توقّع كُثر ورُغم الإستعدادات ألاّ تحصل الإنتخابات البلدية والاختيارية في جميع المحافظات إلا أن سير العملية الانتخابية في جبل لبنان الاحد الماضي كسر كل التوقعات وثبّت قضية إجراء الإنتخابات بموعدها بعد حصول المعنيين على ضمانات بعدم حدوث خضات في الأيام التي ستجري فيها، وبعد جبل لبنان من المنتظر أن يشهد الشمال معارك إنتخابيّة حامية قد لا تكون بنفس حماوة المعارك التي شهدتها أقضية جبل لبنان إلا أنها لن تكون سهلة أو عادية.

عمليا ستشهد الاقضية السبعة في الشمال من البترون الى عكار فالكورة وزغرتا، بشري، المنية، الضنية وطرابلس معارك لكلّ منها طابع يختلف عن الآخر تماماً. ففي الكورة تشرح مصادر مطلعة أنه "سيكون هناك عدد قليل من البلدات التي ستشهد معارك وهي لن تتجاوز العشرة في كل أنحائها وأبرزها أميون، ددة ، طرّام، أنفة، كفرحزير"، واللافت هنا بحسب المصادر هو إنقسام الحزب القومي بين سليم سعادة والقوميين واللافت أيضاً هو تحالف القوات اللبنانية مع "القومي" في بعض بلدات الكورة".

تشير المصادر الى أنه "في زغرتا فازت حتى الساعة 6 بلديات و24 مختاراً بالتزكية والمعركة حتى الساعة محسومة في مدينة زغرتا لصالح "المردة"، أما المعركة الكبرى فستشهدها مدينة كرم سدّة ورشعين ويتنافس فيها "التيار الوطني الحر" وعائلة معوض والمردة وهنا المعركة ليست محسومة لأحد مع الإشارة الى أنها ذات طابع سياسي بحت".

تتحدّث المصادر عن بلدات البترون التي ستشهد معارك وهي فعلياً، كفرعبيدا، عبرين، بقسميا، شبطين، تنورين وفي مدينة البترون وبالرُغم من تفوّق التيار الوطني الحر قبل أن يكون هناك قوات لبنانية ومردة على لائحة تشكّل نوعاً من التوافق في البلدة"، مشيرةً الى أن "المعركة الكبرى ستكون على إتحاد بلديات البترون".

"في عكار الوضع لا يختلف عن بقية أقضية الشمال". هذا ما تؤكده المصادر، وتشير الى أنه "في القبيات تمّ التوصل الى تشكيل لائحة توافقية وفي منيارة إنتهت بتزكية بينما مناطق أخرى كعندقيت ورحبة وشدرا والجديدة وبينو وهيتلا ستشهد معارك حامية بينما فازت البلدية في منيارة بالتزكية". وتلفت المصادر الى أن "في بشري ولأول مرّة هناك معارك في بعض المناطق، إذ ستشهد المدينة منافسة وعبدين ستشهد معركة سياسية تخوضها القوات اللبنانية، في بقرقاشا هناك ثلاثة لوائح تتنافس واحدة منها مدعومة من القوات اللبنانية بينما في مدينة برحليون فهناك معركة ولكنها ليست ذات طابع سياسي بل معركة عائلات"، وتضيف المصادر: "في طرابلس أيضاً هناك إنتخابات بلدية ولكن الخوف هذه المرّة هو بفقدان التنوع الطائفي داخل المدينة وأن تأتي البلدية من لون واحد".

إذاً، من المتوقع أن يشهد قضاء الشمال معارك من نوع آخر في بعض منها قد يكون طابعها سياسي بحت بينما في البعض الآخر ستكون ذات طابع عائلي...