لندن – أ ف ب
بدأت الولايات المتحدة والصين، الاثنين، جولة مفاوضات جديدة في العاصمة البريطانية لندن، وسط تكتم شديد، في محاولة لتمديد الهدنة الهشة في الحرب التجارية المستمرة بين أكبر قوتين اقتصاديتين في العالم.

ترقب الأسواق ومخاوف من تعثر التقدم

تتابع الأسواق العالمية هذا اللقاء عن كثب، غير أن المحللين لا يتوقعون أن تكون نتائج محادثات لندن بحجم التقدم الذي تحقق في الجولة السابقة بـجنيف، حيث اتفق الطرفان على خفض كبير في الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة تسعين يوماً.
وأفادت وكالة الصين الجديدة أن نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ ترأس أول اجتماع للآلية التجارية مع الوفد الأمريكي الذي ضم وزير الخزانة سكوت بيسنت ووزير التجارة هاورد لوتنيك، إضافة إلى ممثل التجارة جايميسون غرير.

المعادن النادرة تتصدر جدول الأعمال

من أبرز ملفات الخلاف المطروحة على طاولة المفاوضات مسألة المعادن النادرة الصينية، وهي مواد حيوية في إنتاج تقنيات متعددة، منها بطاريات السيارات الكهربائية.
وصرّحت كاثلين بروكس، مديرة الأبحاث في XTB، أن واشنطن تسعى إلى استعادة وتيرة تصدير المعادن إلى سابق عهدها، بينما تريد بكين تخفيف القيود الأمريكية على الطلاب والتقنيات المتطورة، خاصة في قطاع المعالجات الدقيقة.

ضغوط سياسية وتجارية متزايدة

تُعقد هذه الجولة عقب اتصال هاتفي بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، وصفه ترامب بأنه كان «إيجابياً جداً»، بينما دعا شي إلى «تصحيح مسار العلاقات الثنائية»، وفق ما نقلته الصحافة الصينية.
وتزامنت المفاوضات مع اتهامات وجهها ترامب إلى بكين بـ«انتهاك اتفاق جنيف»، ما أعاد التوتر إلى الواجهة.

نتائج سابقة.. وخفض مؤقت للرسوم

أسفرت مفاوضات جنيف عن اتفاق لتقليص الرسوم الجمركية الأمريكية على المنتجات الصينية من 145% إلى 30%، مقابل خفض صيني مماثل من 125% إلى 10% لمدة ثلاثة أشهر، وهو ما ساهم في تباطؤ التصعيد.
لكن الإحصاءات الرسمية التي صدرت الاثنين كشفت تراجع الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة بنسبة 12.7% في مايو، ما يعكس تأثير الحرب التجارية المتواصل.

تحركات صينية لبناء جبهة دولية

في موازاة المفاوضات مع واشنطن، كثّفت بكين تحركاتها الدبلوماسية، فباشرت اتصالات مع اليابان وكوريا الجنوبية لتنسيق المواقف، وتواصلت مع كندا عبر مكالمة هاتفية بين رئيسي وزراء البلدين، وسط توتر قديم سببه اعتقال مديرة شركة هواوي في كندا عام 2018.
كما طرحت الصين على الاتحاد الأوروبي فكرة إنشاء «قناة خضراء» لتسريع تصدير المعادن النادرة، استعداداً لقمة صينية أوروبية مرتقبة في يوليو.

لقاءات على هامش المحادثات

استغلت وزيرة المالية البريطانية رايتشل ريفز وجود الوفد الأمريكي في لندن لتجري لقاءً غير رسمي مع سكوت بيسنت وهي ليفنغ، في خطوة تُظهر اهتمام لندن بتطورات العلاقة الاقتصادية بين القوتين العالميتين.