نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مهرجان قرطاج الدولي 2025: فرق فنية شعبية من ثقافات مختلفة تجتمع في سهرة فلكلورية, اليوم الثلاثاء 12 أغسطس 2025 10:15 صباحاً
نشر في باب نات يوم 12 - 08 - 2025
وات - ضمن سهرة "الفلكلور العالمي" المبرمجة في اطار فعاليات الدورة 59 من مهرجان قرطاج الدولي، احتضن المسرح الأثري بقرطاج في سهرة الاثنين 11 أوت عروض عشر فرق فنية شعبية من عدد من الدول الإفريقية والعربية والغربية.
هذا العرض حضره فاضل الجزيري، رغم الغياب، من خلال مداخلاته وتصريحاته الصحفية تم تجميعها في شريط فيديو تم بثه في بداية السهرة.
عرض "الفلكلور العالمي"، شهد مشاركة فرق موسيقية و أخرى راقصة من تونس والجزائر وليبيا وفلسطين ومصر والعراق والسنغال وبوركينا فاسو وصربيا والهند.
ويتنزل هذا العرض في إطار التبادل الثقافي بين تونس ومختلف الدول المشاركة، ويعبر مصطلح "الفلكلور" عن الموروث الثقافي الشعبي من فنون وغيرها من التعبيرات الثقافية، حتى أنه يعد روح الهوية الثقافية للشعوب، وعلى هذا الأساس جمع هذا الحفل فرقا شعبية للتعريف بثقافات بلدانها وتاريخها الفني.
وقد استهلت السهرة مع مجموعة Rythm connection من السنغال التي قام عرضها على الموسيقى والغناء، فانطلق المغني من الفن الشعبي ليناشد الحرية والسلام لكل أطفال العالم وخاصة أطفال فلسطين المحتلة وهو ما عبر عنه في خطابه ومن خلال كلمات أغانيه.
ورغم أن السهرة انطلقت بنسق عال نسبيا كان فيه الركح فضاء للحرية من خلال الكلمة والحركة وعادت بالجمهور التونسي إلى أصوله الإفريقية، إلا أن بقية السهرة تواصلت بنسق بطيء في بعض مشاهد العرض، حضر فيه الفن الشعبي على مستوى الحركة وغابت روحه، فالفنون الشعبية وُلدت من رحم معاناة الشعوب ومعيشهم اليومي وأصالتهم لتروي قصصهم وتخلد ذكراهم عن طريق الفن، ولكن عرض "الفلكلور" في أغلبه اكتفى بنقل مجموعة من الحركات الراقصة التي تحاكي الأبصار ولا تنبش في الهوية والذاكرة.
وبالإضافة للعرض السنغالي، مثل العرض الفلكلوري لفرقة "نازونكي" من بوركينا فاسو أحد نقاط قوة هذه السهرة، فقد جسد أعضاء الفرقة من خلال ملابسهم وحركاتهم وأصواتهم والآلات الموسيقية الخاصة بهم ومختلف تفاصيل عرضهم ملحمة فنية تسرد نضال شعب من أجل الانعتاق والتحرر من الاستعمار ورفع راية الوطن.
وقد شاركت في عروض هذه السهرة عدد من الفرق الشعبية العربية، التي ركزت خاصة على الرقص الشعبي بدرجة أولى والغناء بدرجة ثانية، وهي الفرقة الوطنية للفنون الشعبية بليبيا وقد قدمت لوحتين راقصتين الأولى من موروث "الطوارق" الذي ظهر على مستوى اللباس والحركة، والثانية من الموروث القبائلي الليبي الذي يمتاز ب"العروشية" فكانت اللوحة تروي قصة حب بين فتاة وشاب من "عرشين" مختلفين.
أما الفرقة العربية الثانية وهي، الفرقة القومية للفنون الشعبية بمصر فقد قدمت ثلاثة نماذج لفن شعبي من محافظات مصرية مختلفة فحضر رقص "الموالد" و رقص "الصعيد المصري" واللباس التقليدي للرقص عند الرجال والنساء، أما فرقة تيفاست للفنون الشعبية الجزائرية فقد قدمت عرضا غنائيا فرجويا، في حين قدمت فرقة الأزياء العراقية عرض أزياء يجمع بين الرقص والغناء مع الترويج للملابس التقليدية العراقية.
وقد أجمع عدد من الحاضرين من بينهم جمهور وصحفيين على أن العرض التونسي الذي قدمته "طوائف غبنتن" كان الأضعف من بين العروض المقدمة والأقل تنظيما وحتى على مستوى الوقت لم يتجاوز بضع دقائق من الزمن، وقد تم اختيار "طوائف غبنتن" لتمثيل تونس في هذه السهرة انطلاقا من إدراج ملفها في موفى سنة 2024 على قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، تحت عنوان "فنون العرض لدى طوائف غبنتن"، وقد غابت هذه الفنون على مسرح قرطاج الأثري ولم يحضر سوى عدد من الرجال بأصوات بالكاد يسمع الجمهور كلمات أغانيهم.
واكتشف الجمهور خلال هذه السهرة، بعض خصوصيات الرقص الشعبي والغناء لدى فئة من الشعب الهندي وتحديدا النمط الراجاستاني أو الراجاهستاني الوافد من شمال الهند والذي يعبر عن الموروث الثقافي لتلك المنطقة التي تشتهر بالعديد من الفنون الشعبية، وقد تم خلال العرض أداء بعض الأغاني مرفوقة برقصات شهيرة من المنطقة من بينها رقصة البهافاي Bhavai المعروفة بأدائها أثناء حمل عدد من الجرار الفخارية على الرؤوس، ورقصة Ghoomar التي تقوم على الحركات الدورانية وتؤدى في الاحتفالات.
أما فرقة المعهد الوطني ببلغراد، فقد قدمت مجموعة من اللوحات الراقصة التي تجسد رقصات شعبية صربية، وتشترك هذه الرقصات على مستوى الحركة، في جانب كبير منها مع "الدبكة" الشامية سواء على مستوى حركة الرجال أو النساء، وقد مثل العرض فرصة للتعريف بالملابس التقليدية الصربية من خلال ارتداء مختلف الراقصين لأزياء تقليدية.
واختتمت سهرة "الفلكلور" مع فرقة الكوفية للفنون الشعبية الفلسطينية التي قدمت من خلال عرضها الراقص، للجمهور رسالة مفادها أن الثقافة والهوية الفلسطينية صامدة وخالدة ولم يتمكن الاحتلال الصهيوني من طمسها.
.
أخبار متعلقة :