في إنجاز يبرز مكانة المملكة العربية السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي، حقق المنتخب الوطني للذكاء الاصطناعي قفزة نوعية بفوزه بأربع ميداليات عالمية. جاء هذا النجاح خلال مشاركته الأولى في الأولمبياد الدولي للذكاء الاصطناعي (IOAI 2025)، الذي أقيم في العاصمة الصينية بكين من 2 إلى 9 أغسطس 2025، بمشاركة أكثر من 284 طالبًا وطالبة يمثلون 85 دولة.

التألق السعودي في مجال الذكاء الاصطناعي

حصد الطلاب السعوديون المتميزون كالطالب علي أيمن الخباز من تعليم الشرقية، والطالب قصي عماد جادالله من تعليم جدة، والطالب علي عبدالهادي السلمان من تعليم الشرقية، والطالب معاذ علي القرني من تعليم بيشة، أربع ميداليات برونزية. يعكس هذا الإنجاز النمو المتسارع لكفاءة الطلاب السعوديين في مجالات التقنية الحديثة، كما ذكرت وكالة الأنباء السعودية “واس”. يظهر جليًا كيف أن التعليم وبيئات التعلم المتقدمة تعزز القدرات الفائقة لديها.

الأولمبياد كمنصة عالمية للمواهب

يهدف الأولمبياد الدولي للذكاء الاصطناعي إلى استقطاب أفضل العقول الشابة من جميع أنحاء العالم، حيث يتم اختيارهم من خلال مسابقات وطنية دقيقة. يدعم هذا الحدث النمو المهني وتعزيز الخبرات من خلال بيئة علمية تساعد في تبادل المعرفة، وبناء علاقات أكاديمية عالمية. تتعزز القدرات اللازمة لتوجيه تقنيات الذكاء الاصطناعي لخدمة الإنسانية وتحقيق التنمية المستدامة.

شراكات استراتيجية لرعاية الموهبة والابتكار

تأتي مشاركة المملكة في هذا الحدث العالمي من خلال مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع “موهبة”، بالتعاون مع وزارة التعليم وأكاديمية كاوست. تهدف هذه الشراكة إلى رعاية الموهبة وصناعة الابتكار وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، التي تسعى لبناء اقتصاد يعتمد على المعرفة والتكنولوجيا. يجسد هذا التعاون التزام المملكة بتعزيز الابتكار والمكانة العلمية في مجالات الذكاء الاصطناعي.

يعد الأولمبياد الدولي للذكاء الاصطناعي منصة متخصصة تستهدف طلاب المرحلة الثانوية لتعزيز مهارات التفكير الحسابي والخوارزمي، بالإضافة إلى تعزيز قدراتهم في البرمجة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. يركز هذا الحدث على الابتكار والمسؤولية الأخلاقية في استخدام التكنولوجيا.

يسعى الأولمبياد، الذي بدأ نسخته الأولى في بلغاريا عام 2024، إلى تحقيق مكانة مرموقة كواحد من أبرز المسابقات العلمية الدولية. يتطلع المنظمون إلى زيادة عدد المشاركين وتنوع التحديات المطروحة، وذلك من خلال إقامة شراكات فعالة مع منظمات عالمية وخبراء متخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي.

يعكس تمثيل المملكة في هذا المحفل العلمي المتميز الجهود المبذولة من “موهبة” والشركاء في تمكين الطلاب الموهوبين وإعدادهم للمنافسة الدولية في مجالات التقنية والذكاء الاصطناعي. كما يدعم هذا التوجه الاستراتيجي رؤية المملكة نحو بناء منظومة وطنية متقدمة في الابتكار وريادة المستقبل، مما يرسخ مكانتها على الساحة الدولية.