نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أطباق تراثية تعكس هوية جازان الثقافية في عيد الأضحى, اليوم الأحد 8 يونيو 2025 06:30 مساءً
نشر بوساطة حسن المهجري في الوطن يوم 08 - 06 - 2025
تحتفي منطقة جازان بأطباقها التراثية في عيد الأضحى المبارك، والتي تعكس هويتها الثقافية وكرم أهلها، في وقت تشكل أطباق المحشوش والمغش والحنيذ، طقوس اجتماعية تجمع الأجيال، وتحيي ذكريات الماضي، وتعزز الروابط الأسرية.
ويحمل كل طبق قصة خاصة، تمزج بين النكهات الغنية والتقاليد المتوارثة، مضيفة رونقًا استثنائيًا لاحتفالات العيد، يعكس أصالة جازان وتفرد تراثها، فمن من روائح اللحم الممزوج بالبهارات التقليدية، إلى الأجواء العائلية المليئة بالضحكات والحكايات، تشكل هذه الأطباق قلب الاحتفال، مؤكدة مكانة جازان مركزًا للكرم والضيافة في المناسبات الدينية.
إحياء التقاليد
تصدر المحشوش، أو "الحميس" في بعض قرى جازان، قائمة أطباق العيد، كرمز ثقافي يبرز براعة الأهالي في حفظ لحوم الأضاحي بطرق تقليدية، ويعود أصله إلى زمن ما قبل الثلاجات، حيث ابتكر الأهالي طريقة لتغليف اللحم بالشحم، المعروف ب"الصليل"، لحمايته من التلف والحفاظ عليه لأشهر، بل لعام كامل أحيانًا.
ويحضَّر المحشوش من لحم الخروف، غالبًا الفخذ أو الكتف، مع شحم أبيض نقي يُعد سر النكهة، ويُقطَّع اللحم والشحم إلى مكعبات صغيرة، ويُذاب الشحم على نار هادئة حتى يتحول إلى "صليل" ذهبي، ثم يُضاف اللحم ويُطهى ببطء مع بهارات بسيطة كالملح والهيل والقرفة، وقد يُضاف الكركم، وبعد الطهي، يُنقل إلى أوانٍ يتجمد فيها الشحم كطبقة واقية.
ويُقدَّم ساخنًا مع الخمير أو الأرز، كما تُقدِّمه بعض العائلات مع الطماطم ، ويؤكل مع الخبز.
غني بالبروتين والمعادن كالحديد والزنك، لكنه مرتفع السعرات، لذا يُنصح بتناوله باعتدال مع الخضروات.
ويعد تحضيره طقسا اجتماعيا، إذ تجتمع العائلات لتبادل الخبرات في أجواء مليئة بالحكايات، ورغم خطر اندثار هذا التراث، إلا أن الأسر الجازانية على الحفاظ عليه كجزء من هوية العيد.
وليمة الكرم
اختير المغش طبقًا رئيسيًا لجازان ضمن مبادرة "روايات الأطباق الوطنية" لهيئة فنون الطهي عام 2023، ليصبح رمزًا للكرم خلال عيد الأضحى.
ويُحضَّر في وعاء حجري يُسمى "المغش"، حيث يُمزج لحم الأضحية مع خضروات كالبامية والكوسا والبطاطس والطماطم، مُتبَّلًا بالكمون والهيل والفلفل الأسود والكركم.
ويتم وضعه ببطء في تنور "الميفا" أو الفرن، مما يمنحه مرقًا غنيًا، ويُقدَّم مع الأرز أو الخمير أو اللحوح أو الخبز، ليملأ البيوت برائحة الترابط.
وخلال العيد، عزز المغش أجواء الدفء العائلي، إذ تشارك الأسر في تحضيره، ويُحضَّر يوميًا في بعض البيوت على مدار العام، كما يُقدَّم كوجبة رسمية للضيوف في المناسبات، مما عزز مكانته الثقافية.
جوهرة التراث
يمثل الحنيذ، جوهرة التراث التهامي، حيث يتألق في موائد العيد، ويُحضَّر من لحم الأضحية، يُتبَّل بالملح، وقد تضيف بعض العائلات مزيجًا من البهارات، ثم يتم وضعه في تنور "الميفا" مع أغصان المرخ لساعات حتى يصبح طريًا، ويُقدَّم مع الأرز، معبرًا عن أسلوب الحياة التقليدي.
لوحة تراثية
تجسد أطباق جازان التراثية في عيد الأضحى، لوحة ثقافية أصيلة متوارثة، ويربط الماضي بالحاضر، وتجمع العائلات، وتُحيي ذكريات الأجيال.
ومن خلال هذه الأطباق، أكدت جازان مكانتها رمزًا للكرم والأصالة، حيث امتزجت النكهات بأجواء الفرح والترابط، تاركة أثرًا في قلوب الأهالي والزوار.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق