبات الإلكترونية، مما جعل المتسوقين يستيقظون على رفوف فارغة ونقص حاد في المنتجات.
وأشارت التقارير إلى أن الهجوم قد بدأ منذ فبراير الماضي، حيث تمكن القراصنة من زرع البرمجيات الخبيثة في الأنظمة دون تفعيلها، ما سمح لهم بإصابة النسخ الاحتياطية أيضاً، وجعل استعادتها شبه مستحيلة. وصرح الدكتور إيان باتن، خبير الأمن السيبراني، أن القراصنة ربما تركوا البرمجيات الخبيثة خاملة لعدة أشهر قبل أن يضغطوا على "زر التفعيل" في اللحظة المناسبة، مما أدى إلى شلّ النظام بالكامل، وسط محاولات مستمرة لتقييم حجم الأضرار.
وقدّرت الخسائر المالية الناتجة عن تعطل عمليات البيع في ماركس آند سبنسر بحوالي 3.5 مليون جنيه إسترليني يومياً، فيما لا تزال التحقيقات جارية لمعرفة مدى تأثير الهجوم واستعادة البيانات المسروقة.
ورجّحت التقارير أن مجموعة قرصنة تُعرف باسم Scattered Spider تقف وراء الهجوم، وهي نفس المجموعة التي استهدفت متاجر Co-op وسلسلة هارودز، حيث تمت سرقة بيانات العملاء وتعطيل بعض الأنظمة الحيوية. وأوضح الدكتور باتن أن منفذي الهجمات غالباً ما يكونون شباباً عاطلين عن العمل، يستخدمون مهاراتهم التقنية لخداع فرق الدعم التقني عبر الاتصال بهم والادعاء بأنهم موظفون في الفروع، في محاولة للحصول على صلاحيات دخول إلى الأنظمة الداخلية.
ورغم أن الدافع المالي كان حاضراً في الهجمات، إلا أن الدكتور باتن أشار إلى أن الدوافع قد تتجاوز الربح المادي، لتشمل أجندات سياسية أو محاولات لزرع الفوضى وزعزعة الاستقرار الاقتصادي. كما يرى أن الهجمات السيبرانية لم تتوقف يوماً، بل أن اعتراف الشركات علناً بتعرضها للاختراق أصبح أكثر شفافية، مما يعطي انطباعاً بتزايد وتيرة الهجمات، في حين أن الحقيقة قد تكون فقط تحسناً في أساليب الإبلاغ والاعتراف.
0 تعليق