نشرت وكالة «ناسا» مقطع فيديو جديد مدته 30 ثانية التقطه المسبار «كيريوسيتي»، يكشف عن مشهد مفاجئ، وهو منظر طبيعي يبدو وكأنه صحراء أريزونا، لكنه في الواقع يقع على سطح المريخ.
وتم تصوير اللقطات من السفح السفلي لجبل داخل فوهة غيل على المريخ، وتُظهر البانوراما هضاباً هادئة وقمماً بعيدة تُشكّل الحافة القديمة للفوهة، والتي نُحتت قبل مليارات السنين نتيجة اصطدام هائل.
وسجّل المسبار هذا المنظر أثناء استكشافه لما يُعرف بالوحدة الحاملة للكبريتات، وهي منطقة غنية بالمعادن المالحة التي خلفتها الأنهار والبرك المتبخرة.
وتُعد هذه الرواسب مفتاحاً لفهم العلماء لكيفية تحوّل المريخ من كوكب أكثر رطوبة واعتدالاً إلى ما هو عليه اليوم، صحراء متجمدة وقاحلة.
رحلة المسبار كيريوسيتي
قطع المسبار كيريوسيتي أكثر من 20 ميلاً (نحو 32 كيلومتراً) على سطح المريخ منذ هبوطه في عام 2012، بعد أن قطع 352 مليون ميل في الفضاء منذ إطلاقه في عام 2011.
وخلال رحلته، كشفت عجلاته عن عنصر الكبريت النقي، وهو مادة تُرتبط على الأرض عادةً بعمليات بركانية أو حتى بالحياة الميكروبية، ما أضفى مزيداً من الغموض على احتمالية وجود حياة سابقة على المريخ.
وجهة المسبار القادمة هي منطقة تُعرف باسم «بوكسوورك» (Boxwork)، حيث تتقاطع النتوءات المعدنية على شكل شبكة عنكبوتية تغطي سطح الأرض.
ويعتقد الجيولوجيون أن هذه التكوينات تشكّلت عندما أودعت آخر قطرات الماء على المريخ المعادن داخل شقوق الصخور، ما حفظ دليلاً على آخر العصور التي كان فيها الكوكب قابلاً للحياة.
هل توجد حياة على المريخ؟
من المتوقع أن تستغرق الرحلة إلى منطقة بوكسوورك (Boxwork) حتى أواخر فصل الخريف، إلا أن فريق المهمة يُصرّ على التوقف عند كل موقع لدراسته بالتفصيل.
وبحسب عالمة الكواكب كاثرين أوكونيل كوبر قائلة: «لسنا هنا لنمرّ مرور الكرام على الأشياء المذهلة»، مشددة على أهمية كل محطة على طول الطريق.
ومع كل لقطة للكاميرا، يواصل كيريوسيتي الكشف عن رؤى جديدة ومناظر مدهشة من على بُعد 140 مليون ميل، ليقترب تدريجياً من الإجابة عن السؤال الكبير: هل احتضن كوكب المريخ الحياة في يوم من الأيام؟
0 تعليق