إسرائيل تعيد مشهد «مافي مرمرة» مع «مادلين».. هل تتواصل أساطيل كسر الحصار عن غزة؟

الخليج 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

متابعات-«الخليج»
اعترضت إسرائيل سفينة مساعدات متجهة إلى غزة كانت تقل الناشطة البيئية غريتا ثونبرغ وعدداً من الشخصيات البارزة، حيث تم احتجاز من كانوا على متنها ونقلهم إلى داخل إسرائيل.
وقالت حركة أسطول الحرية لهيئة الإذاعة البريطانية BBC: إن الجيش الإسرائيلي هاجم وصعد بشكل غير قانوني، محاولاً منع السفينة «مادلين» التي كانت تحاول إيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.
جاء ذلك في وقت يعاني فيه سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من 2.3 مليون نسمة أزمة جوع خانقة نتيجة حصار شامل على دخول المساعدات استمر لأكثر من 11 أسبوعاً، وذلك في ظل حرب متواصلة منذ أكثر من 600 يوم.
لم يتضح حتى الآن موقع السفينة «مادلين» الحالي، ولكن بحسب آخر التحديثات على موقع غارديان، فإنه يتجه الآن إلى ميناء أشدود، وهي مدينة تقع على بعد نحو 27 كيلومتراً شمال غزة، نقلاً عن الإعلام الإسرائيلي.
وذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن السفينة تبحر بأمان نحو شواطئ إسرائيل، وأن الركاب من المتوقع أن يعودوا إلى بلدانهم.
من جانبها، صرحت السلطات الفرنسية أن البلاد ستعمل على ضمان عودة المواطنين الفرنسيين الذين كانوا على متن سفينة «مادلين» في أسرع وقت ممكن، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP). وأكد وزير الخارجية جان-نويل باروت أن فرنسا ستسعى لتسهيل عودتهم السريعة.
ونقلت الوكالة عن مسؤول فرنسي لم يُذكر اسمه أن الرئيس إيمانويل ماكرون طلب أن يُسمح لمن هم على متن اليخت بالعودة إلى فرنسا بأسرع وقت ممكن.


تاريخ إسرائيل مع سفن كسر الحصار


منذ فرضت إسرائيل حصارها البحري على قطاع غزة في عام 2007 بعد سيطرة حركة حماس، شهدت محاولات كسر الحصار عبر سفن المساعدات مواجهات متكررة أثارت جدلاً دولياً واسعاً.
أبرز تلك المحاولات كانت «أسطول الحرية» عام 2010، حين اقتحمت القوات الإسرائيلية سفينة «مافي مرمرة» التركية في المياه الدولية، ما أسفر عن مقتل 10 نشطاء وأدى إلى أزمة دبلوماسية حادة مع أنقرة.
تبعت ذلك محاولات أخرى، كـ«أسطول الحرية 2» عام 2011 وسفينة «زيتونة – أوليفا» عام 2016 التي قادتها ناشطات من دول مختلفة. وعلى الرغم من سلمية هذه المحاولات، كانت إسرائيل تعترض جميع السفن وتقتادها إلى ميناء أشدود، بحجة منع تهريب السلاح.
في المقابل، ترى منظمات حقوقية ودولية أن الحصار يشكل عقوبة جماعية بحق أكثر من مليوني فلسطيني، وأن اعتراض السفن الإنسانية ينتهك القانون الدولي، خاصة عندما يتم ذلك في المياه الدولية.
إسرائيل تعترض سفينة مادلين في المياه الدولية
قامت القوات البحرية الإسرائيلية، يوم الاثنين، باعتراض وصعود سفينة خيرية كانت تحاول كسر الحصار البحري المفروض على قطاع غزة، وتم السيطرة على القارب وطاقمه المكوّن من 12 شخصاً، بينهم الناشطة البيئية غريتا ثونبرغ، التي قالت إنهم يتعرضون لمحاولة اختطاف. وقد تم توجيه السفينة حالياً إلى أحد الموانئ الإسرائيلية.
السفينة تحمل العلم البريطاني وتدعى «مادلين» وتُديره حركة أسطول الحرية المؤيدة لفلسطين، كانت تهدف إلى إيصال كمية رمزية من المساعدات الإنسانية إلى غزة، إضافة إلى لفت أنظار المجتمع الدولي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع نتيجة الحرب والحصار المستمر.


عودة سيناريو 2010 تثير تساؤلات عن قانونية الحصار البحري


عودة سيناريو 2010 إلى الواجهة، بعد اعتراض إسرائيل لسفينة «مادلين» التي كانت تحاول إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة، يعيد الجدل حول قانونية الحصار البحري المفروض على القطاع منذ أكثر من 17 عاماً.
في عام 2010، تسبب اقتحام القوات الإسرائيلية سفينة المساعدات التركية «مرمرة» في أزمة دبلوماسية وصدام قانوني، دفع المجتمع الدولي للتساؤل عن مدى مشروعية حصار أكثر من مليوني إنسان ومنع دخول الغذاء والدواء والمساعدات.
رغم تبرير إسرائيل للحصار بدواعٍ أمنية، ترى منظمات حقوقية دولية أن استمرار هذا الإغلاق يشكل عقوبة جماعية مخالفة للقانون، خاصة أن اعتراض السفن يتم أحياناً في المياه الدولية.


ماذا حدث للسفينة مادلين؟


من بين الناشطين على متن السفينة كانت غريتا ثونبرغ، الناشطة السويدية الشهيرة في مجال المناخ، وريما حسن، النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ذات الأصول الفلسطينية.
وفي بيان مقتضب نُشر على منصة X صباح الاثنين، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية: «السفينة في طريقها الآن بأمان إلى السواحل الإسرائيلية، ومن المتوقع أن يعود الركاب إلى بلدانهم قريباً».
وأثارت الواقعة انتقادات واسعة من منظمات حقوقية ومراقبين دوليين، وسط دعوات متزايدة للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون قيود، خاصة في ظل الكارثة الإنسانية التي تتفاقم يوماً بعد يوم.


هل تعيد تل أبيب سياسة التصعيد ضد قوافل الدعم لغزة؟


قال تحالف قوافل الحرية لشبكة CNN: إن الحصار البحري على غزة غير قانوني، معتبرة تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس مثالاً على تهديد إسرائيل باستخدام القوة غير القانونية ضد المدنيين ومحاولة تبرير العنف بتشويه السمعة.
وقال المتحدث باسم التحالف، هاي شا وييا: «لن نُرهب، العالم يراقب».
وأضاف: «سفينة مادلين هي سفينة مدنية، غير مسلحة وتبحر في المياه الدولية، تحمل مساعدات إنسانية ومدافعين عن حقوق الإنسان من مختلف أنحاء العالم.. ولا يحق لإسرائيل أن تعيق جهودنا للوصول إلى غزة».
وتُحمل «مادلين» كمية بسيطة من المساعدات، منها الأرز وحليب الأطفال، كما تضم على متنها مواطنين من البرازيل وفرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا والسويد وتركيا.
ومؤخراً بدأت إسرائيل بالسماح بإدخال مساعدات محدودة إلى غزة بعد حصار بري استمر ثلاثة أشهر، مع إعطاء أولوية للتوزيع عبر مؤسسة غزة الإنسانية، التي تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة لكنها تُدان على نطاق واسع من قبل المنظمات الإنسانية.
وقال فولكر تورك، رئيس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، الأسبوع الماضي: إن الفلسطينيين يواجهون أشد الخيارات قسوة: الموت جوعاً أو المخاطرة بالموت أثناء محاولة الحصول على القليل من الطعام المتاح.
في المقابل، زعم المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية في منشور على منصة «إكس»: «حاولت غريتا وآخرون تنظيم استفزاز إعلامي هدفه الوحيد الحصول على الدعاية وحملت السفينة أقل من حمولة شاحنة واحدة من المساعدات، بينما دخل أكثر من 1200 شاحنة مساعدات إلى غزة من إسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين».
وذلك، إضافة إلى أن مؤسسة غزة الإنسانية وزعت ما يقرب من 11 مليون وجبة مباشرة للسكان المدنيين في غزة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق