اليوم الجديد

التشخيص عبر الإنترنت.. وهم الشفاء عبر محركات البحث


لم يعد استخدام تطبيق مثل «شات جي بي تي» مقتصراً على طلب المساعدة في الإجابة عن بعض الأسئلة المتعلقة بالمواد الدراسية وعمل البحوث أو الاستفسارات العلمية والاجتماعية والحياتية، بل إنه تحوَّل، بالنسبة للبعض، إلى طبيب يقدم لهم نصائح طبية وبرغم أن النتائج تكون مجرد احتمالات عامة، فإنهم يعتبرونها تشخيصاً دقيقاً، وهو ما يعرضهم للخطر وتفاقم الحالات وهو ما يحتاج إلى حملات توعية مكثفة.
بسبب سهولة الاستخدام، راج للكثيرين الاعتماد على محركات البحث وأدوات الذكاء الاصطناعي في التشخيص والعلاج لبعض الأمراض، بعد تحديد الأعراض بالكتابة وأحياناً التصوير في حالة وجود مرض جلدي أو جرح أو غيره، من الأعراض التي يمكن تصويرها، بعدها يتلقون إجابة تتضمن تشخيصات عامة ولن تكون ذات قيمة طالما لم يتم إجراء الفحوصات الطبية والتحاليل المخبرية لتأكيد التشخيص وتناول العلاج اللازم.
وأكد الدكتور هاني عيد، طبيب بقسم الطوارئ بمستشفى ميدكلينيك، أهمية توعية أفراد المجتمع بمخاطر الاعتماد في التشخيص وتحديد العلاج بالاعتماد فقط على أدوات الذكاء الاصطناعي وذلك لما يمكن أن يشكله من خطورة على صحة وسلامة الفرد، مشيراً إلى أن معظم منصات الذكاء الاصطناعي غير دقيقة ولا يمكن الاعتماد عليها للوصول إلى تشخيص دقيق.
وأضاف أن نصائح أدوات الذكاء الاصطناعي لن تكون ذات قيمة ويجب الرجوع إلى الجهات الصحية التي تستطيع مساعدته في حل مشكلته وتجنب تفاقمها أو حدوث مشاكل أخرى على الصعيد الجسدي والنفسي.
وقال: إنه يجب على أفراد المجتمع الوعي بأن استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال التشخيصي والعلاجي ليس بهذه السهولة التي يتخيلونها أو يعتقدونها، حيث إن معظم البرامج التي يستخدمها العامة مثل (ChatGPT) غير معتمدة طبياً لأنها مجرد محركات بحث، كما أنها تستسقى المعلومة من عدة مصادر طبية.
وأشار الدكتور هاني عيد، إلى أن بعض أدوات الذكاء الاصطناعي المربوطة بالملف الإكتروني للمريض، تساعد الأطباء في الوصول لتشخيص معين أو التنبؤ بمشكلة صحية قد تحدث مستقبلاً بناء على معلومات من ملفه الطبي وفحوصاته المخبرية ووسائل التشخيص الطبية التي تم عملها مسبقاً وتم تسجيلها في ملفه الطبي الإلكتروني.
من جانبها قالت الدكتورة ميادة الحسن، أخصائي طب الأسرة بمركز نازك الطبي، أن رواج لجوء أفراد المجتمع إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحديد التشخيص للحالة المرضية، بناء على معلومات قام بكتابتها، يشكل خطورة على صحة وسلامة الفرد وأيضاً يزعزع الثقة بين المريض وطبيبه ويشكِّل عبئاً إضافياً على الطبيب الذي سيضطر لشرح الآليات التي يعتمد عليها في التشخيص وتحديد العلاج.
وأشارت إلى أن الأعراض التي يتم تقديمها لمنصات الذكاء الاصطناعي تكون أحياناً عامة ومصاحبة لعدد كبير من الأمراض مثل الدوخة أو الخفقان وهو ما يتطلب من الطبيب مراجعة التاريخ المرضي وعمل الفحص السريري والمخبري وأحياناً إجراء الأشعات اللازمة للوصول إلى تشخيص دقيق وتحديد العلاج المناسب وهو ما تمكن منه الطبيب بعد سنوات دراسية طويلة تعلم خلالها العلوم الصحية والطبية والعلاجية والدوائية والخبرة.
وأضافت أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تعتبر سلاحاً ذا حدين يجب استخدامه بحذر وهو ما يجب أن يعي له الأفراد، وذلك لأن الطبيب لا يعتمد في التشخيص على الأعراض فقط، كما أن تحديد الدواء المناسب من حيث الكمية ومدة الاستخدام لا يكون أمراً سهلاً وما يقوم به البعض من الاستفسار عبر الإنترنت عن مدى مناسبة الدواء، يشير إلى جهلهم بالخطوات العلمية التي يطبقها الطبيب لوصف العلاج.

أخبار متعلقة :