تزايد مقلق في وفيات شباب الأطباء بالمستشفيات.. ما هي الأسباب وراء ذلك؟

تزايدت وفيات شباب الأطباء بشكل ملحوظ داخل المستشفيات مؤخرًا، مما يثير تساؤلات متعددة حول أسباب تلك الظاهرة. وفي بداية هذا الأمر، ت tragically توفيت الدكتورة سلمى حشيش، طبيبة المقيمين في المحلة الكبرى، خلال تأديتها واجبها بمستشفى قصر العيني، بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية.

أسباب تزايد وفيات شباب الأطباء داخل المستشفيات

تعكس التصريحات التي أدلى بها الدكتور جمال عميرة الانشغال المتزايد بأسباب تزايد وفيات شباب الأطباء في ظل الظروف الحالية. فقد أشار إلى أن العديد من شباب الأطباء فقدوا حياتهم في المستشفيات في السنوات الأخيرة، وهو ما يعود إلى عوامل معينة مثل الإرهاق الشديد وقلة النوم. تلك الظروف تنعكس سلبًا على وظائف الجسم وتؤثر بشكل مباشر على صحة القلب، إلى جانب سوء التغذية، وزيادة مستوى التوتر في ظل ضغوط العمل وتقديم الرعاية للمرضى، مما قد يؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة مثل النوبات القلبية.

كما أوضح الدكتور عميرة أن نظام العمل الحالي يتطلب من الأطباء العمل في نوبتجيات تمتد لأكثر من 24 ساعة، مع إجازة روتينية في اليوم التالي، وهو ما يزيد من الضغط النفسي والجسدي عليهم في حالة نقص الكوادر الطبية. بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى قائمة التحديات التي تواجه الأطباء الشباب مثل الصعوبات المالية، ظروف السكن غير الملائمة وساعات العمل الطويلة. كذلك، فقد ارتفعت أسعار الدراسات العليا، سواء للدبلومات أو الماجستير، الأمر الذي يسبب عبئًا إضافيًا يتراوح بين 7000 و8000 جنيه سنويًا.

تحدث الدكتور عميرة بوضوح عن الفجوة بين نواب الأطباء وكبار الأطباء، حيث يتواجد النواب في المستشفيات على مدار الساعة، بينما يكون وجود كبار الأطباء محدودًا. هؤلاء النواب يعالجون المرضى ويتعرضون لضغوط كبيرة، في كثير من الأحيان قد يمكثون دون مغادرة المستشفى لأيام متتالية. وأكد أن الأطباء الصغار يبذلون جهدًا كبيرًا في التعلم والتفاني في العمل، ومع ذلك يعانون من قلة الراحة، مما يسبب انهيارات جسدية ونفسية.

سبب وفاة الطبيبة سلمى حشيش

تؤكد التحقيقات الأولية التي أجرتها قوات الأمن في القاهرة أن الإرهاق الشديد كان له تأثير كبير على صحة الطبيبة سلمى حشيش. فقد استمرت في أداء واجباتها لمدتين متتاليتين دون الحصول على طعام، مما أدى إلى تدهور مفاجئ في صحتها. حاول زملاؤها تقديم الإسعافات الأولية لها بسرعة قبل نقلها إلى العناية المركزة، ولكنها توفيت بعد فترة قصيرة.

تجذب هذه الوقائع الانتباه إلى التحديات الخطيرة التي تواجه أصحاب المهن الطبية، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لتحسين ظروف العمل وضمان الحصول على فترات كافية من الراحة والدعم النفسي للحد من مثل هذه الحوادث المؤسفة.