أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، في عظة خلال خدمة القداس في ​كاتدرائية القديس جاورجيوس​، إلى أن "الإنسان يطلب التعزية والسلوى في كل شيء ولا يجدهما"، لافتًا إلى أنه "يصرف المال على أسباب اللهو ويسعى لاقتناء مبتغاه، لكنه يبقى في فراغ وجودي يهيمن على كيانه ويأسره في الوحدة والإحباط".

وقال إن "الحياة تطورت وكثرت فيها أساليب الترويح عن النفس وشتى المشغوليات، لكنها لا تملأ حياة الإنسان طمأنينة ولا سلاما، ولا تشبع توقه إلى الأفضل"، مؤكدًا أن "إنسان اليوم يعيش في فراغ يبرز له عبثية معظم ما يصنعه في حياته، لأن ما ظنه تحقيقًا لطموحاته كجني المال والوصول إلى المراكز واقتناء الممتلكات لا يعطي الطمأنينة ولا السلام".

وأضاف المطران عودة أن "الشر في الأرض في حركة تزايد متصاعد"، معتبرًا أن "حدة العنف الفردي والجماعي في أيامنا لم يكن لها مثيل في تاريخ البشرية المنصرم"، كما أشار إلى أن "طبيعة العلاقات الاجتماعية بين الناس منفسدة بالطابع الأناني"، وأن "منطق المصلحة السائد والدبلوماسية غير الصادقة يزيد عبثية حياتنا"، مشيرًا إلى أن "تطور العلوم وانفتاح الثقافات ووسائل التواصل السريع أخفقت في قيادة الإنسانية إلى سلامة العيش واحترام الآخر".

كما تحدث المطران عودة عن الذكرى العشرين لإعادة تكريس كاتدرائية القديس جاورجيوس، مشيرًا إلى أنها "نفضت عنها غبار الإثم والحقد وصورة الموت، وقامت من بين الركام"، مؤكدًا أن "الكنيسة، مهما اشتدت عليها الصعاب وطالتها سهام الأشرار، لا تقوى عليها يد الشرير طالما بقي فيها أناس مؤمنون ساعون إلى القداسة".

وفي الختام، هنّأ محطة "تيلي لوميار" و"نورسات" وكل المحطات التابعة لها في عيد تأسيسها، متمنيًا التوفيق للعاملين فيها.