تراجعت أسعار الذهب بشكل كبير إلى أدنى مستوى لها في أسبوع، متأثرة بارتفاع قوة الدولار الأمريكي وبقرارات تتعلق بتعليق الرسوم الجمركية المثيرة للجدل. يُعد هذا التراجع واحدًا من أبرز التحركات في سوق المعادن النفيسة، حيث يؤثر ارتفاع الدولار بشكل مباشر على جاذبية السبائك الذهبية. يبرز الذهب عادة كملاذ آمن وقت الاضطرابات، لكن الأحداث الأخيرة كان لها تأثير ملموس على الطلب.

تراجع أسعار الذهب وتبعات قوة الدولار

انخفضت أسعار الذهب الفوري بنسبة 0.6% لتسجل 3,271.17 دولارًا للأوقية، بينما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.8% عند 3,268.20 دولارًا. تأثير انتعاش الدولار كان له دور كبير في تلك التراجعات؛ حيث صعد مؤشر الدولار الأمريكي ليزيد من التكلفة النسبية للذهب المُسعر بالدولار. يأتي ذلك في سياق تعليق محكمة أمريكية للرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب على اقتصادات كبرى، وهو ما قلل بشكل ملحوظ من مخاطر الركود المتوقع سابقًا.

القرارات الجمركية وتأثيرها على الذهب

أصدرت محكمة التجارة الدولية الأمريكية قرارًا بوقف تطبيق الرسوم الجمركية المفروضة على بعض الدول ذات الفوائض التجارية العالية مع الولايات المتحدة، مؤكدة أن الرئيس ترامب تجاوز صلاحياته، بينما استأنفت إدارته القرار أمام المحكمة العليا، ما أثار مخاوف جديدة حول استقرار الأسواق العالمية. أدى هذا التداخل بين العوامل السياسية والتجارية إلى تعزيز قوة الدولار، لكنه على الجانب الآخر دفع الذهب لتسجيل انخفاضات متلاحقة، حيث يسود نوع من الحذر بين المستثمرين حول مستقبل القرارات التجارية وأثرها على الأسواق.

تأثيرات بيانات الاحتياطي الفيدرالي على سوق الذهب

أظهرت محاضر اجتماعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأخيرة قلقًا بشأن احتمالات ارتفاع التضخم والبطالة في آن واحد. هذا القلق دعم توقعات متذبذبة حول أسعار الفائدة، ما دفع السوق لمزيد من عدم الاستقرار. تتصحح أسواق الذهب عادة بناءً على توقعات السياسة النقدية الأمريكية، حيث أن أي علامات على خفض أسعار الفائدة من شأنها أن تدعم الطلب على الذهب. تعتبر البيانات الاقتصادية مثل معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي ونفقات الاستهلاك الشخصي من المؤشرات المراقبة بشدة بحثًا عن إشارات إضافية.

ردود فعل الأسواق والأسعار العالمية

تستجيب المعادن الأخرى مثل الفضة والبلاتين والبلاديوم أيضًا لتحركات الأسواق. ارتفعت أسعار الفضة بنسبة 0.7% لتصل إلى 33.21 دولارًا للأوقية، بينما انخفض البلاتين بنسبة طفيفة بلغت 0.2% ليستقر عند 1,073.15 دولارًا، وسجل البلاديوم مكاسب نسبتها 0.9%. رغم ذلك، فإن النحاس الذي يستخدم بشكل كبير في الصناعات سجل ارتفاعًا بنسبة 0.2% سواء في بورصة لندن أو في الأسواق الأمريكية. هذه التحركات تعكس تزايد شهية المخاطرة في بعض القطاعات، مقارنة بالمخاوف التقليدية التي تؤثر على سوق الذهب.

مستقبل الذهب والأسواق العالمية

يستمر الاستثمار في الذهب بالتأثر بشكل كبير بقرارات السياسة الاقتصادية الأمريكية، مثل الرسوم الجمركية والسياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. في الوقت الذي تظهر فيه مؤشرات على استمرار ارتفاع الدولار، يبقى التساؤل حول مستويات التضخم المستقبلية ودورها في زيادة جاذبية الاستثمار في الذهب. مع التوتر المتزايد بين المحاكم الأمريكية والسلطات التنفيذية حول سياسات التجارة الدولية، فمن المحتمل أن تواجه السوق مزيدًا من التقلبات.