شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً داخل السوق المحلية اليوم الأربعاء، حيث ارتفع سعر عيار 21، وهو الأكثر استخداماً، ليصل إلى 4660 جنيهاً، كما بلغ الجنيه الذهب حوالي 37280 جنيهاً، وجاء هذا في ظل صعود الأوقية في البورصة العالمية بمقدار 17 دولاراً، لتصل إلى مستوى 3311 دولاراً. شهدت أسعار الذهب على مدار الأيام الأخيرة تحركات متقلبة، مدفوعة بالأوضاع الاقتصادية والجيوسياسية العالمية.

ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية

أكد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب عبر الإنترنت، أن مختلف أعيرة الذهب شهدت زيادة في أسعارها بالسوق المحلية، حيث بلغ سعر عيار 24 نحو 5326 جنيهاً، وسجل عيار 18 حوالي 3994 جنيهاً، بينما وصل سعر عيار 14 إلى 3107 جنيهات، ما يعكس ديناميكية متأثرة بالطلب الكبير الناجم عن حالة عدم الاستقرار الحالي.

الأسباب العالمية وراء ارتفاع أسعار الذهب

الزيادة الأخيرة في أسعار الذهب جاءت مدفوعة بعدة عوامل، أبرزها التوتر السياسي الناتج عن التصريحات الإسرائيلية بشأن احتمالية مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، حيث صرحت شبكة CNN بتقارير عن نوايا إسرائيل تجاه تنفيذ هذا الهجوم، ما أدى إلى زيادة الطلب على الذهب كواحد من الملاذات الآمنة الأكثر موثوقية، إضافة إلى توقعات بتخفيض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، الأمر الذي أثر سلباً على قوة الدولار، مما ساعد الذهب على تعزيز مكاسبه عالمياً.

تحليل التغيرات الأخيرة في أسعار الأوقية

لم يقتصر تأثير تلك التطورات على السوق المحلية فقط؛ بل شمل السوق العالمية أيضاً، إذ ارتفعت الأوقية في تعاملات يوم الثلاثاء بمقدار 56 دولاراً، بعد أن بدأت التداولات عند 3234 دولاراً لتنهيها حول 3294 دولاراً، ويأتي ذلك كنتيجة طبيعية للمخاوف الاقتصادية العالمية التي تزيد من جاذبية الأصول غير المدرة للعائد مثل المعادن الثمينة.

تأثير التجارة العالمية والسياسة النقدية

أحد العوامل الأخرى التي ساهمت في دعم أسعار الذهب هو خفض وكالة موديز لتوقعاتها الائتمانية للولايات المتحدة، حيث توقعت عجزاً في الميزانية يتجاوز 6.2% من الناتج المحلي الإجمالي على مدار العامين القادمين، كما أشعلت المقترحات الضريبية الأمريكية مخاطر اقتصادية وأثقلت الدين العام، بالتزامن مع تزايد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بخصوص أشباه الموصلات والسياسة الصناعية، وهو ما أدى إلى تعزيز الطلب على الذهب بسبب المخاوف من صدمات في العرض.

الطلب على المعادن الثمينة وسط عدم الاستقرار العالمي

تمر الأسواق المالية الحالية بتحولات واضحة أثرت بدورها على أسعار الذهب، إذ أن عوامل مثل إعادة تقييم المستثمرين لاحتمالية تخفيض أسعار الفائدة الأمريكية والمخاطر المالية المعلقة تواصل دعم توقعات المعادن الثمينة عالمياً، حيث أصبحت الفضة أيضاً خياراً جذاباً للاستثمار في ضوء البيئات الاقتصادية الصعبة، وهو ما يساعد على تعزيز حالة الذهب كأصل استثماري مستدام وثابت.