أطلقت هيئة الشارقة للمتاحف، الاثنين، في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، الدورة السابعة عشرة من برنامجها السنوي المتخصص «سفراء متاحف الشارقة»، وذلك في إطار التزامها بدعم وتمكين الأجيال الشابة وتعزيز وعيهم الثقافي خلال موسم الصيف.
يقام البرنامج هذا العام على مدار أربعة أيام، يُخصص اليوم الختامي للاحتفاء بجهود المشاركين، وذلك في محطات رئيسية تشمل متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، ومربى الشارقة للأحياء المائية، ومتحف الشارقة للآثار، بمشاركة 20 شاباً وشابة من الفئة العمرية الـ 13 إلى الـ17، من الناطقين باللغة العربية من مختلف أنحاء الدولة.
ويُعد «سفراء متاحف الشارقة» إحدى المبادرات الريادية التي أطلقتها الهيئة لنشر ثقافة الإرشاد المتحفي وتطوير قدرات المشاركين وصقل مهاراتهم في مجالات التواصل والتقديم والإرشاد، إضافة إلى تعزيز انتمائهم للمجتمع الثقافي في الشارقة والإمارات.
كانت المحطة الأولى من البرنامج في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، وعاش المشاركون أولى تجاربهم في عالم المتاحف من خلال جلسة تعريفية حول هيئة الشارقة للمتاحف وبرنامج سفراء متاحف الشارقة. وتعرف اليافعون خلال هذا اليوم على مفهوم المتحف ودوره الحيوي في المجتمع، كما استكشفوا المصطلحات المتحفية الأساسية التي تعد بوابة لفهم عمل المرشد المتحفي والتواصل مع الزوار. ويُخصص جزء من البرنامج في المتحف أيضاً لليوم الرابع، إذ يتدرب المشاركون على تخطيط وتنفيذ الجولات الإرشادية ويطبقون ما تعلموه عملياً، استعداداً لعرض تجاربهم في اليوم الختامي.
تجربة ثرية
في اليوم الثاني ينتقل المشاركون إلى مربى الشارقة للأحياء المائية ليعيشوا تجربة عملية ثرية في بيئة مفعمة بالحياة البحرية. ويكتسب المشاركون مهارات جديدة حول صفات المرشد المتحفي الناجح وأسس بناء العلاقة مع الزوار، ويتجولون بين الأحواض المائية للتعرف معن كثب إلى طرق تقديم المعلومات وتبسيطها للزوار من مختلف الأعمار. كما يتعلمون كيفية التخطيط للجولات الميدانية بمختلف أنواعها، ما يرسخ لديهم الثقة والمرونة في التعامل مع الجمهور.
أما في اليوم الثالث، يزور المشاركون متحف الشارقة للآثار، ويتعرفون إلى عالم التراث والتاريخ من خلال التركيز على التعليم بالمقتنيات. ويتعرف اليافعون إلى تقنيات وصف القطع الأثرية وطرق تصنيفها وتفسيرها، ما يساعدهم على تحويل المقتنيات إلى قصص ملهمة قادرة على جذب اهتمام الزوار وتعزيز تجربة التعلم داخل المتحف.
وفي ختام البرنامج، يعود المشاركون مجدداً إلى متحف الشارقة للحضارة الإسلامية ليقدموا جولات إرشادية للجمهور، مستعرضين حصيلة ما اكتسبوه من مهارات ومعرفة على أرض الواقع، ليحظوا بعد ذلك بتكريم خاص تقديراً لجهودهم وإبداعهم طوال فترة البرنامج. ما يسهم في فتح آفاق مهنية جديدة أمام المشاركين وتأهيلهم لفرص تطوع وتدريب مستقبلية داخل المتاحف والمؤسسات الثقافية.
وأكدت هيئة الشارقة للمتاحف أن اختيار المشاركين جاء وفق معايير محددة تضمن انضمام الشغوفين بالمعرفة والملتزمين بقيم العمل الجماعي والانضباط، مع توفر مهارات تواصل فعالة. وتجدد الهيئة التزامها المستمر بتعزيز قدرات الشباب وتمكينهم من اكتساب الخبرات العملية والمعرفية التي تؤهلهم ليكونوا سفراء للثقافة والإبداع، انطلاقاً من رؤيتها في بناء مجتمع مثقف وواعٍ بدور المتاحف في الحياة العامة.
أخبار متعلقة :