شهدت أسعار الذهب حالة من الاستقرار اليوم، بالتزامن مع ارتفاع آمال الأسواق العالمية تجاه المحادثات التجارية المرتقبة التي ستُعقد بين الولايات المتحدة والصين، إذ يتوقع أن تسهم تلك المحادثات في تهدئة التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، وهو ما يعزز من فرص الاستقرار في سوق المعادن النفيسة، وعلى رأسها الذهب.

أسعار الذهب تتأرجح وسط ترقب المحادثات الأمريكية الصينية

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا طفيفًا في التعاملات الفورية بنسبة 0.1% لتصل إلى مستوى 3313.54 دولارًا للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 05:43 بتوقيت جرينتش، في حين تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.4% لتُسجل 3333.80 دولارًا، هذا التذبذب يعكس حالة القلق والتفاؤل الحذر قبيل اجتماع كبار المسؤولين الأمريكيين والصينيين المنتظر عقده في لندن لاحقًا اليوم، حيث سيتطرق الاجتماع إلى القضايا التجارية التي خلّفت تأثيرات كبيرة على الاقتصاد العالمي خلال الفترة الماضية.

دلالات الأسواق وتأثير المحادثات على مسار أسعار الذهب

يرى المحللون أن المستثمرين على المدى القصير يتجنبون اتخاذ قرارات كبيرة في بناء مراكز طويلة الأمد قبل الكشف عن نتائج المحادثات التجارية، كما أوضح كلفن وونج، كبير محللي الأسواق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى أواندا، أنه على الرغم من ضبابية المشهد الاقتصادي بفعل الرسوم الجمركية المستمرة، قد تشهد معدلات الرسوم تخفيضًا نسبيًا، مما قد يدعم استقرار الذهب إلى حد ما، ويرجح أيضًا أن تكلفة ممارسة الأعمال داخل الولايات المتحدة ستبقى مرتفعة، ما يزيد من الضغوط التضخمية في ظل عجز الميزانية الأمريكية المتزايد.

توقعات حركة أسعار الذهب على المدى القريب

من الناحية الفنية، يرى وانج تاو، المحلل الفني لدى رويترز، أن أسعار الذهب قد تختبر مجددًا مستوى 3296 دولارًا للأوقية، مع احتمالية انخفاضها إلى حوالي 3262 دولارًا إذا استمرت التراجعات، تلك التوقعات تأتي بالتزامن مع بيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة، التي جاءت أفضل من المتوقع، بالإضافة إلى نمو الأجور واستقرار معدل البطالة، مما أثر على التوقعات بشأن خفض الفائدة الأمريكية، إذ قلّص المستثمرون الرهانات على خفض أسعار الفائدة المرتقب طوال العام لتصبح التوقعات حول تخفيض واحد فقط في أكتوبر.

الذهب كملاذ آمن وأداء المعادن النفيسة الأخرى

تظل المعدن الأصفر وجهة رئيسية للمستثمرين في أوقات الأزمات والتقلبات الاقتصادية المتزايدة، إذ إن انخفاض أسعار الفائدة غالبًا ما يعزز الطلب على الذهب باعتباره أحد أصول الملاذ الآمن، وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت أسعار الفضة في التعاملات الفورية بنسبة 0.2% لتصل إلى 36.03 دولارًا للأوقية، وشهد البلاتين ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة 1.6% وقفز إلى 1187.80 دولارًا، على النقيض، تراجع البلاديوم بشكل طفيف بنسبة 0.1% وسجل مستوى 1045.61 دولارًا للأوقية.

آفاق السوق العالمية وتأثير البيانات الاقتصادية

يرتبط أداء سوق الذهب في الفترات المقبلة ببيانات اقتصادية عدة، منها مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي المتوقع صدوره قريبًا، والذي قد يقدم إشارات جديدة حول مستقبل السياسة النقدية الأمريكية والأسعار عمومًا، كما أن احتمالية تخفيف حدة التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين قد تدعم استقرار الأسواق، في حين يظل الذهب أحد الأصول الآمنة المفضلة خلال فترات الضبابية الاقتصادية الممتدة.