نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مؤشرات التصعيد الإيراني: الصراع لم يصل لمراحله النهائية؟!, اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025 03:09 صباحاً
فتح الدخول الإيراني القوي على خط الإشتباك الداخلي، حول ملف سلاح "حزب الله"، الباب أمام الكثير من علامات الإستفهام، حول المدى الذي ستذهب إليه الأمور في الفترة المقبلة، لا سيما أن هذا الدخول لا يقتصر على الساحة المحلية، بل يشمل أيضاً ما يحصل من نقاش مشابه في العراق، حيث الإشتباك الداخلي حول مستقبل فصائل "الحشد الشعبي" أيضاً.
في هذا السياق، من الضروري الإشارة إلى أن المسارات، في الفترة الماضية، كانت توحي بأن الشق الداخلي بات هو الغالب لدى البحث في ملف سلاح "حزب الله"، على قاعدة أن طهران في مرحلة من التراجع، ستقودها إلى التركيز على أوضاعها الداخلية، خصوصاً بعد حرب الـ12 يوماً التي خاضتها مع تل أبيب، إلا أنّ المواقف التي صدرت عن أكثر من مسؤول إيراني، بعد القرار الصادر عن مجلس الوزراء، أكدت أنّ الشقّ الخارجي عائد بقوة.
في هذا الإطار، تذهب مصادر متابعة، عبر "النشرة"، إلى أنّ الجميع يدرك أن الخطوات التي بادرت إليها الحكومة اللبنانية، تعود إلى الضغوط الخارجية التي تعرضت لها، تحديداً من الجانبين الأميركي والسعودي، حيث كان من الواضح أن هناك رغبة، في ظل إنتظار ما سيحصل على مستوى المفاوضات مع إيران، في الذهاب إلى إنهاء الملفات الإقليمية التي هي شريكاً مقرراً فيها، لا سيما بعد الضربة التي تعرضت لها بعد سقوط النظام السوري السابق.
هنا، توضح هذه المصادر أن القوى الخارجية الضاغطة، بالنسبة إلى ملف سلاح "حزب الله"، كانت ترى أن الأخير لن يكون قادراً على مواجهة التوجه الرسمي الجديد، في حين هو لم يتردد في الذهاب إلى رفع سقف خطابه عالياً، دون أن يبادر إلى أي خطوة عملية، على اعتبار من الأفضل أن يكون في موقع المتلقي، خصوصاً أنه حمّل من يقف وراء القرار مسؤولية التداعيات.
من حيث المبدأ، لا يمكن الحديث عن أن هذا الدخول هو الأول من نوعه، تحديداً في المرحلة التي تلت إغتيال أمين عام "حزب الله" السابق السيد حسن نصرالله، حيث كانت طهران حاضرة في أكثر من محطة، لا سيما خلال فترة العدوان الإسرائيلي الأخير، نظراً لادراكها أنها ستكون في موقع أضعف، في أي مفاوضات تخوضها، في حال كان ذلك بعد ضربات أخرى يتعرض لها حلفاؤها.
في هذا المجال، تذهب بعض الأوساط السياسية، عبر "النشرة"، إلى طرح علامات الإستفهام، بالنسبة إلى مصير القرارات التي ذهب إليها مجلس الوزراء، التي تبدأ من البحث في ماهية الورقة، التي كان قد تقدم بها الموفد الأميركي توم براك، لناحية موافقة مختلف المؤسسات المعنية في واشنطن عليها، حيث السؤال عن مصلحة واشنطن في الذهاب إلى خيارات، قد تقود إلى تفجير الأوضاع، لا سيما أنّ مثل هذه الأسئلة مطروحة حول ما يقوم به الاميركي في الساحة السورية.
بالنسبة إلى هذه الأوساط، المواقف التي صدرت عن "حزب الله"، بالإضافة إلى تلك التي صدرت عن طهران، تعيد رمي الكرة في ملعب الفريق الآخر، بشقيه المحلي والخارجي، على قاعدة الإستعداد للذهاب بعيداً في معادلة اللعب على حافة الهوية، لا بل حتى ما هو أبعد، في حال كان هناك من يريد العمل على كسر التوازنات، دون أن يلغي ذلك الإنفتاح على التسويات، التي تتطلب الذهاب إلى حوار، يعبر عنه الحزب بالمطالبة بالإتفاق على الإستراتيجية الوطنية، بالتزامن مع تمسكه بورقة الميثاقية المذهبية، من دون تجاهل ما طرحه حتى عن ميثاقية المقاومة.
في المحصلة، تشدد الأوساط نفسها على أن الصراع، بأبعاده الداخلية والخارجية، لم يصل إلى مراحله النهائية، بل هو في خضم مسار من الجولات، في ظل مرحلة من التنافس في أكثر من ساحة إقليمية، تسيطر عليها معادلة إدارة الأزمات، حتى ولو كانت موازين القوة لم تعد تلك التي كانت قائمة قبل سنوات، وتضيف: "ليس تفصيلاً أن يكون الحديث عن ضمانات، ذات طابع عرقي ومذهبي، هو الطاغي على مستوى المنطقة برمتها، الأمر الذي لن يتحقق قبل الوصول إلى تسوية كبرى، بغض النظر عن شكلها".
أخبار متعلقة :