مستقبل الهدنة في غزة: مصر وقطر تتمسكان بمواصلة الجهود وتحذران من الفرقة بين الأشقاء

صوت الامة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

 

شح الوقود أصبح بمثابة الشبح الأكبر الذي يواجه قطاع غزة، وبات العمل على وشك التوقف بالمستشفيات، في الوقت الذي تواصل فيه حكومة الاحتلال تعنتها تجاه تمرير المساعدات الإنسانية من جانب ومواصلة القصف.

 

وتتواصل الغارات الجوية على القطاع مؤدية إلى استشهاد نحو 66 فلسطينيا منذ فجر أمس، بينهم نحو 20 مواطنا بمجزرة جديدة ارتكبها جيش الاحتلال بقصفه مدرسة الكرامة التي تؤوي نازحين في مخيم البريج وسط القطاع.

 

وبحسب مصادر طبية، سقط 32 شهيدا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر اليوم، بينما وصل عدد الشهداء في مدرسة الكرامة إلى 16 شهيدا، وذلك بعدما شنت عليها قوات الاحتلال غارتين منفصلتين، من بينهم صحفي فلسطيني، كما استشهدت فلسطينية في قصف مسيّرة إسرائيلية محيط سوق الجمعة بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة.

 

وفي الوقت الذي تواصل فيه قوات الاحتلال غاراتها الوحشية، تواصل مصر وقطر جهودهما للتوصل إلى اتفاق من شأنه وقف إطلاق النار

 

وفي هذا الاطار، أكدت جمهورية مصر العربية ودولة قطر، أن جهودهما في ملف الوساطة مستمرة ومتسقة، وتستند إلى رؤية موحدة تهدف إلى إنهاء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة في قطاع غزة، وتخفيف معاناة المدنيين عبر تهيئة الظروف الملائمة للوصول إلى تهدئة شاملة.

 

وشددت الدولتان، على أن محاولات بث الفرقة بين الأشقاء، عبر التشكيك أو التحريف أو التصعيد الإعلامي، لن تنجح، ولن تثنيهما عن مواصلة العمل المشترك لإنهاء هذه الحرب والكارثة الإنسانية التي خلفتها.

 

وأكدت قطر ومصر أنهما لن تنجرا إلى أي سياقات داخلية أو حسابات جانبية لا تخدم مصلحة الشعب الفلسطيني الشقيق، وتجدّدان التزامهما الكامل بالعمل في إطار واضح يركّز على رفع المعاناة وتثبيت التهدئة وصولاً إلى حل دائم.

 

 

كما أكدت الدولتان أن جهودهما تنسق عن كثب مع، الولايات المتحدة الأمريكية، في سبيل التوصل إلى اتفاق يضع حداً للمأساة الإنسانية ويضمن حماية المدنيين.

 

وعلى الصعيد الإنساني، أعلنت الأمم المتحدة أنه لم تعد هناك من المساعدات في غزة لتوزيعها، وذكرت الأمم المتحدة أن عملية الإغاثة "مُختنقة بسبب إغلاق" المعابر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، فيما أفاد العاملون في المجال الإنساني على الأرض أن الناس ينبشون القمامة، محاولين العثور على شيء صالح للأكل

 

وقال يانس لاركيه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن الفريق الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والذي يضم حوالي 15 وكالة أممية و200 منظمة غير حكومية، قد تلقى إفادة شفهية بشأن الخطة الإسرائيلية المقترحة لإغلاق نظام المساعدات الحالي، وتوصيل الإمدادات عبر محاور إسرائيلية بشروط يضعها الجيش الإسرائيلي.

 

ومن جانبها، قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية الدكتورة مارجريت هاريس إنه منذ بداية عام 2025، تم الإبلاغ عن إصابة ما يقرب من عشرة آلاف طفل في غزة بسوء التغذية الحاد الشامل، بما في ذلك 1397 يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم تم إدخالهم لتلقي العلاج في العيادات الخارجية والداخلية.

 

وقالت المتحدثة باسم الصحة العالمية: "نرى أيضا الكثير من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم مع مضاعفات طبية، وبمجرد الوصول إلى هذه المرحلة دون علاج، فإنهم سيموتون".

 

وأضافت المتحدثة الاممية أن ثلاثة من أصل أربعة مراكز لعلاج سوء التغذية الحاد الوخيم في غزة تعمل، ولكن عدد حالات الأطفال الذين يأتون إلى تلك المستشفيات لتلقي العلاج أقل من المتوقع وعزت ذلك إلى عدم قدرتهم على الوصول إلى المراكز، مضيفة أن "واحدا من كل خمسة أطفال لا يكمل علاجه، وعادة ما يكون ذلك بسبب الإخلاء أو النزوح أو الوضع الفوضوي الذي يعيشون فيه".

 

كما أعربت الدكتورة هاريس عن قلقها إزاء ارتفاع حالات الإسهال المائي الحاد. وقالت إذا أصيب طفل "على حافة المجاعة بالفعل" بالإسهال، "فإن ذلك سيقتله، وبسبب نقص البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، فإننا نشهد إسهالا مائيا حادا في كل مكان".

 

وتواصل عائلات الرهائن ضغوطها على حكومة بنيامين نتنياهو للرضوخ إلى مطالب وقف إطلاق النار في سبيل تحرير ذويهم المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينية، حيث كشفت هيئة عائلات الأسرى أن عدد المختطفين الأحياء وفقا لمعلومات من جهات رسمية هو 24، مطالبة الحكومة بأن تكشف فورا أي معلومات تخفيها.

 

وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد إن هناك في إسرائيل من يبلّغ الأمريكيين بعدد الرهائن الأحياء والقتلى، معربا عن أمله ألا يكون ذلك من داخل الحكومة في محاولة لتقليل عدد المختطفين الأحياء.

 

ولم يقتصر الجدل في الداخل الإسرائيلي على مسألة الرهائن، حيث تبقى مسألة تجنيد الحريديم محل جدل كبير، حيث أعلنت أحزاب الحريديم مقاطعة التصويت على مشاريع القوانين في الكنيست، احتجاجا على تأخير سن قانون يعفيهم من الخدمة العسكرية.

 

وعلى صعيد القضية الفلسطينية، طالب نواب وأعضاء بمجلس اللوردات عن حزب المحافظين في رسالة لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر  بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.

 

وفي الضفة الغربية ، اقتحم مستوطنون، اليوم الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلى.

 

وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" أن المستوطنين اقتحموا باحات المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية، بحماية قوات الاحتلال.

 

وأشارت الوكالة إلى أن من بين المقتحمين حاخاما متطرفاً يدعى "شمشون ألبويم"، والذي يرأس منظمة تدعو لهدم المسجد الأقصى لبناء الهيكل المزعوم، كما فرضت شرطة الاحتلال الإسرائيلي قيودا مشددة على دخول المصلين للأقصى، واحتجزت هويات بعضهم عند بوابات المسجد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق