فقد الإعلام السعودي، واحدًا من روَّاده البارزين، فقد غيَّب الموت يوم أمس الأول الجمعة، الأستاذ أسامة أحمد السباعي، صاحب العطاء الإعلاميِّ الكبير، والذي قدَّم للصحافة السعوديَّة الكثير من الإسهامات المتميِّزة، وكان له الفضل في دعم وتشجيع الكثير من الأسماء الصحفيَّة التي باتت اليوم أسماء بارزة في عالم الصحافة، فقد كان الراحل -يرحمه الله- معروفًا بتشجيعه للشباب الموهوبين، وكان يدعمهم ويمنحهم الفرص التي تساعدهم على الانطلاق، كما يشهد له كل من عرفه بأخلاقه العالية الرفيعة، وتواضعه، وقد رحل وترك خلفه سيرةً طيبةً، وعطاءً مميَّزًا سيبقى مسجَّلًا باسمه في تاريخ الإعلام السعوديِّ.. وقد عبَّر العديد من الإعلاميِّين عن بالغ حزنهم على فقيد الإعلام الأستاذ أسامة السباعي، واصفين رحيله بالخسارة الكبيرة، ومؤكِّدين أنَّ إرثه الكبير من إبداعاته الإعلاميَّة ستبقى شاهدة على ما قدَّمه من ثراء صحافيٍّ. فقدنا قامةً إعلاميَّة بارزة أعرب الدكتور عبدالله صادق دحلان، رئيس مجلس الأمناء بجامعة الأعمال والتكنولوجيا، عن عميق حزنه لوفاة الأستاذ أسامة السباعي، قائلًا: «فقدنا قامةً إعلاميَّةً بارزةً، ومسيرته حافلة بالعطاء والتميُّز. وفاته خسارة كبيرة لنا جميعًا، وقد ترك أثرًا لا يُنسى في تطوير الإعلام والصحافة في المملكة.. نتقدَّم بخالص العزاء والمواساة إلى أسرته وذويه، سائلين الله أنْ يتغمَّده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته». ابن بيت علم وثقافة متأصِّلة وقال الأديب الدكتور عبدالله الغذَّامي: «رحم الله الأستاذ أسامة السباعي، وغفر له، صحفي وابن بيت علم وثقافة متأصِّلة، وظلَّ وفيًّا للمعنى الثقافيِّ في كل فعله مع الصحافة». قمة في أخلاقه وعلمه ورثى الدكتور عبدالإله ساعاتي (عضو مجلس الشورى الأسبق) الرَّاحل بقوله: «اللَّهم ارحم واغفر لعبدك أسامة السباعي، وأدخله في شآبيب رحمتك وغفرانك. كان الأستاذ أسامة قمَّة في أخلاقه وعلمه ودوره في خدمة وطنه بإخلاص وتفانٍ كبيرين، وترك -بالتأكيد- بصماته الرَّائدة وذكراه العطرة. اللَّهم ألهم ذويه الصبر والسلوان». عُرف بشغفه بالصحافة ويقول الإعلامي محمد التونسي: «الرَّاحل الأستاذ أسامة السباعي شغل عددًا من المواقع المهمَّة في الصحافة، من بينها رئيس تحرير صحيفة «المدينة»، ومجلة «اقرأ»، وترك بصماتٍ واضحةً في حقل الإعلام المقروء في المملكة. أنا أحتفظُ للفقيد السباعي بالعديد من المواقف الداعمة لي منذ بداياتي الصحفيَّة، ولسنوات لاحقة، إذ حظيتُ بمتابعته واهتمامه في عدد من المحطَّات التي مررتُ بها في الإعلام، وأثناء دراستي الماجستير في الولايات المتحدة، كان السباعي من أوائل الذين تلقوا علوم الإعلام في الولايات المتحدة التي حصل فيها على الماجستير في الصحافة، وعمل بعد عودته محاضرًا في الجامعة، إلى جانب عمله في الإعلام، وقد عُرف بشغفه بالصحافة في شبابه المبكِّر، متأثِّرًا بوالده شيخ الصحافيِّين الأديب القاص أحمد السباعي ـرحمه الله-.. خالص العزاء لأبنائه المهندس ياسر، المهندس أحمد، الدكتورة ميساء طبيبة أسنان، الدكتورة ميسون أستاذة الإعلام في جامعة الملك عبدالعزيز، ولشقيقه الدكتور زهير، ولكافَّة أفراد أسرته وتلامذته ومحبِّيه». ماجستير الصحافة - أسامة أحمد السباعي. - من مواليد مكَّة المكرَّمة. - أحد روَّاد الصحافة السعوديَّة. - متزوِّج من الدكتورة هنية محمود السباعي، وله 4 من الأبناء هم: المهندس ياسر، والمهندس أحمد، والدكتورة ميسون (دكتوراة إعلام بكليَّة الاتِّصال والإعلام جامعة الملك عبدالعزيز)، والدكتورة ميساء (طبية أسنان -كلية طب الأسنان- مستشفى الأسنان الجامعي)، وشقيقه الدكتور زهير. - حصل على ماجستير الصحافة من أمريكا. - تقلَّد العديد من المناصب خلال مشواره مع الإعلام، منها رئاسة تحرير صحيفة «المدينة»، ومجلة «اقرأ». - عمل محاضرًا في قسم الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز. - كان عضوًا بمجلس إدارة مؤسَّسة مطوِّفي حجَّاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا. - تأثَّر كثيرًا بوالده الرَّاحل أحمد السباعي رائد الصحافة، والأديب البارز، وكان يطالب بتخصيص جائزة سنويَّة تحمل اسم والده. - له الكثير من الآراء الإعلاميَّة المتميِّزة، وكان يؤكِّد على أنَّ الصحافة الورقيَّة سوف تبقى، ولن تموت. اليوم ثاني أيَّام العزاء تمَّت الصلاة على الفقيد الأستاذ أسامة السباعي في المسجد الحرام فجر أمس السبت، ودُفن في مكَّة المكرَّمة، وبدأ استقبال العزاء منذ أمس، ولمدة 3 أيام في مسجد النقاء حي النعيم بجدَّة (للرجال)، وفي منزله بجدَّة (للسيدات). رحم الله الأستاذ السباعي، وأسكنه فسيح جناته. و»المدينة» تقدِّم خالص تعازيها لأبنائه الكرام، وشقيقه الدكتور زهير. محمد التونسي: له بصمات واضحة في حقل الإعلام المقروء عبدالله دحلان: ترك أثرًا لا يُنسى في تطوير الإعلام والصحافة في المملكة عبَّر الإعلامي الدكتور فهد الشريف، عن بالغ حزنه على رحيل الأستاذ أسامة السباعي، وقال: «رحم الله أبا ياسر الأستاذ القدير أسامة السباعي، كان خبرًا مؤلمًا عندما سمعتُ بوفاته؛ لمكانته في نفسي، ولدى كثير من جيلنا الإعلاميِّ الذين عملوا معه إبِّان رئاسته لصحيفة «المدينة» الغراء منذ أوائل التسعينيَّات الميلاديَّة، وإلى أواخرها، وكانت فترة صحفيَّة ناجحة للمدينة، ومرحلة تحوُّل كبير شهدته صفحاتها في التنوُّع الصحفيِّ، والتميُّز في التناول الإعلاميِّ لقضايا عدَّة، لا تزال ساكنة في ذاكرة الزُّملاء الصحفيِّين في الصحيفة، ولدى آخرين ممَّن عاصر هذه الحقبة في الصحف المحليَّة». وأضاف الدكتور فهد الشريف: «تميَّز أبو ياسر عن غيره من رؤساء التحرير في مهنيَّته الإعلاميَّة التي جمعت بين الممارسة والدراسة، حيث عمل منذ صغره مع والده الأديب الكبير أحمد السباعي شيخ الصحفيِّين السعوديِّين، كذلك كان الأستاذ أسامة السباعي من أوائل الذين التحقوا بأقسام الصحافة في جامعة القاهرة بمصر، وعمل عضوًا في هيئة التدريس في قسم الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز، يُدرِّس فن الخبر الصحفيِّ، وغير ذلك من المواد المتَّصلة بالعمل الصحافيِّ والإعلاميِّ، وشغل وظائف عدَّة في مجال العمل الإعلاميِّ بوزارة الإعلام. عرفتُ فيه شجاعةُ في بيان الحقيقة للآخرين؛ ممَّا جعله ينشر تحقيقات صحفيَّة قويَّة، ربما لا ينشرها غيره، التزم بمدرسة خاصَّة في الاتِّزان بالطرح، والموضوعيَّة في التناول، والمصداقيَّة في النشر، كثيرًا ما كان يطالبنا بنشر آراء الأطراف، ووجهات نظرهم المختلفة أمام قرَّاء الصحيفة. استفدتُ منه كثيرًا في ميدان العمل الصحفيِّ، وكلَّفني بالعديد من المهمَّات الصحفيَّة في بداياتي منذ كنتُ طالبًا في الجامعة، وهذا منهجه في دعم الشباب الجُدد في الصحافة، وتمكينهم بالعمل والمسؤوليَّة.. رحم الله أستاذنا القدير أبا ياسر، وغفر له، وأسكنه الجنة، وجزاه الله عنَّا كل خير، وأنْ يكون في ميزان حسناته. وعزائي للأسرة الإعلاميَّة، ولكافَّة تلاميذه وأصدقائه، وإلى أسرته وأبنائه البررة: ياسر، أحمد، ميساء، ميسون». فهد الشريف: عرفتُ فيه شجاعةً في بيان الحقيقة للآخرين
أخبار متعلقة :