اللي ما يعرفش إزاي يعلم ابنه كيف يحمي جسده، بيسيب طفله في مهب الخطر، حتى لو من غير ما يقصد. وصدقوني، ما فيش حاجة اسمها "لسه صغير"، التربية مش بتستنى السن، دي بتبدأ من أول لحظة يفتح فيها عينه على الدنيا.
للأسف، اللي ممكن يؤذي الطفل مش شرط يكون غريب، بالعكس، أغلب التحرشات بتحصل من ناس حوالينا، جوه دايرة الأمان نفسها.
علشان كده لازم نكون واعيين، وناخد خطوات حقيقية من بدري، تحميهم وتحسسهم إن جسمهم ملكهم، وإنهم يقدروا يقولوا "لأ" حتى لو اللي قدامهم قريب أوي. وما يخافوش، يقولوا "لأ" مهما حصل. لازم يحسوا إننا في ضهرهم، وأمانهم هو إنهم يحكوا لنا، وإن ما فيش مجرم بيكون أقوى.
من البداية جدًا... جسمه له خصوصية
من أول ما يبقى بيبي، لازم نرسّخ إن تغيير الحفاض مسؤولية الأم، أو الجدة لو مضطرة، وفي مكان مقفول مش مكشوف. وما يصحش نخلي أي حد تاني يغير له، حتى لو عيلة. الجسم من البداية لازم يكون له خصوصية.
ما فيش مجاملات على حساب خصوصيته
بلاش نقول "بوس طنط علشان ما تزعلش"، ولا "اقعد في حضن عمو لأنه بيحبك". كل دي رسائل سلبية بتخلي الطفل يحس إن جسمه وسيلة مجاملة وده بينطبع جواه زي الجرح.
لازم يعرف إن جسمه مش حد يلمسه أو يقرب منه، حتى لو كانوا بيحبوه، ومهما كان مين. ويعرف يفرق بين اللمسة الطيبة واللمسة الشريرة.
الاستحمام أو تغيير اللبس يتم دايمًا في مكان مقفول. ما نعودهوش على الريسيبشن ولا الأوضة المفتوحة، حتى لو ما فيش حد. ده بيبني وعي داخلي إن جسمه مش للعرض، وإن في لحظات خاصة لازم تبقى بعيدة عن الناس.
حمامات السباحة ومدرب السباحة لازم يكون تحت نظرك طبعًا.
من سن سنة ونص، نعلمه يشطف نفسه
نبدأ ندي له مسؤولية إنه ينضف من تحت بنفسه. مش بس علشان النظافة، لكن علشان يعرف إن المنطقة دي خاصة، وما ينفعش حد يلمسها، إلا لو الأمر اضطراري، وبإشراف الأم.
البوتي مكانها التواليت يا مدام
وقت تعليم الحمام، خليه دايمًا يدخل يقضي حاجته في الحمام، مش في وسط الناس. عوديه يدخل ويقفل الباب. دي تربية حياء، وبتأسس احترام الخصوصية من بدري.
نعود الطفل إنه "عيب... اقفل الباب"
كل مرة يرفع هدومه أو يحاول يتعرى قدام حد، قولي له: "عيب، اقفل الباب، استأذن". الكلمة دي بسيطة، بس مفعولها كبير. بتبني جواه حدود داخلية تمنع أي حد يتخطاها.
البوسة لها مكان صحيح وللي هو عاوز يبوسه
القبلة تكون في الجبهة أو الخد أو الإيد. ما فيش بوس من الفم، حتى من الأم أو الأب. نحبهم؟ أكيد. بس لازم نرسم حدود الحب من بدري، علشان يتعود على المعنى.
الحضن مش لكل الناس
الطفل ما يفضلش يقعد في حضن أي حد. حتى لو حصل، يبقى قاعد جنبه، مش مواجه ليه. ظهره للهواء، مش فوش اللي قاعد. التفاصيل دي بتحمي من تلامسات ممكن تبان بريئة، وهي مش كده.
السرة للركبة... خط أحمر، دي أماكن الخصوصية
من أول ما يبدأ يفهم الكلام، نقول له دايمًا: "المنطقة من السُرة للركبة دي خصوصية. محدش يشوفها ولا يلمسها، حتى ماما وبابا، إلا لو في مرض، وساعتها الدكتور يشوفها قدام ماما أو بابا".
حتى هو... لازم يغض بصره
علميه ما يبصش على جسم حد، حتى لو طفل زيه. ده اسمه حياء، وده جدار حماية ذاتي بيخليه يحترم نفسه واللي حواليه.
اتعلم تقول لأ! ما تخفش، ربنا أكبر من أي حد
نعلّمه إنه لو حد قرب من جسمه، يقول: "لأ"، بصوت عالي، يصرخ، ويجري يحكي لماما أو بابا. جملة صغيرة، بس ممكن تنقذه من مصيبة.
في الحضانة؟ خلي بالك من التفاصيل
ما يصحش كل يوم دادة شكل تغير له. لازم يبقى فيه دادة ثابتة يعرفها ويحس معاها بالأمان. وممنوع أصحابه يدخلوا معاه الحمام، أو يغير هدومه قدامهم، مهما كان، بنات أو ولاد، ممنوعهم.
حتى الإخوات؟ آه طبعًا
الاستحمام؟ ما يكونش سوا، حتى لو إخوات من نفس النوع. كل واحد له هدومه، ومايوه لو مضطرين. والنوم؟ كل طفل ينام في سريره. معلش، مهما كانت الظروف نحاول نوفر ده بأقل تكلفة، حتى لو في نفس الأوضة. ولو مش متاح، يبقى كل واحد بغطا نفسه.
أوعي تربيه على الطاعة العمياء
الطفل اللي بيقول حاضر على طول، واتعود يتعاقب لما يقول "لأ"، لما يتحرش بيه حد، مش هيعرف يعترض. هيبقى ساكت، لأنه اتعود ما يعترضش.
افتحوا باب الكلام
لازم، لازم، حوار يومي طويل قبل ما الطفل ينام، وافهمي لغة جسده، وبصي له في عينه، ولمسيه وإنتِ بتتكلمي معاه. حتى لو كدب، إنتِ هتفهمي وهتحسي.
خليه يحس إنك ضهره، وإنه لو اتظلم، هتصدقيه، وهتحميه. الطفل اللي شايف أهله أمان، هيحكي، ومش هيخاف. مش لازم يتعلم الحياء بالكلام، لكن من اللي بيشوفه في كل تفصيلة من حياته.
لابد من التوعية... برنامج مستمر ومدروس من الدولة ومن ثم المدارس والمنابر
والتربية الجنسية للأطفال؟ مش عيب!
بلاش نخاف من الكلمة. ده علم، مش فضيحة. ابحثوا واقروا، وعلّموا أولادكم بالراحة والهدوء. كفاية دفن رأسنا في الرمل، ولما المصيبة تحصل نقول "ما كناش نعرف".
الطفل مش ملك حد، وجسمه مش متاح لأي حد، حتى لو كان أقرب الناس.
ونداء للوزارة للاطمئنان على باقي أولادنا عمومًا والمدرسة المعنية خاصة
ننزل لجان، أخصائيين نفسيين، المدرسة يتكلموا مع الطلبة ويطمنوا عليهم. أكيد هيقدروا يعرفوا إن كان الطفل عنده مشكلة.
حملات توعية في كل مكان للأسرة والأطفال على كل المنابر.
تواجد دوريات أمنية عند المدارس حتى لا يفلت مجرم، ولا متستر، ولا متواطئ من العقاب مهما كان.
كاميرات مراقبة يا فندم، وحضرتك بنفسك تراجعها في دورياتك المفاجئة. نحن نثق بك.
سيادة الوزير، نعلم مدى حرصك ونشاطك وجولاتك الميدانية المعهودة والمشهود لك بها. انزل بنفسك، اتكلم مع الأولاد، طمّنهم، واسمع منهم، وحاسب كل مقصر، ونحن معك. نحن نثق بك، وأولادنا أمانة عندك في حرمك.
ربنا يحفظ أولادنا، ويعيننا نربيهم على الحياء، مش بالخوف، وعلى القوة، مش بالطاعة العمياء.
خط الدفاع الأول عن الطفل... هو إحساسه بنفسه. ازرعي فيه ده من بدري، وهتشوفي الفرق.
0 تعليق