نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
(حج وإنسانية), اليوم الجمعة 30 مايو 2025 02:28 صباحاً
نشر بوساطة نجوى العمري في الرياض يوم 29 - 05 - 2025
يعد كرم الضيافة وحسن الاستقبال وأناقة الحوار جزءًا مهمًا وأساسيًا في ثقافة المملكة العربية السعودية، فهي ليست عادات دخيلة أو مكتسبة، وإنما هي عادات أصيلة تسربت منذ أجيال وعقود، وسكنت الأفعال والعقول والعاطفة، بل قد نقول إنها نمط حياة، وأسلوب معيشي معتاد في كل مناطق المملكة، وبين أفرادها في البدو، والحاضرة، ويعد الحديث عن تلك العادات ليس بالجديد، ولكن ما أثار حروف هذا المقال هو توقيت موسم الحج، وتوافد ضيوف الرحمن من كل أنحاء العالم، والتدفق الفوتوغرافي لمظاهر الاستقبال الجميلة في كل منصات التواصل الاجتماعي، والتي نقلت لنا جزءًا دافئًا وعميقًا من المشاعر للضيف والمضيف، ورصدت لنا العطاء المادي والمعنوي الذي تستقبل به المملكة حجاج بيت الله الحرام، فمن أبواب الوصول تستقبلهم القهوة السعودية المترافقة مع التمر، والحلوى، والورد، والابتسامة، و(طلع البدر علينا) تلك الأشياء العميقة التي تخفف من مشقة السفر لكل ضيوف الرحمن، وتنقل لهم المشاعر الجميلة المبتهجة، وتصنع لهم ذاكرة جميلة عن رحلة العمر، (موسم الحج) في هذا الوطن العظيم لا يقتصر على المهام الرسمية وإدارة الحشود فقط، ولا يقتصر على تسهيل أداء العبادة للحجاج، بل هو موسم تفيض له مملكة الإنسانية حكومةً، وشعبًا، وأفرادًا بمهماتهم الرسمية وأخرى تطوعية، فالجميع هنا يجسدون منظومة متكاملة ومتحدة لتقديم العون لضيوف الرحمن من خلال الإرشاد، والترجمة، والتوجيه الديني، والدعم الإنساني والصحي والنفسي، والإسعافات الأولية، (موسم الحج) موسم تفيض له كل مدن المملكة حبًا وكرامة لضيوف الله، وتحديدًا مدن الحجاز التي ترتدي أيامها الجميلة، امتدادًا من المدينة ووصولًا إلى جدة والطائف، أما مكة المكرمة فهي محاطة بسياجٍ قوي وموثوق من رجال الأمن وجنود الوطن منذ عدة أسابيع، فلا يمكنك العبور إليها أو من خلالها إلا بفحصٍ دقيق للهوية الوطنية، وتصريح الدخول لغير السعوديين، وذلك لحج آمن بحول الله، أما الانتظار المطول الذي نقضيه خلال نقاط التفتيش المنتشرة في كل مكان فحقيقةً هو لم يصبنا بالسأم كأي انتظار نعرفه، لأنه الانتظار الذي أودع فينا الشعور العميق بالفخر والاعتزاز والبهاء لامتلاكنا هذه المنظومة المتكاتفة والتي ضاعفت الجهود لتكون رحلة الحج ميسرة وآمنة، ولتُؤدى العبادة بطمأنينة، وليكون الحجاج بخير وسلام، ذلك الإمداد المعنوي والمادي والنفسي لا ينتهي بانتهاء فريضة الحج بل يمتد لآخر لحظة، وبنفس الاستقبال والكرم يكون وداع ضيوف الرحمن، لأن تلك ثقافة وطن، وإنسانية شعب.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق