إقرار الاستراتيجية الوطنية للمياه والبدء بتطبيقها أولوية قصوى؟!

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إقرار الاستراتيجية الوطنية للمياه والبدء بتطبيقها أولوية قصوى؟!, اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025 05:01 صباحاً

لا شكّ أن ما يمرّ به لبنان ليس عادياً ولا طبيعياً، لناحية ال​تغيير المناخ​ي الكبير الذي بات يميل إلى التصحّر والجفاف، وما نعيشه اليوم هو أزمة مياه كبيرة نتيجة جفاف الينابيع والأنهر، وفي ظلّ غياب الخطط البديلة لدى الدولة أيضاً، حالة الطقس وارتفاع درجات الحرارة زادت من نسبة الحرائق في العديد من المناطق. كلّ هذا على أعين المسؤولين، الذين يتفرجون على البلاد ذاهبة بإتجاه الجفاف دون أي خطّة بديلة، مما يعني أن العطش سيزداد في بلد يطلب فيه المسؤولون من المواطنين ترشيد المياه الّذين يشترونها وليس تلك الّذي يدفعون أثمانا باهظة لمؤسسة المياه، لأنّ لا ماء ولا من يحزنون...

حالياً يتأثر لبنان والحوض الشرقي للمتوسط بكتل هوائية حارّة، تؤدّي إلى ارتفاع بدرجات الحرارة لتصبح أعلى من معدلاتها الموسمية، بحدود العشر درجات في المناطق الداخلية مع ​رطوبة مرتفعة​ على المناطق الساحلية... هذا الخبر قد يكون عادياً أو يمرّ مرور الكرام، لكنه لدى الكثيرين يعني شيئاً ما.

في هذا السياق تشير المديرة العامة لجمعية الثروة الحرجية سوسن بو فخر الدين إلى أن "​موجة الحر​ّ التي يشهدها لبنان دليل على أن هناك تغييراً مناخياً كبيراً يحصل وقد لمسناها هذا العام بالفعل: أولاً المتساقطات إنخفضت بشكل كبير، ثانياً نشهد أزمة شحّ في المياه هذا الصيف". بدوره المسؤول عن مكتب الاستدامة في الجامعة اللبنانية الاميركية الدكتور نديم فرجالله أشار الى أنه "يجب أن نتنبّه الى أن التغيير المناخي يحصل شيئاً فشيئاً، في السابق كان الطقس الحار جداً يستمرّ ليومين أو ثلاثة، اليوم يمتدّ لأكثر من ذلك، ولكن ما أثّر علينا فعلياً هو ​أزمة المياه​".

ويشير فرجالله إلى أن "مشكلتنا العام الحالي هي في قلّة الشتاء والثلوج وعدم ​تخزين المياه​، كما أن ليس لدينا قدرة إستيعابيّة لتخزين المياه وليس لدينا أي سدّ". أما سوسن بو فخر الدين فتلفت إلى أننا "نذهب حالياً أكثر فأكثر في إتجاه منطقة أكثر جفافاً". وتؤكد أن "التغيير المناخي يؤدي إلى جفاف في النباتات وزيادة الحرائق مع ملاحظ مدى قوتها، كذلك لا يوجد مياه لاطفائها". وهنا ترى أن "موسم الحرائق إمتدّ إذ أننا إعتدنا أن يبدأ في حزيران ويتواصل إلى نهاية أيلول، ولكن هذا العام بدأ من نيسان ومن المتوقع أن يستمر حتى كانون الأول المقبل، إذ كما يبدو لا هطول للأمطار قبل هذا الوقت".

"فصل الشتاء هو غير منتظم". هذا ما يؤكده فرجالله، مشيراً إلى أن "على الدولة أن تضع إرشادات لتخفيف إستعمال المياه، وهي لم تُشِرْ طيلة فصل الشتاء عن شحّ بالمياه، إضافة إلى ذلك عدم وجود أي مخطط لمواجهة الجفاف، وعندما يحصل ذلك يكون ضمن سياسة متكاملة لقطاع المياه"، مضيفاً: "طرحت وزارة الطاقة على أيام النائب ندى البستاني سياسة عامة لقطاع المياه وكانت جيدة، ومن بعدها الوزير وليد فياض عمل على تحسينها ولم يتم السير بها، والآن ليس لدينا أيّ شيء يتعلّق بالسدود ولا قدرة تخزينية للمياه التي تساقطت خلال الشتاء، والأهمّ من هذا يجب أن يكون لدينا في ظل غياب كل هذا مخطط لتدفق استعمال المياه ووقف الهدر، والعمل على تكرير المياه المبتذلة واعادة استعمالها".

إذا، موجة الحرّ والجفاف التي تعصف بنا يجب أن تكون درساً للمسؤولين في لبنان للتصرف وبسرعة قياسيّة من دون النقّ الّذي "لا يُغني ولا يُسمن"، خصوصاً مع الشح في المياه، فلماذا الانتظار لاقرار الاستراتيجية الوطنية لمياه والبدء بتطبيقها؟!.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق