توجت قرية “الحصص” بمحافظة الدقهلية بكونها خامس قرية خضراء تحصل على شهادة “ترشيد” ضمن مبادرة “القرية الخضراء” برعاية المشروع القومي لتطوير الريف المصري “حياة كريمة”، حيث تهدف المبادرة إلى دعم التنمية المستدامة وتحقيق تحول بيئي شامل، مما يعكس التزام الدولة المصرية ورؤيتها المستقبلية لتعزيز جودة الحياة في القرى الريفية عبر استراتيجيات خضراء متكاملة.

قرية “الحصص” وتحقيق الاستدامة البيئية

تُعد قرية “الحصص” نموذجًا مميزًا للقرى الخضراء بعد أن تمكنت من استيفاء مقومات بيئية هامة كانت سببًا رئيسيًا في حصولها على شهادة “ترشيد”، فقد شهدت القرية تنفيذ عدد كبير من المشروعات التنموية مثل توفير خدمات مياه الشرب والصرف الصحي وتطوير شبكات الكهرباء باستخدام لمبات موفرة للطاقة، بالإضافة إلى زيادة المساحات الخضراء وتخصيص مواقف سيارات جديدة بهدف تعزيز النقل المستدام وربط القرية بالمناطق المجاورة.

كما اتخذت القرية خطوات متقدمة نحو الحد من النفايات من خلال إنشاء وحدات متخصصة لإعادة تدوير المخلفات العضوية عبر تقنية “الكمبوست”، وهي مبادرة تهدف للحد من التلوث البيئي ودعم الزراعة المستدامة، إلى جانب توفير خدمات تسهيل الوصول لذوي الهمم مما يضمن تحقيق العدالة الاجتماعية.

مشروعات تنموية داخل قرية “الحصص”

شهدت قرية “الحصص” تطورًا كبيرًا من خلال تنفيذ 22 مشروعًا تنمويًا ضمن مبادرة “حياة كريمة”، وقد اكتمل الآن 20 مشروعًا منها، وشملت هذه المشروعات تطوير المرافق الحيوية والبنية التحتية بما يعزز من جودة الحياة اليومية للسكان، ومن بين هذه الإنجازات إنشاء مجمع للخدمات الحكومية والزراعية ومكتب بريد ومركز شباب، علاوة على ذلك تم تطوير شبكات الغاز الطبيعي والماء والصرف الصحي، ومدّ خدمات الألياف الضوئية لتعزيز الاتصالات.

كما جرى تطوير القطاع التعليمي في القرية من خلال إنشاء وتجديد أربع مدارس تضم 40 فصلًا دراسيًا حديثًا، فضلًا عن إنشاء وحدة طب أسرة متكاملة لتوفير رعاية صحية شاملة تلبي احتياجات السكان المحليين، بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء برج جديد لدعم شبكة المحمول لضمان الاتصالات الفعّالة بين سكان القرية ومحيطها الحضري.

منهجية مبادرة “القرية الخضراء”

تهدف مبادرة “القرية الخضراء” التي جاءت ضمن إطار المشروع القومي لتطوير الريف المصري إلى دمج الاستدامة البيئية في التخطيط المحلي، مما يعزز من تحقيق رؤية “مصر 2030″، توجهت الجهود لتنفيذ مشروعات ذات طبيعة صديقة للبيئة منها تعزيز كفاءة الطاقة واستخدام المياه، الاستفادة من المخلفات العضوية، وزيادة وعي السكان بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية وحمايتها.

ويعد توجه الحكومة لوضع مبادرات مثل “القرية الخضراء” واستضافة المنصات الوطنية للمشروعات الخضراء كمنصة “نُوَفِّي” خير دليل على التزام الدولة المصرية بتحقيق نهج اقتصادي مستدام وحيوي لدعم البيئة والمجتمع.

قرى مصر الحاصلة على شهادة “ترشيد”

تستمر “الحصص” في تمثيل نموذجًا متفوقًا ضمن القرى المصرية التي تتبع التوجه الأخضر، مما يبرز توجه الدولة الناجح في تحقيق التنمية المستدامة إقليميًا وفقًا لأهدافها الوطنية؛ ومن خلال خطط طموحة ومشروعات مستدامة سيكون هناك المزيد من التأثير الإيجابي على القرى المصرية في السنوات المقبلة.