نجح فريق بحثي من مستشفى ساوث ويست في مدينة تشونغتشينغ الصينية، في تحقيق اختراق علمي قد يغير حياة الملايين حول العالم. ابتكر الفريق ضمادة طبية متطورة قادرة على شفاء جروح مرضى السكري بسرعة قياسية، وهو ما يمنح الأمل لمن يعانون جروحاً مزمنة تستمر لأشهر وربما سنوات دون أن تلتئم.وأكد الباحثون بقيادة يان كونغ وشينغ مينغ وشياو يي شيه، أن المشكلة تعود إلى معاناة نسبة كبيرة من مرضى السكري من جروح مزمنة لا تلتئم، نتيجة ضعف تكوين الأوعية الدموية الجديدة، وهو عامل أساسي في تأخر الشفاء.وأضافوا أن العلاجات الحالية لهذه الجروح ما زالت غير كافية، إذ يؤثر الخلل في نشاط جينات الخلايا المبطنة للأوعية، خصوصاً الجين المسؤول عن إنتاج بروتين ثروبوسبوندين-1، على قدرة الجسم على تكوين أوعية جديدة، مما يبطئ ترميم الأنسجة.وشهدت السنوات الأخيرة انتشار استخدامات الضمادات الهلامية في المجال الطبي الحيوي، وفي هذا الإطار قدم الباحثين الصينيين دراستهم الحديثة، عن ابتكار أسلوب علاجي يعتمد على دمج جزيئات علاجية دقيقة محملة بالمادة مي آر-221-3 بي داخل حويصلات خارجية صغيرة، ثم إدخالها في ضمادة هلامية مصنوعة من الجيلاتين ميثاكريلويل، بهدف خفض مستوى البروتين المانع للشفاء وتحفيز التئام جروح مرضى السكري.كيف تعمل الضمادة الجديدة؟تعتمد الضمادة على مادة هلامية آمنة، مشبعة بجزيئات علاجية فائقة الدقة.تعمل هذه الجزيئات على تعطيل البروتين المسبب لبطء الالتئام، وفي الوقت نفسه تحفز الخلايا على بناء شبكة جديدة من الأوعية الدموية الدقيقة، لضمان وصول الدم والمغذيات والأكسجين إلى موقع الجرح، مما يسرع نمو الأنسجة السليمة.نتائج مذهلة في التجاربأغلقت الجروح بنسبة وصلت إلى 90% خلال 12 يوماً فقط، في التجارب المخبرية على فئران مصابة بالسكري.كما لاحظ العلماء زيادة واضحة في كثافة الأوعية الدموية الجديدة، وتحسن مرونة الجلد، وعودة مظهره الطبيعي بسرعة.وقال الباحث يان كونغ: «استطعنا إعادة تنشيط الجلد ليشفى حتى في الظروف التي يعجز فيها العلاج التقليدي».أمل جديد للمرضى بعد الابتكار الجديديتوقع الفريق أن تصبح هذه الضمادة خلال الأعوام القادمة علاجاً أساسياً في المستشفيات، إذا أكدت التجارب على البشر النتائج نفسها.كما يرجح الخبراء أن تسهم الضمادة في تقليل حالات البتر وتحسين جودة الحياة لمرضى السكري في مختلف أنحاء العالم.