نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
السياحة السعودية والترند العالمي.., اليوم الخميس 5 ديسمبر 2024 01:25 صباحاً
نشر بوساطة نجيب يماني في عكاظ يوم 05 - 12 - 2024
أكد تقرير منظمة الأمم المتحدة للسياحة تصدّر السعودية دول مجموعة العشرين في نسبة نمو عدد السياح الدوليين في الأشهر السبعة الأولى من 2024، مما أدى بصندوق النقد الدولي في تقريره الصادر الشهر الفارط إلى الإشادة بالقفزات الكبيرة وغير المسبوقة التي حققها قطاع السياحة في المملكة في إطار رؤية المملكة القديرة، التي قادت الجهود المبذولة لتنويع القاعدة الاقتصادية في قطاع الخدمات، الذي برز فيه قطاع السياحة كأهم القطاعات، حيث سجل القطاع أعلى مستوى في عدد الزوار والإنفاق، وخلق فرص العمل والإسهام في الناتج المحلي الإجمالي، مما يعكس تعافي الاقتصاد السعودي، حيث إن الأنشطة غير النفطية تسهم بدور محوري في تعزيز النمو الاقتصادي.
ولعل الأداء الإيجابي لقطاع السياحة كان أحد أسباب هذا التعافي بجانب الترفيه والخدمات الأخرى التي تقوم بها المملكة، على خطى رؤيتها الطموحة تم تخصيص ما يقارب من 100 مليون دولار في عام 2024م؛ لتنمية المهارات وتدريب مرشدين سياحيين ليكتسبوا معرفة عميقة بتاريخ هذه الأرض الممتدة إلى ما قبل العصر البرونزي، حسب ما أعلنته الهيئة الملكية لمحافظة العلا عند اكتشافها قرية أثرية في واحة خيبر.
المملكة لعبت دوراً محورياً في قيادة تطوير السياحة العالمية المسؤولة والمستدامة وتطويرها وتشجيع التعاون بين الدول، ومع القطاع الخاص عند ترؤسها مجموعة عمل السياحة في مجموعة العشرين، ومنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة لتطوير ودعم التنمية المجتمعية الشاملة من خلال السياحة.
وزير السياحة الأستاذ أحمد الخطيب أحد رجال الرؤية المخلصين وخلال مشاركته لمنتدى منظمة الأمم المتحدة للسياحة لدول مجموعة العشرين، أكد على أهمية دعم السياحة المستدامة من خلال خلق تجارب تعكس ثقافات الدول، مستعرضاً أمثلة من نجاحات السعودية في الدرعية والعلا. التزمت المملكة بدعم توظيف الشباب والنساء في قطاع السفر والسياحة، على إيقاع رؤية السعودية 2030، وقد احتلت وظائف النساء في قطاع السياحة المرتبة الخامسة بين دول مجموعة العشرين، مما يؤكد التزام المملكة بضمان أن يصبح قطاع السفر والسياحة محركاً رئيسياً للتغيير الاجتماعي.
هذا النجاح الكبير الذي حققه القطاع السياحي السعودي في مؤشر منظمة السياحة العالمية وتقرير منظمة الأمم المتحدة للسياحة وصندوق النقد الدولي لعدد السياح الدوليين، وإيرادات السياحة الدولية وإسهامها في الناتج القومي وحجم الاستثمارات في القطاع السياحي السعودي، جاء نتاج عمل مدروس، وتخطيطا أحكمت نسجه رؤية المملكة 2030، التي أبدعتها عبقرية ولي العهد الأمين، قفزات كبيرة حققتها المملكة في ترتيب الدول الأكثر استقبالاً للسياح الدوليين، متصدرة قائمة دول مجموعة العشرين في مؤشرات هذه النسبة، وسجلت إيرادات السياحة ارتفاعاً بنسبة 207٪ وفقاً لتقرير «الباروميتر» الصادر من الأمم المتحدة للسياحة، حيث بلغ عدد السياح الوافدين حوالى 17.5 مليون سائح..
كل هذه النجاحات وغيرها، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن رؤية المملكة 2030 ماضية بكل اقتدار في تنزيل إستراتيجياتها على أرض الواقع، بما يعزز مكانة المملكة على خارطة السياحة العالمية، من واقع ما تمتلكه من مقومات سياحية فردية، ومزايا طبيعية وحضارية تؤهلها لتصدر المشهد السياحي عالمياً بإذن الله، في ظل رؤية طموحة لا تعرف المستحيل، خاصة أن القطاع السياحي السعودي يمضى قدماً في حركة تنمية وتطوير شملت كل مواقعه وأنظمته وتحسين وتطوير البيئة التنظيمية والتشريعية، بما يجعل منه قطاعاً جاذباً للاستثمارات ومحفّزاً للإبداع ومتسقاً مع الرؤية البعيدة التي تضمنتها إستراتيجية تنمية السياحة وتركيزه على تدريب وتأهيل للكوادر من بنات وأبناء الوطن.
ظلت «الرؤية» تولي هذه الفئة اهتمامها، وتجعل منها «رأسمالها» الذي تعوّل عليه في إحداث التغيير المنشود نحو الأفضل، لتكون السياحة منطلقاً مهماً لتأصيل الحضارة السعودية، والمحافطة على تاريخها والتعريف به، وتصحيح الصور النمطية في مخيلة الآخرين عنا.
فعبر هذه السياحة تنتقل جينات الحضارة السعودية وموروثاتها الثقافية والفنية وعادتها وتقاليدها إلى الأمم الأخرى، تبشرنا خطوات السياحة الواثقة والواعدة بخطاب داعم للتأمل، مبشّرا بالحياة واستقبال جمالها بكل رحابة الصدر وانفراج الأسارير.
تمتلك المملكة ما لا يمتلكه غيرها من مقومات، يكفي أنها حضينة الحرمين الشريفين، ومسرح كافة المشاهد في التاريخ الإسلامي، وهذا شرف وتاريخ وحضارة يعزّ مثيلها في كل بقاع الدنيا، فلا أقل من أن تكون مرتكزاً لنهضة سياحية تتسامق عالياً، وتحلق مع حضارة أبعد في عمر الزمان بحقب ودهور سحيقة، لا تزال شواهدها المادية وغير المادية ماثلة في حاضرنا..
لابد من تضافر جهود كافة الجهات الأخرى للعمل على إنجاح السياحة وتوفير عوامل النجاح لها وتحويل قطاع السياحة إلى قوة محفّزة للتنمية الشاملة وبناء مستقبل أكثر عدلاً وازدهاراً للجميع.
0 تعليق