نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: وساطة اميركية منعت الحرب وروسيا والصين تغضان النظر, اليوم الاثنين 12 مايو 2025 05:04 صباحاًاندلعت قبل ايام قليلة، واحدة من أخطر موجات التصعيد خلال السنوات الاخيرة، بين الهند وباكستان، كانت كشمير مسرحاً لها، وسط خطاب سياسي حاد من الجانبين، ما رفع منسوب القلق الإقليمي والدولي إلى أقصى مستوياته. لكن نقطة التحول جاءت من واشنطن، وتحديدًا من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي استثمر مبكرًا في هذا الملف الحرج. لم تكن الوساطة الأميركية مجرد مبادرة دبلوماسية روتينية، بل تدخلًا مكثفًا اتسم بالسرعة والحسم، شمل اتصالات مباشرة مع القادة في نيودلهي وإسلام آباد، وتفعيل قنوات عسكرية واستخباراتية، مع تقديم حوافز وفرض ضغوط بالتوازي. وخلال ساعات معدودة، نجحت واشنطن في فرض وقف لإطلاق النار دخل حيّز التنفيذ رسميًا، مما شكّل انفراجة فاجأت الكثيرين بحجمها وسرعتها.هذا الانجاز بدا وكأنه لحظة سياسية مدروسة تم توجيهها بما يسمح للطرفين بتقديم إنجازات لجمهورهما الداخلي. ففي باكستان، أعلن رئيس الوزراء شهباز شريف أن بلاده "انتصرت على الهند"، فيما تجنبت الهند الإحراج السياسي والعسكري، خاصة مع تصاعد الضغوط الداخلية على حكومة ناريندرا مودي لعدم الانزلاق في حرب مكلفة، كان يمكن أن تضر بالاقتصاد وتزعزع الاستقرار الداخلي. هكذا، نجحت الإدارة الأميركية في هندسة مخرج سياسي وأمني يحفظ ماء وجه الطرفين، ويمنح كلاً منهما "نقطة انتصار" يمكن توظيفها محليًا.ولكن ما يثير استغراب، كان سماح الصين وروسيا للاعب الاميركي في "اخذ راحته" في ما يمكن اعتباره الملعب الخلفي لهما. ولكن يبدو ان الوساطة الاميركية افادت الصين التي ترتبط بتحالف استراتيجي مع باكستان، وهي ستستفيد مما حصل كونه يعزز مبادرة الحزام والطريق التي تعتبر الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني احد اهم اسسه، اضافة الى التأثير السلبي الذي سيعاني منه تحالف "كواد" الاستراتيجي الذي يضم الهند واميركا واليابان واوستراليا.وعلى خط مواز، قد تجد روسيا هذا التدخل الاميركي لصالحها، نظراً الى العلاقة الجديدة التي باتت تربطها بواشنطن من جهة، ولزيادة "تعلّق" الهند بها من جهة ثانية خاصة من الناحية العسكرية، علماً ان الهند تعتبر من اكبر مستوردي الاسلحة من روسيا. انما على موسكو العمل بجهد للابقاء على العلاقة الوطيدة مع الهند، والا ستخسرها لصالح واشنطن.اضافة الى ذلك، يمكن لروسيا ان تنسج شراكات متنامية مع باكستان، وكانت المواجهات مع الهند ستسبب لها تعقيدات كانت في غنى عنها، فأتى التدخل الأميركي السريع لينقذ موسكو من هذا التورط، ويبقي على توازنها الإقليمي.وبالتالي، لا يمكن النظر إلى تدخل ترامب على أنه مجرّد منع لحرب وشيكة فحسب، بل باعتباره إعادة تثبيت لمكانة الولايات المتحدة كقوة ضامنة في آسيا، وقادرة على صياغة حلول سياسية تراعي توازنات حساسة. لقد قدم هذا التحرك نموذجًا نادرًا في إدارة الأزمات، ونجح في ترسيخ معادلة من التهدئة الذكية والمصالح المشتركة، في وقت بات فيه نفوذ واشنطن في المنطقة موضع شك.ولكن التحدي سيكون في قدرة واشنطن وادارة ترامب على الحفاظ على التوازن في العلاقة بين الجارين اللدودين، لان اي تقدم في العلاقة مع طرف سيجعل الآخر يتجه نحو الابتعاد عن المسار الاميركي وتفضيل مسار مختلف يشعر فيه انه اكثر اهمية وحضوراً.اخاف ترامب الكثيرين بعد انتخابه، وبالفعل، اثار الذعر في صفوف الاوروبيين وحلفائه بعد ان اتخذ قرارات صادمة تتعلق بأوكرانيا وبفرض تعرفة جمركية عالية جداً على حلفائه، كما مطالبتهم بدفع مبالغ مالية لقاء الاستفادة من التقديمات الاميركية، ولكن لا بد من الاعتراف ان الرئيس الاميركي الحالي استطاع بالفعل تحقيق جزء مهم من وعوده، ومنها عدم خوض حروب (على الرغم من الضربات الاميركية التي تم توجيهها للحوثيين في اليمن)، والتوصل الى اتفاقات مع دول كان من الصعب التعامل منها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: اليمن وايران.