أسعار الذهب شهدت حالة من التذبذب مدفوعة بتأثيرات تقلبات الأسواق العالمية وضغوط الدولار، حيث تراجعت الأسعار محليًا خلال نهاية الأسبوع مع اختتام البورصة العالمية، ولعبت البيانات الاقتصادية المتباينة دورًا كبيرًا في التأثير على حركة الذهب إلى جانب الجدل الناتج عن مستجدات الرسوم الجمركية الأمريكية، وفقًا لما أوضحه خبراء منصة “آي صاغة” لتداول الذهب والمجوهرات.

تأثير الدولار والتوترات السياسية على أداء الذهب

خلال تعاملات نهاية الأسبوع، تراجع سعر الذهب محليًا بنحو 15 جنيهًا لكل جرام، ليصل سعر جرام الذهب عيار 21 إلى 4590 جنيهًا، حيث كان هذا التراجع متزامنًا مع ما شهده السوق العالمي من انخفاض في سعر الأوقية التي اختتمت تعاملاتها عند 3358 دولارًا، وأشار المدير التنفيذي لمنصة “آي صاغة” إلى أن صعود الدولار رغم تراجع عوائد سندات الخزانة الأمريكية ساهم في كبح مكاسب الذهب.
شهدت تصريحات الإدارة الأمريكية السابقة، بقيادة دونالد ترامب، اهتمام السوق العالمي، حيث وجه اتهامات للصين بعدم الالتزام بالاتفاقيات التجارية، هذه التصريحات أضافت ضغوطًا على الأسواق وأدت إلى استعادة الدولار بعض قوته مما تسبب في تذبذب أداء الذهب مؤقتًا.

أسعار عيارات الذهب المختلفة بالسوق المحلي

أفادت التقارير بأن أسعار الذهب المحلية تأثرت بالانخفاضات العالمية المؤقتة، وقد كانت كالتالي:

• سعر جرام الذهب عيار 24 بلغ 5246 جنيهًا
• سعر جرام الذهب عيار 18 سجل 3934 جنيهًا
• سعر الجنيه الذهب وصل إلى 36720 جنيهًا
• سعر جرام الذهب عيار 14 سجل حوالي 3060 جنيهًا

مع هذه التحركات، أكدت تقارير الأسواق أن الخسائر اليومية للذهب كانت مدفوعة بتحسن مستوى ثقة المستهلك الأمريكي الذي بلغ 52.2 وفق مؤشر جامعة ميشيجان، مما ساهم في زيادة الطلب العالمي على الدولار.

البيانات الاقتصادية وتأثيرها على أسعار الذهب

تراجعت أسعار الذهب على الرغم من انكماش التضخم الأمريكي، حيث أظهرت بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي تراجعًا في التضخم إلى 2.5% خلال شهر أبريل مقارنة بنسبة 2.6% في مارس، بينما انخفض المعدل العام للتضخم إلى 2.1% مقارنة بـ2.3% خلال الشهر الماضي، أشار الاقتصاديون إلى ارتباط هذا التراجع بتأثيرات سياسات الاحتياطي الفيدرالي الرامية إلى تقييد أسعار الفائدة.
من ناحية أخرى، تحسن النمو الاقتصادي الأمريكي بشكل ملحوظ، حيث ارتفعت التوقعات المتعلقة بالناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني من عام 2025 إلى 3.8% وفق تقرير بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، بينما عززت البيانات الأخيرة توقعات خفض أسعار الفائدة المستقبلية، مما يضع الذهب في موقف بالغ الحساسية من التغيرات الاقتصادية المتوقعة

دور الذهب كاستثمار مضمون

رغم التقلبات الاقتصادية والسياسية الدولية، ما يزال الذهب يمثل ملاذًا آمنًا للمستثمرين، حيث يوفر حماية ضد المخاطر المتزايدة في الأسواق المالية العالمية، كما أن اتجاه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة مرتين العام القادم، يعزز جاذبية الذهب كوسيلة للتحوط، مما يبقيه خيارًا مفضلاً للمستثمرين دون تأثر كبير بالعوامل قصيرة المدى