نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحج تجربة حضارية, اليوم الخميس 29 مايو 2025 01:24 صباحاً
نشر بوساطة عبد الله الحسني في الرياض يوم 29 - 05 - 2025
حين قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-: «هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك»، لم يكن وعداً عابراً أو التزاماً غير قابل للتحقق، وإنما وعد ناجز، والتزام أخلاقي حقيقي سعى لتحقيقه واقعاً. اليوم تبرز المملكة العربية السعودية كأنموذج عالمي مُبهِر، أنموذج بات حلماً، يسعى الجميع للاحتذاء به وتمثُّله، والسير على خُطاه. ومن المشاهد التي ترسّخ مكانة المملكة كدولة رائدة ونموذجية؛ هو موسم الحج والاستعدادات العظيمة له، ففي هذا المشهد نجد التجربة تتكرر كل عام، ولكن بأداء يتجدد، وتفاصيل تتطور، فالمملكة كسبت عن جدارة الموقع الريادي الأبرز في إدارة أكبر تجمُّع بشري سنوي على وجه الأرض. وهذا الرأي ليس رأياً عاطفياً أو حماسياً، وإنما حقيقة ناصعة تكشفها الاستعدادات النهائية التي انطلقت لموسم حج 1446، وتكشف من خلالها الأرقام والمشروعات بأننا إزاء موسم استثنائي يترجم رؤية المملكة في أبهى صورها، كما أنه يعكس ما حققته بلادنا من تطور في كل القطاعات المرتبطة بخدمة ضيوف الرحمن.
ومن تابع المؤتمر الصحفي الحكومي بنسخته الثانية والعشرين الذي شارك فيه عدد من الوزراء المعنيين، جاء ليجسّد هذه الحقيقة على أرض الواقع مُظهراً وكاشفاً عن حجم البيانات المعلنة والذي تعمل به الجهات الحكومية، بقيادة لجنة الحج العليا، وبإشراف مباشر من قيادتنا الحكيمة، منطلقاً من هدف واضح وهو تسهيل شعيرة الحج، ورفع جودة الخدمات، وفي الوقت ذاته تحقيق تجربة آمنة وثرية للحجاج من لحظة مغادرتهم أوطانهم حتى عودتهم إليها.
ومن الملامح البارزة لهذا الموسم الاستثنائي، ما جرى من توسُّع نوعي في الخدمات الرقمية، وفي مقدمتها «مبادرة طريق مكة» التي استقبلت ربع مليون حاج في بلدانهم قبل أن يصلوا إلى المملكة، و»بطاقة نسك» التي أصبحت هوية ذكية تحتوي على المعلومات الصحية والسكنية والتنقلية لكل حاج، فضلاً عن التوسع في خدمات تطبيق «نسك» ليقدّم أكثر من 160 خدمة رقمية. وغنيّ عن القول ما توليه القيادة من أولوية للجانب الصحي، الأمر الذي دعا لزيادة الطاقة الاستيعابية للمستشفيات بنسبة 60 %، وتهيئة مستشفى طوارئ جديد في مشعر منى، وغيرها من خدمات تعزز المنظومة الصحية المتكاملة وفق أعلى معايير الوقاية والاستجابة. وهذا الاهتمام ينسحب على كل القطاعات كقطاع النقل؛ حيث وفّرت الدولة أكثر من 3 ملايين مقعد على رحلات جوية، ومليوني مقعد عبر قطار الحرمين وقطار المشاعر، فضلاً عن 25 ألف حافلة مجهّزة، وطُرُق حديثة مزوّدة بتقنيات تبريد ذكية تقلل درجات الحرارة وتحسّن تجربة المشي والتنقل. أما الجانب التنظيمي فتبرز حملة «لا حج بلا تصريح»، لتعطي رسالة واضحة بأن النظام والأمن هما حجر الأساس في ضبط الدخول وضمان سلامة الحجيج.
نخلص من هذا إلى أن رؤية المملكة للحج أنه شرف لا يمنح بل يستحق، وأن كل حاج هو أمانة في أعناق السعوديين، قيادة وشعباً، الذين حملوا هذه الأمانة منذ عقود عديدة وما زالوا يتصدّون لهذا الشرف بكل حب وإخلاص، عبر أعمال حقيقية، وبذل ورعاية لا ينقطعان، وليس مجرد شعارات، فهو عمل حقيقي يشهد به العالم أجمع، عبر تجربة حضارية ترعاها دولة جعلت من «خدمة الحاج» عنواناً للجدارة والريادة على مستوى العالم.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق