أطلقت شرطة مكافحة الهجرة الأمريكية، التابعة لدائرة الهجرة والجمارك، حملة تجنيد غير مسبوقة تهدف إلى استقطاب أكثر من 10 آلاف عنصر جديد، تحت شعار: «أمريكا تحتاج إليكم»، وذلك بميزانية ضخمة، وفي وقت تستعد فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب لإنشاء مركز احتجاز جديد للمهاجرين في قاعدة عسكرية جنوب البلاد.
وذكرت دائرة الهجرة، بإشراف وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم، على موقعها الإلكتروني: «أمريكا يغزوها المجرمون والمعتدون الخطِرون. نحتاج إليكم للتخلص منهم»، في خطاب وُصف بأنه تصعيدي ويحاكي الدعاية الحربية، ويعكس تشدد إدارة ترامب في التعامل مع ملف الهجرة.
وفي منشور على منصة «إكس»، كتبت الوزارة: «من أجل بلدنا، من أجل ثقافتنا، من أجل أسلوب حياتنا. هل ستلبّون النداء؟»، ما أثار انتقادات من منظمات حقوقية وصفت الحملة بأنها عدائية وتثير القلق بشأن الخطاب الرسمي تجاه المهاجرين.
ووفقاً لأرقام نشرتها الدائرة، خصّص الكونغرس الأمريكي ميزانية قدرها 75 مليار دولار لهذه الحملة، لتصبح دائرة الهجرة والجمارك أكثر أجهزة الشرطة الاتحادية تمويلاً، متجاوزةً مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI). وتشمل الحوافز مكافآت توظيف تصل إلى 50 ألف دولار، إلى جانب مزايا إضافية لجذب المتقدمين.
وأعلنت الوزيرة كريستي نويم عبر قناة «فوكس نيوز»، تعديل شروط التقديم، بخفض الحد الأدنى للعمر إلى 18 عاماً ورفع الحد الأقصى إلى ما بعد الأربعين، بهدف توسيع قاعدة المجندين. وأكدت أن الوزارة تلقت حتى الآن أكثر من 80 ألف طلب توظيف، أي ما يعادل ثمانية أضعاف عدد الوظائف المتاحة.
ومنذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، وضع الرئيس ترامب الهجرة غير النظامية على رأس أولويات إدارته، مكثفاً حملات الدهم والترحيل التي تنفذها قوات شرطة مدنية ملثمة ومسلحة في المطاعم والمزارع والمواقف العامة، بحثاً عن مهاجرين غير نظاميين.
وقدرت إحصاءات اتحاد الحريات المدنية الأمريكي عدد المهاجرين غير النظاميين في الولايات المتحدة بنحو 11 مليون شخص من أصل 41 مليون مهاجر، معظمهم من أمريكا اللاتينية.
وفي تطور لافت، منعت محكمة فيدرالية في كاليفورنيا نهاية يوليو/تموز تنفيذ المداهمات، معتبرةً إياها غير قانونية وتنطوي على تمييز عنصري، لكن دائرة الهجرة نفذت، الأربعاء، عملية توقيف في لوس أنجلوس بحضور كاميرات قناة «فوكس نيوز».
وأدى تشديد السياسات إلى انخفاض ملموس في عدد محاولات العبور غير القانوني عبر الحدود مع المكسيك، بينما ارتفع عدد المحتجزين في مراكز الاحتجاز إلى 60,254 شخصاً في يونيو، مقارنة ب40,500 في يناير.
من جهة ثانية، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية بدء إنشاء مركز احتجاز في قاعدة «فورت بليس» العسكرية قرب الحدود مع المكسيك، بقدرة أولية تصل إلى ألف مهاجر، قابلة للتوسع إلى 5000. وأكدت المتحدثة باسم البنتاغون كينغسلي ويلسون أن المركز سيبدأ العمل منتصف أغسطس. ويُضاف هذا المشروع إلى خطة طرحتها إدارة ترامب سابقاً لبناء مركز احتجاز ضخم يستوعب 30 ألف مهاجر في قاعدة غوانتانامو العسكرية في كوبا، إلا أن المشروع لم يُنفذ بعد، وبلغ عدد المحتجزين هناك في يونيو/حزيران الماضي 22 شخصاً فقط في اليوم، بحسب البيانات المتاحة. (وكالات)
أخبار متعلقة :