تشهد أسعار النفط ارتفاعًا مستمرًا بعد سلسلة من التأثيرات الجيوسياسية والاقتصادية التي جعلت هذا الاتجاه محوريًا في الأسواق العالمية، وقد ارتفعت أسعار خام برنت لتسجل مستويات قريبة من 65 دولارًا للبرميل، ويتزامن هذا النمو في الأسعار مع انخفاض قيمة الدولار الأمريكي، وهو ما يعزز من جاذبية النفط والسلع الأخرى المقومة بالدولار لدى المستثمرين، بينما تشهد الساحة العالمية حالة من التوتر المتصاعد الذي يعزز التقلبات في سوقي النفط والعملات.

النفط والدولار بين صعود الأسعار وضعف العملة الأمريكية

سجلت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا نتيجة انخفاض مؤشر الدولار الأمريكي ليصل إلى أدنى مستوياته خلال العام الحالي، وقد أكد بعض المحللين في بنوك وول ستريت أن الدولار سيواصل هذا التراجع؛ مما يزيد من الإقبال على السلع المقومة بالدولار، من جهة أخرى، شهد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي سعرًا مستقرًا نسبيًا عند نحو 63 دولارًا للبرميل، مما يشير إلى حالة من التوازن المبدئي في ظل توقعات بانخفاض إنتاج النفط من بعض الدول الكبرى.

التوترات الجيوسياسية في ميزان تأثيراتها على أسعار النفط

الأزمة الجيوسياسية بين روسيا وأوكرانيا استمرت دون حلول واضحة في الجولة الثانية من المحادثات التي جرت في إسطنبول، ما أجج المخاوف بشأن استقرار الإمدادات النفطية من المنطقة، فضلًا عن الموقف الأميركي المتشدد تجاه إيران، إذ أعلن الرئيس الأميركي عدم قبول بلاده لأي مستوى من تخصيب اليورانيوم ضمن أي اتفاق جديد، هذه التطورات غير المستقرة ألقت بظلالها على أسعار النفط، ما دفع خام برنت إلى تسجيل مستويات جديدة بعد ارتفاعه بنسبة 4.7% خلال فترة قصيرة، خاصة بعد اجتماع تحالف أوبك+ وإعلان التزامه بتوازن السوق.

انخفاض أسعار النفط منذ بداية العام وتحديات السوق

ورغم الانتعاش الأخير، إلا أن أسعار النفط لم تعد بعد إلى مستوياتها بداية العام، حيث يعاني السوق من انخفاض إجمالي بنحو 13%، ويعود ذلك إلى تخلي تحالف أوبك+ عن سياسات خفض الإنتاج التي كانت تهدف إلى تعزيز الأسعار، إضافة إلى تصاعد المخاوف من الحروب التجارية وتأثيراتها على الطلب العالمي، ومع دخول موسم القيادة الصيفي المتوقع أن يرفع الطلب في الولايات المتحدة وبعض المناطق الأخرى، يعتقد الخبراء أن الأشهر المقبلة قد تشهد تحسنًا إضافيًا في الأسعار.

حرائق كندا وتأثيرها في إنتاج النفط العالمي

أدت حرائق الغابات المستعرة في مقاطعة ألبرتا الكندية إلى تعطيل إنتاج كبير من النفط الرملي، إذ توقف أكثر من 350 ألف برميل من الإنتاج اليومي، وهو ما يعادل 7% من إنتاج البلاد الإجمالي، ومع اقتراب النيران من المنشآت النفطية، زاد الذعر في الأسواق حول تأثر الإمدادات العالمية، خاصة أن هذا الإنتاج يمثل جزءًا هامًا في سلسلة الإمداد النفطية لدول عديدة.