نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحج بتصريح.. نظام يحفظ الأرواح ويعظم الشعائر, اليوم الأحد 11 مايو 2025 11:22 مساءً
نشر بوساطة محمد عبد الله المارم في الوطن يوم 11 - 05 - 2025
الحج ركن من أركان الإسلام، وشعيرة عظيمة يؤديها المسلم في وقت ومكان محددين، كما قال تعالى: «وأذِّن في الناس بالحج يأتوك رجالاً وعلى كل ضامر يأتين من كل فجٍّ عميق» -الحج:27، وهي شعيرة تُقام على مدار أيام معدودات، تحتشد فيها الملايين في بقعة جغرافية محدودة لأداء مناسك عظيمة.
منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وحتى اليوم، أولت المملكة العربية السعودية هذه الشعيرة الجليلة عناية استثنائية، فبذلت الغالي والنفيس، واستثمرت مليارات الريالات، وسخّرت آلاف الكوادر في مختلف القطاعات، لتوفير بيئة آمنة ومريحة لضيوف الرحمن.
ولأن الحج من أعظم مظاهر الحشود البشرية، فإن إدارته تتطلب دقة فائقة وخططًا استباقية تعتمد على أرقام واضحة، وتصاريح منظمة، وتقنيات متقدمة، ومع التوسع في خدمات الحج، خصوصًا في المجالات الطبية واللوجستية والتقنية، ازداد الإقبال على هذه الفريضة بشكل لافت، مما استوجب مزيدًا من التنظيم لضمان سلامة الجميع.
ورغم كل هذه الجهود، لا يزال البعض يظن أن الحج يمكن أن يتم بالعاطفة أو التساهل، بل وربما بالتسلل دون تصريح، وكأن الأمر قرار فردي لا يترتب عليه أثر، وهذا تصور خاطئ، لأن تجاوز الأنظمة لا يعرض الفرد للخطر فقط، بل يربك جهود التخطيط والتفويج، ويُجهد الموارد، ويُعرض أرواح الحجيج جميعًا للخطر.
الحج بلا تصريح ليس فقط مخالفة نظامية، بل هو تعدٍ صريح على حقوق الآخرين، وعلى ترتيبات وُضعت بدقة متناهية، فكل حاج يُحسب ضمن خطة محكمة لتوزيع الخدمات والإسكان والنقل والطوارئ، تجاوز الأعداد المسموح بها يجعل من إدارة الحشود تحديًا خطيرًا، ويُحوّل موسمًا روحيًا عظيمًا إلى أزمة محتملة، لا قدر الله.
أثبتت المملكة ريادتها العالمية في إدارة الحشود، إذ تُدرّس تجربتها في الجامعات ومراكز التدريب الدولية، يُفوج الحجاج بدقة، وتُدار حركتهم بين المشاعر وفق جداول زمنية وهندسية مدروسة، تراقبها مراكز تحكم على مدار الساعة، آلاف الحافلات تسير في مسارات مخصصة، وأنظمة الطوارئ والتبريد والإسعاف تعمل بتناغم احترافي نادر.
احترام النظام ليس مجرد التزام إداري، بل هو تعظيم لشعائر الله، كما في قوله تعالى: «ذلك ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب» -الحج:32، فالفوضى ليست من الدين، ولا من التقوى، ولا من المسؤولية.
من هنا، ينبغي أن نرسّخ وعيًا مجتمعيًا بأن التصريح للحج ليس ورقة شكلية، بل مفتاح لحج آمن، يحمي الأرواح، ويصون الشعائر، ويجعل من كل حاجّ شاهدًا على عظمة التنظيم، وكرامة الضيافة، وعدالة التوزيع.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
أخبار متعلقة :