استلهمت الصين تصميم مركبات بحرية ذكية من أسماك "المانتا راي" الشهيرة بانسيابيتها تحت الماء، حيث تتميز بأجسامها العريضة وزعانفها الكبيرة التي تمنحها قدرة فائقة على التحرك بسلاسة. وقد استعان علماء من جامعة نورث وسترن بوليتكنيك ومعهد نينغبو في الصين بهذه الأسماك لتحسين أداء المركبات تحت الماء، مستلهمين من تشكيلاتها الجماعية لتحسين كفاءة السباحة وتعزيز القدرة على المناورة.
وباستخدام صور حقيقية لمجموعات أسماك "المانتا"، صمم الباحثون محاكاة لتشكيلات مختلفة، شملت تشكيلات مزدوجة خطية، وأخرى على شكل حرف V، ومثلث مقلوب. وكشفت النتائج أن تشكيل الترادف كان الأكثر كفاءة، حيث استفادت السمكة الموجودة في المركز من التدفق الناتج عن الحركة الأمامية، مما عزز قدرتها على المناورة. في المقابل، بدت التشكيلات الأخرى أقل كفاءة هيدروديناميكية، رغم شيوعها في الطبيعة، مما يشير إلى وجود عوامل غير حيوية، مثل التواصل الاجتماعي أو الملاحة، تؤثر على تفضيل هذه الترتيبات.
وأكد الباحث بينغتشنغ غاو أن التركيز على ثلاث مجموعات من أسماك "المانتا" يعد نموذجاً أساسياً يمكن تطويره لفهم ديناميكيات المجموعات الأكبر حجماً، حيث تُعرف هذه الأسماك بقدرتها على التنقل في تجمعات تصل إلى الآلاف. وأوضح غاو أن الأبحاث المستقبلية يجب أن تتناول تحسين أداء السباحة الجماعية من خلال التحكم النشط في معايير الحركة، مستفيدين من خوارزميات التعلم العميق لتطوير أنظمة ذكية أكثر كفاءة واستدامة في البيئات البحرية.
0 تعليق