يتواصل الحراك الدبلوماسي الدولي حول الحرب في أوكرانيا، وكثّفت موسكو اتصالاتها مع شركائها الاستراتيجيين بينما يواصل البيت الأبيض إعداد موقف تفاوضي قبيل اللقاء. فيما قالت وكالة بلومبرغ للأنباء: إن واشنطن وموسكو تبحثان اتفاقاً لتجميد الحرب بأوكرانيا، عند الخطوط الراهنة.وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الجمعة، اتصالاً هاتفياً مع نظيره الصيني شي جين بينغ، أطلعه خلاله على مستجدات المحادثات مع الجانب الأمريكي، بما في ذلك ترتيبات القمة المقترحة.وأكد الرئيس الصيني دعم بكين لمسار التفاوض، معبراً عن «رضاه عن الجهود المبذولة لتحسين العلاقات الأمريكية-الروسية»، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الصينية الرسمية.وقال شي، في تصريحات نُشرت عبر الإعلام الرسمي: إن بلاده «ترحب بأي خطوات من شأنها إنهاء الحرب في أوكرانيا بالوسائل السياسية»، داعياً إلى «تفادي الحلول المبسطة» والانخراط في مسارات تفاوض جدية تضمن أمن الجميع.وفي تطور موازٍ، بحث بوتين مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، أمس الجمعة، تطورات الحرب في أوكرانيا وسبل تعزيز العلاقات الثنائية. ووصف مودي المكالمة بأنها «جيدة جداً ومفصلة»، مؤكداً استعداده لاستقبال بوتين في زيارة رسمية إلى الهند قريباً.وتأتي هذه التحركات ضمن جهود روسيا لتنسيق المواقف مع شركائها الدوليين قبيل اللقاء المحتمل مع ترامب، الذي رُشّح أن يُعقد في الإمارات خلال الأيام المقبلة، وفق ما أفاد الكرملين، من دون تأكيد رسمي من واشنطن حتى الآن.وعلى الجانب الأمريكي، تواصل إدارة ترامب الترتيب لجدول أعمال القمة، في ظل تعقيدات الموقف الأوكراني واستمرار التباين في الرؤى بشأن شروط التسوية.وتطالب موسكو بانسحاب أوكرانيا من الأراضي التي ضمّتها روسيا وضمانات بعدم الانضمام إلى الناتو، في حين تشترط كييف وقفاً فورياً لإطلاق النار وانسحاباً كاملاً للقوات الروسية.وبينما تتمسك واشنطن بدعم «حل تفاوضي يُنهي الحرب ويحترم سيادة أوكرانيا»، يواجه ترامب ضغوطاً داخلية متزايدة، لا سيما مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، حيث يروّج لما يسميه «خطة واقعية» لوقف القتال خلال 24 ساعة من توليه الحكم.ويُتوقع أن تشكّل نتائج هذا الحراك محوراً رئيسياً في أي مفاوضات مقبلة، في ظل تحفّظ أوكراني رسمي حتى الآن، وانعدام مؤشرات على اختراق حقيقي في الملفات العالقة.من جهة ثانية، أفادت وكالة «بلومبرغ» أمس الجمعة بأن الولايات المتحدة وروسيا تسعيان إلى التوصل إلى اتفاق جديد يهدف إلى وقف الحرب في أوكرانيا وتثبيت المكاسب الإقليمية التي حققتها موسكو منذ بدء غزوها العسكري، في وقت يُتوقع أن يلتقي الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين خلال الأيام المقبلة.ونقلت الوكالة عن مصادر مطلعة أن مسؤولين أمريكيين وروساً يعملون على بلورة تفاهم بشأن الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، وذلك تمهيداً للقمة المرتقبة بين الرئيسين، التي قد تعقد الأسبوع المقبل. ولم يصدر أي تعليق رسمي من الكرملين، فيما وصف البيت الأبيض التقرير بأنه «محض تكهنات».كما لم تعلّق السلطات الأوكرانية رسمياً على ما ورد في تقرير «بلومبرغ»، غير أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال في بيان نُشر بعد التقرير من دون الإشارة إليه مباشرة: إن «الولايات المتحدة عازمة على تحقيق وقف إطلاق النار، ويجب أن ندعم معاً كل الخطوات البناءة»، مضيفاً أن «السلام الدائم لا يمكن تحقيقه إلا عبر الجهود المشتركة».ويطالب الرئيس الروسي بضمّ أربع مناطق أوكرانية هي لوغانسك ودونيتسك وزابوريجيا وخيرسون، إضافة إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمّتها موسكو في 2014. ولا تسيطر القوات الروسية حتى الآن بشكل كامل على كامل المناطق الأربع.وذكرت «بلومبرغ» أن الاتفاق المفترض يقضي بتجميد خطوط القتال الحالية، خصوصاً في خيرسون وزابوريجيا، ما يعني فعلياً الإقرار بسيطرة روسيا على أجزاء من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب. ومن شأن اتفاق كهذا، أن يضع أوكرانيا أمام اختبار سياسي وشعبي شديد الحساسية. (وكالات)