شهدت أسعار الأضاحي هذا العام ارتفاعًا كبيرًا مقارنةً بالسنوات الماضية، وقد أصبح هذا الارتفاع الحديث الأبرز في العديد من الأسواق، حيث أثرت الزيادة المتواصلة على القدرة الشرائية للأسر بشكل واضح، ومع اقتراب موسم العيد تزداد الضغوط الاقتصادية بين المواطنين الذين يعانون من ضعف الدخل وغياب الرقابة على الأسعار، فالأسعار تتراوح بين مائتين إلى ثلاثمائة ألف ريال، مما يجعل شراء الأضحية مهمة صعبة للكثير من الأسر.

ارتفاع اسعار الاضاحي ومعاناة الأسر في الشراء

إن الارتفاع الكبير في أسعار الأضاحي يعود إلى عدة أسباب رئيسية منها تدهور الأوضاع الاقتصادية وتراجع الدخل المتوسط للأفراد، ففي بعض المناطق مثل مديرية المقاطرة بمحافظة لحج، أصبحت تكلفة شراء الأضاحي بعيدة عن متناول الكثير من الأسر، حيث يقول المواطن محفوظ عبدالحي إن أسعار الأضاحي تبدأ من ٢٠٠ ألف ريال وتصل إلى ٣٠٠ ألف ريال، بينما يبلغ راتبه الشهري حوالي ١٠٠ ألف ريال فقط، الراتب المتأخر لعدة أشهر، والمستلزمات الأخرى مثل الملابس والاحتياجات الأساسية، يزيد من صعوبة تحمل الأعباء الإضافية.

تأثير انخفاض قيمة العملة المحلية على اسعار الاضاحي

تدهور قيمة العملة المحلية أمام العملات الأجنبية ساهم بشكل كبير في ارتفاع أسعار الأضاحي وباقي المستلزمات المرتبطة بالعيد، حيث أشار المواطن عبده عثمان إلى أن قيمة النقود تراجعت بشدة، مما جعل تربية الماشية وتوفير الأعلاف مثل النخالة والقصب، أمرًا مكلفًا للغاية، وهذا بدوره انعكس على ارتفاع الأسعار، وأضاف أن تكلفة الأضحية التي كانت تُباع في السابق بـ٢٠٠ ألف ريال أصبحت اليوم تكلفت ما يعادل ١٠٠٠ ريال سعودي، وهو مبلغ يصعب على معظم المواطنين توفيره.

أثر الأزمات الاقتصادية على تربية المواشي

تسببت الأزمات المستمرة في عزوف العديد من الأسر عن تربية المواشي، حيث أن تزايد التكاليف المرتبطة برعايتها جعل الكثيرين يتخلون عن هذا النشاط الاقتصادي، وتبرز مشكلة الأعلاف كمثال آخر، إذ أصبحت الأغذية الخاصة بالمواشي مرتفعة التكلفة والمجهود، مثلما ذكر عبده أحمد محمد، الذي أكد أن تحمّل تكاليف الأعلاف والرعاية أصبح أمرًا مستحيلًا لدى الكثيرين، ما أدى إلى انخفاض كميات المواشي المتوفرة وبالتالي زيادة أسعارها.

عجز في مواجهة أسعار الاضاحي المتزايدة

مع العجز الكبير للقدرة الشرائية بين المواطنين، يصبح حلم شراء الأضحية تحقيقًا بعيد المنال، حيث يضطر البعض للتخلي عن شراء الأضاحي تمامًا، وأشار العديد من المواطنين إلى أن نقص الإصلاحات الاقتصادية والخدمية يزيد من معاناتهم، فبدلًا من أن تكون المناسبة فرصة للفرح، أصبحت مصدرًا للهم والمعاناة، كما تضاعف الغلاء والتدهور الاقتصادي من الضغط على المواطنين، تاركًا الكثير من الأسر في خيارات صعبة تضطر معها للتخلي عن كثير من متطلبات العيد الأساسية.