“ترامب والقهوة السعودية”.. لحظة عابرة أشعلت جدلاً وانتهت بمليارات الدولارات في أحد المشاهد الفاخرة بالقصر الملكي بالرياض، وأثناء التقاليد العربية التي تُعلي من شأن الضيافة، وقع الحدث المثير، حيث رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرتين تناول فنجان القهوة العربية. إذ لم يكن هذا الرفض مجرد عابر، بل ولاحظ العديدون هذه اللحظة التي تحولت إلى مادة جدل على منصات التواصل الاجتماعية، حيث تداول رواد الإنترنت فيديو يظهر ترامب وهو يضع الفنجان جانبًا مع تعبير وجه جامد ينم عن اللامبالاة أو الاستخفاف. فيما يظهر مقطع آخر لحظة احتسائه القهوة. لكنّ ما وراء هذه الصورة يبدو أعمق بكثير؛ فقد أعلن ترامب، المعروف بتعقيداته الشخصية وعلاقاته الأسرية، سابقًا عن إمساكه عن تناول الكحول والقهوة والتدخين بسبب صراعات عائلية مع الإدمان. هذا الموقف، في ثقافة الخليج، له دلالات عميقة باعتباره رمزًا للكرم والترحيب، الأمر الذي جعل من تعاطي العامة مع هذه اللحظة موضوعًا للنقاش.
من القهوة إلى القمة: الشرارة التي سبقت التوقيع
مقال مقترح اضبط الآن تردد قنوات ‘ثمانية’ الجديدة لنقل الدوري السعودي 2025-2026
لم تتوقف القصة عن مجرد “رفض القهوة”، بل سرعان ما تحولت إلى مقدمة لعقد واحد من أضخم الصفقات الاقتصادية والعسكرية في تاريخ العلاقات الدولية. إذ وقع ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتفاقية شراكة استراتيجية شملت صفقات تتجاوز قيمتها 600 مليار دولار.
صفقات عسكرية غير مسبوقة
تتضمن الصفقة الدفاعية وحدها نحو 142 مليار دولار، وشملت:
- أنظمة دفاع جوي مثل THAAD وPatriot PAC-3 MSE
- مقاتلات F-15EX وطائرات بدون طيار MQ-9 Reaper
- هليكوبترات هجومية مثل Apache AH-64 وBlack Hawk
- صواريخ دقيقة التوجيه مثل JASSM وAMRAAM وSidewinder
- تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والقيادة والسيطرة والتشويش الإلكتروني
- معدات برية مثل Bradley وHumvee المطورة
استثمارات تكنولوجية وصحية وبنية تحتية
فضلًا عن تسليح القوات، ضخت السعودية:
- 20 مليار دولار في شركة “داتا فولت” الأمريكية
- 80 مليار دولار في شراكات مع Google وOracle وUber وAMD
- 5.8 مليار دولار لمصنع صحي في ولاية ميشيغان
- 14 مليار دولار في صناديق استثمارية، أحدها يركز على إنشاء مفاعل نووي سعودي بدعم أمريكي
تُعتبر هذه المشاريع أكثر من مجرد صفقات استثمارية؛ فهي تمثل إعلان شراكة استراتيجية تهدف إلى دمج التكنولوجيا الدفاعية والرقمية في المملكة، مما سيعيد رسم موازين القوى في الشرق الأوسط، ويحول دون استغلال أية فراغات استراتيجية من قبل خصوم واشنطن.
الرد السعودي على التردد الأمريكي في عهد بايدن
أكّدت زيارة ترامب إلى السعودية على عودة العلاقات الدافئة بين البلدين بعد فترة من الفتور خلال إدارة بايدن. الرسالة كانت واضحة: السعودية لا تنتظر أحدًا، بل تعيد تشكيل دورها كطرف فاعل وليست مجرد تابع في شراكات استراتيجية تعيد رسم مستقبل المنطقة.
لقد أثار موقف دونالد ترامب حيال القهوة لحظة إحراج دبلوماسي غير تقليدي، وأسفر الرفض عن جدل واسع في الأوساط المحلية والدولية حول دلالات هذا التصرف في سياق التقاليد العربية.
0 تعليق