نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي: السيد لياو ليتشيانج سفير الصين بالقاهرة يكتب للجمهورية اون لاين: إضاءة الطريق المستقيم بالنمط الجديد من الحضارة البشرية, اليوم الخميس 1 مايو 2025 02:38 مساءً على هذه الخلفية، يتساءل الأصدقاء المصرون، هل ستنجح الصين في مواجهة هذه التحديات؟ ما هو مستقبل التعاون الصيني المصري؟ دعني أجيب على هذه الأسئلة: يتقدم تيار العالم والتاريخ إلى الأمام بشكل لا يُقاوم، وستواجه الصين عوامل عدم اليقين الناجمة عن التغيرات الحادة للبيئة الخارجية بعناصر الاستقرار الناتجة عن تنميتها عالية الجودة، وتضيء الطريق المستقيم للبشرية بنمط جديد من الحضارة البشرية الناتجة عن التحديث الصيني النمط. بهذه المناسبة، أود أن أشرح ذلك من خلال ثلاث كلمات مفتاحية. الكلمة المفتاحية الأولى: الثقة في عام 2024، بقيادة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها الرفيق شي جين بينغ، صمد الاقتصاد الصيني أمام الصعوبات، وحقق نموا بنسبة 5%، أي ما يعادل 900 مليار دولار، مما حافظ على مساهمتها لنمو الاقتصاد العالمي البالغ 30%، الأمر الذي يُبقيها كمحرك رئيسي لنمو اقتصاد العالم. في الربع الأول من هذا العام، بلغ معدل النمو للناتج المحلي الإجمالي الصيني 5.4% على أساس سنوي، ما يحتل مرتبة متقدمة على مستوى العالم. وتتميز الصين اليوم بصناعات كبيرة الحجم ومتكاملة الأصناف، ويزداد طابع التجمع الصناعي والقدرة الكبيرة على التكامل الصناعي، وقد أصبحت الصين "الحلقة المفصلية" في سلاسل الصناعة والإمداد العالمية. وتمتلك الصين اليوم المنظومة الصناعية الأكثر اكتمالا في العالم، وسيناريوهات التطبيق الأكثر تنوعا، وفرق المهندسين الأكبر، حيث تساهم الابتكارات التكنولوجية المكثفة في تجديد معارف الناس باستمرار، وإعادة صياغة خريطة التكنولوجيا العالمية. كما تمتلك الصين اليوم طبقة متوسطة الدخل الأكبر في العالم، وتتسارع فيها عملية التحضّر لما يقارب من 300 مليون شخص من الأرياف. في الوقت الذي يتجاوز فيه نصيب الفرد للناتج المحلي الإجمالي الصيني 13 ألف دولار، تحمل تطلعات الشعب البالغ عدده 1.4 مليار نسمة لحياة أفضل إمكانيات هائلة للنمو. وتتمكن الصين اليوم، بفضل القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني، من حشد قوة الجميع لمواجهة التحديات الحالية، وتركيز الجهود على تنمية نفسها، ولديها الشجاعة والثقة والقدرة الكافية على تحقيق أهداف التنمية المحددة، مهما كانت الصعوبات والمخاطر. الكلمة المفتاحية الثانية: الفرصتؤمن الصين بأهمية تنمية نفسها والعالم كله عن طريق الانفتاح. وستفتح الصين أبوابها للعالم بشكل أكبر فأكبر، رغم تصاعد نزعة الحمائية. اليوم، قد أصبحت الصين الشريك التجاري الرئيسي لأكثر من 150 دولة ومنطقة، ووقعت 23 اتفاقية التجارة الحرة مع 30 دولة ومنطقة. ونعمل على توسيع الانفتاح المؤسسي بخطوات متزنة، ونسعى إلى تهيئة بيئة الأعمال من الدرجة الأولى عالميا التي تقوم على قواعد السوق وسيادة القانون، وخلق بيئة سياسية شفافة ومستقرة وقابلة للتنبؤ، مما يجعل الصين "واحة الاستقرار وأرضا ساخنة للاستثمار ومزاولة الأعمال" في وجهة نظر كافة الأطراف. كما تعمل الصين على استكشاف الإمكانيات الكامنة للاستيراد، وتحويل سوقها الضخم إلى السوق المشترك للعالم. من التعاون في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية إلى إقامة منصات التعاون الدولي مثل معرض الصين الدولي للاستيراد ومعرض كانتون ومعرض تجارة الخدمات ومعرض التجارة الرقمية ومعرض المنتجات الاستهلاكية ومعرض سلاسل التوريد، ومن تعزيز علامة "الاستثمار في الصين" وإطلاق فعاليات "التسوق في الصين" إلى توسيع "دائرة الإعفاء من التأشيرة" والإقبال الكبير على "السفر إلى الصين"، يعكس كل هذه السلع العامة الدولية المرحب بها وقصص التواصل الودي الناجحة رغبة الصين الصادقة في فتح أسواقها ومشاركة أرباح التنمية. كما قاله الرئيس شي جين بينغ إن السير مع الصين يعني السير مع الفرص، والثقة بالصين يعني الثقة بالغد، والاستثمار في الصين يعني الاستثمار للمستقبل. الكلمة المفتاحية الثالثة: التضامنيحمل النمط الجديد من الحضارة البشرية الذي خلقه التحديث الصيني النمط رؤية عالمية فريدة، ويسعى إلى تحقيق انسجام العالم، بدلا من اللعبة الصفرية. وظلت الصين تربط مستقبلها بمستقبل شعوب العالم بشكل وثيق، وتسعى للتفاعل مع العالم بشكل إيجابي لتحقيق التنمية المشتركة. وتصدت الصين بحزم للتنمر الجمركي، وذلك لا يهدف إلى الدفاع عن حقوقها ومصالحها المشروعة فحسب، بل من أجل حماية المصالح المشتركة للمجتمع الدولي، بما في ذلك الدول النامية، ومن أجل الدفاع عن العدالة والإنصاف الدوليين. ويعكس خيار الصين وردودها الدلالة العالمية للتحديث الصيني النمط، والمعنى الحقيقي لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. ويصادف هذا العام الذكرى الـ80 لتأسيس الأمم المتحدة، والذكرى الـ80 لانتصار شعوب العالم في الحرب ضد الفاشية. لقد علّمنا التاريخ أن البشرية لا تستطيع تحقيق مستقبل أفضل إلا من خلال التضامن بين كافة الدول. لا يمكن للقارب الصغير أن يصمد أمام العواصف العاتية، بينما تستطيع سفينة الصداقة والتضامن أن تصل إلى مقصدها بشكل سليم. وظلت الصين تقف بحزم إلى الجانب الصحيح من التاريخ، وتحرص على التعاون مع الدول ذات الرؤية المشتركة، للدفاع عن التعددية وتعزيز التعاون والكسب المشترك، وعدم السماح بالعودة إلى عالم يسوده قانون الغابة.خلاصة القول، تعد "الثقة والفرص والتضامن" الرسائل التي أود إيصالها إلى الأصدقاء في مصر والعالم العربي. وبفضل التوجيه الاستراتيجي للرئيس شي جين بينغ والرئيس عبد الفتاح السيسي، تمر العلاقات الصينية المصرية بأفضل مراحلها في التاريخ، حيث تبقى الصين كأكبر شريك تجاري لمصر لمدة 13 عاما متتاليا، وبلغ حجم التجارة الثنائية 17.4 مليار دولار في العام الماضي، بزيادة 10% على أساس سنوي. كما تُعد الصين من أكثر المستثمرين في مصر وأسرعهم نموا، وفقا لإحصاءات الجانب المصري، بلغ إجمالي الاستثمارات الصينية في مصر 9 مليارات دولار لغاية نهاية السنة المالية 2023/2024، وتُسجل في مصر أكثر من 2000 شركة بالاستثمار الصيني جزئيا أو كليا، الأمر الذي يعكس دعم الصين القوي لعملية التصنيع في مصر. منذ مطلع هذا العام، شهد البلدان التبادلات على مختلف المستويات، حيث أُقيم مراسم وضع حجر الأساس لعدة المشاريع الصينية في مصر، وتم استخدام القروض بالعملة الصينية للمرة الأولى في منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، ويزداد عدد السيارات الصينية في شوارع مصر، وأجرى البلدان التدريبات المشتركة للسلاح الجوي تحت شعار "صقور الحضارة"... كما حقق الجانبان الصيني والعربي إنجازات مثمرة في كافة المجالات، ويعملان بقصارى الجهد على بناء "معادلات التعاون الخمس" المطروحة من قبل الرئيس شي جين بينغ. في الآونة الأخيرة، تبنى مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية قرارا خاصا حول تطوير العلاقات مع الصين للمرة الـ45، الأمر الذي يعكس بوضوح عزيمة الدول العربية على تطوير علاقاتها مع الصين، واهتمامها البالغ بتحضير القمة الصينية العربية الثانية. ونحن على استعداد للعمل سويا مع مصر وغيرها من الدول العربية في الطريق نحو الحداثة وبناء "الحزام والطريق"، وتحويل التحديات الناجمة عن التوترات التجارية العالمية إلى فرص جديدة لتعميق التعاون وتحقيق التنمية المشتركة، والدفع بإقامة المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك والمجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، سعيا لتحقيق التقدم المشترك للبشرية والتنمية الأفضل في العالم. يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل