نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
حُب الوطن غريزة تنبعُ من مشاعر الإنسان, اليوم الثلاثاء 27 مايو 2025 01:35 صباحاً
نشر بوساطة مفرح حبسان العمري في الوطن يوم 27 - 05 - 2025
للجاحظ في كتاب (الرسائل ما نصه:
«ولولا تقييد العلماء خواطرهم على الدهر، ونقرهم آثار الأوائل في الصخر، لبطل أول العلم وضاع آخره. ولذلك قيل «لا يزال الناس بخيرٍ ما بقي الأول يتعلم منه الأخير».
وإنَّ السبب الذي بعث على جمع نتفٍ من أخبار العرب في حنينها إلى أوطانها، وشوقها إلى ترابها وبلدانها، ووصفها في أشعارها توقَّد النار في أكبادها.
وقال «إني فاوضت بعض من انتقل من الملوك في ذكر الديار، والنزاع إلى الأوطان»، فسمعته يذكر أنه اغترب من بلده إلى آخر أمهد من وطنه، وأعمر من مكانه، وأخصب من جنابه. ولم يزل ظيم الشأن جليل السلطان، تدين له من عشائر العرب ساداتها وفتيانها، ومن شعوب العجم أنجادها وشجعانها، يقود الجيوش ويسوس الحروب، وليس ببابه إلا راغبٌ إليه، أو راهبٌ منه؛ فكان إذا ذكر التُّربة والوطن حنَّ إليه حنين الإبل إلى أعطانها، وكان كما قال الشاعر:
إذا ما ذكرت الثَّغر فاضت مدامعي... وأضحى فؤادي نُهبةً للهماهمِ
حنينًا إلى أرضٍ بها اخضرَّ شاربي... وحُلَّت بها عنِّي عقود التمائمِ
وألطف قومٍ بالفتى أهل أرضه... وأرعاهم للمرء حقَّ التقادمِ
ومما يؤكِّد ما قلنا في حبِّ الأوْطان قول الله عزّ وجلّ حين ذكر الدِّيار يُخْبر عن مواقعها من قلوب عباده فقال: {لو أنّا كتبْنا عليهمْ أن اقْتلوا أنْفُسكُمْ أو اخْرجُوا من دياركم ما فعلوه إلاَّ قليلٌ منهم}، فسوَّى بين قتل أنفسهم وبين الخروج من ديارهم. وقال تعالى {وما لنا ألا نقاتل في سبيل الله وقد أُخرجنا من ديارنا وأبنائنا}. انتهى كلامه.
قالَ صلى الله عليه وسلم : «واللَّهِ إنَّكِ لخيرُ أرضِ اللَّهِ، وأحبُّ أرضِ اللَّهِ إلى اللَّهِ، ولولا أنِّي أُخرِجتُ منكِ ما خرجتُ»
أحِنّ إلى أرضِ الحجازِ وَحَاجتي... خِيامٌ بنَجدٍ دُونها الطَّرفُ يَقصُرُ
وما نظري من نحوِ نجدٍ بنافعي... أجل لا ولكني على ذاك أنظُرُ
ففي كُلِّ يومٍ نَظرةٌ ثم عبرةٌ... لِعِنِيكِ يجري ماؤُها يتحدّرُ
متى يستريحُ القلبُ؟ إما مجاورٌ... حزينٌ وإما نازحٌ يتذكرُ
يقول (صقر الجزيرة) موحد بلاد الحرمين (رحمه الله) الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود: «لقد ملكتُ هذه البلاد التي هي تحت سلطتي بالله ثم بالشيمة العربية، وكل فرد من شعبي هو جندي وشرطي، وأنا أسر وإياهم كفرد واحد، لا أفضل نفسي عليهم ولا اتبع في حكمهم غير ما هو صالح لهم حسبما جاء في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم».
كيف لا نحبك يا وطن وقد تألم من فقدك العلماء، وازدادت زفرات الشعراء، وتقطعت من الحسرة قلوب الأدباء، على مفارقتهم لأوطانهم
الحب والعشق والتضحية والتفاني كلها تهون فداءً لتراب هذا الوطن الطاهر (وطنٌ للقلوب مأوى).
الوطن هو أغلى ما يعتز به الإنسان، لأنه مهد صباه ومدرج خطاه ومرتع طفولته ومأوى كهولته ومنبع ذكرياته ونبراس حياته، وموطن أبائه وأجداده وملاذ أبنائه وأحفاده (مقتبس).
وكما قال ( أحمد شوقي ):
وطني لو شغلت بالخلد عنه .... نازعتني إليه في الخلد نفسي
وإن من الإتلاف في الأرض هو تعكير صفو الوطن في أمنه واستقراره، وإن صاحبه ليُستحقُ بذلك أقسى أنواع العقوبة وأنكلها، يقول الحق سبحانه {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} فجعل من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ أمن الوطن وسلامته، ولمن أخل به الأثم والبغي.
ولذلك فإن من معاني الفطرة السليمة أن جُعل حُب الوطن غريزة تنبعُ من مشاعر الإنسان المتغللة في أعماق ذاته ونفسه وشعوره بالانتماء والحب لوطنه والذي يُعدُ مسكنه ومأمنه.
*يقول أحدهم «عندما تَقَطَّعتْ بالناسِ السُّبُل، وقَلَّتْ في أَيْدِيْهِم الحِيَل، مَنَّ عليهِم مجيبُ الدَّعوات، ومُفرّجُ الكُربات، وملِكُ المُلوك، بِمَلِكٍ صالحٍ عادِل، فوحّدَ اللهُ بهِ الكَلِمة، وجَمَعَ به القلوب، وأَصلحَ بهِ البلاد، وبَلَّغَ بهِ المُراد.
مَنَّ اللهُ بعبدِالعزيزِ بنِ عبدِالرحمن آلْ سُعُودْ رحمهُ الله، فوحد هذه الدولةَ المباركة،التي نتفيّأُ ظِلالَها، على كتابِ الله، وسُنّةِ رسولهِ صلى الله عليه وسلم، وأَقامَها على التوحيد، وعقيدةِ السَّلفِ الصالح، ومَحا مَعالمَ الشِّركِ والوثنيّة، ومَظاهرَ البدعةِ والخُرافة، ونَشَرَ العُلومَ الشَّرعية، وما ينفعُ الناسَ من العُلومِ الدنيوية، وفتحَ اللهُ عليهِ في أَواخِرِ عُمرهِ خزائنَ الأرض فاستعانَ بها على خِدمةِ شعبهِ وبلدِهِ وأُمَّتِه» انتهى.
يقول قائِدُنَا الهُمام (سلمانُ) رفيعُ المقام «اذكروا أن بلادكم أقدس بلاد العالم، وأنها قبلة المسلمين، وأنها منطلق الرسالة، وأن هذه الجزيرة التي تشكل المملكة الجزء الأكبر منها هي منطلق العروبة في كل مكان من العالم، فلهذا فإن كل مواطن في بلده لوطنه عليه حق».
*وقال آخر «ونحنُ في بلادِنا في ظلِّ قيادةِ خادمِ الحرمينِ الشريفينِ وسموِّ وليِّ عهدِه نعيشُ بأمنٍ وأمانٍ ورغدِ عيشٍ ووحدةِ صفٍّ، وهذه من أعظمِ النعمِ ولله الحمدُ والمنّةُ، ومن فضلِ اللهِ على بلادِنا أَنْ جَعَلَها آمنةً مستقرةً، يفدُ إليها الناسُ من كلِّ حدبٍ وصوبٍ ويرغبونَ العملَ فيها، ويبذلونَ الغاليَ والنفيسَ لسُكْناهَا والبقاءِ على أرضِها.
من الواجب علينا أن نذكر أنفسنا بأن نحذر جميعًا من أعداء هذه البلاد الحاسدين والحاقدين على ما أنعم الله علينا من نعمة الأمن والإيمان والاستقرار في لحمة وطنية بين الراعي والرعية، ويجب علينا أن نذّكر أن مما يؤلف بين الناس ويجمع القلوب ويجمع الكلمة طاعة أولي الأمر، فعلينا جميعًا الوقوف والالتفاف حول قيادتنا وولاة أمرنا وأن نكون يدًا واحدة ضد من يريد شق عصا الطاعة وتفريق الجماعة، ولنحذَر - عباد الله - من كل دعوةٍ تُهدِّدُ الأمن، وتُزعزِعُ الاستقرار، فلا هناءَ في عيشٍ بلا أمن، ولا سعادة في مالٍ بلا استقرار. فلنحمد الله على هذه النعم الغالية ولنحرص جميعًا في هذه البلاد مواطنين ومقيمين على شكرها واستمرارها بالمحافظة عليها بكل غالٍ ورخيص». انتهى.
وما عُرِف في التاريخ البشري من أوله إلى آخره أن دولة تسقط ثم تعود إلا هذه الدولة السعودية، تسقط ثم تعود، وما ذاك إلا لأنها قائمة على كتاب الله وسنة رسولهصلى الله عليه وسلم، فإذا عادوا إلى الله، تمسكوا بما قامت عليه هذه الدولة، أعاد الله لها نعمته عليها، فلنتذكر هذا ولنتمسك به.
وكذاك تفقدُ روحَها ال دنيا إذا فُقِدَ الأمانْ
يقول سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله ورعاه-: «طموحنا أن نبني وطنًا أكثر ازدهارًا، يجد فيه كل مواطن ما يتمناه، فمستقبل وطننا الذي نبنيه معًا لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم».
فلا يليقُ بنَا وقدْ أَكْرمَنَا اللهُ -تعالى- بنعمةِ الأمنِ ونعمةُ اجتماعِ الكلمةِ ووحدةِ الصفِّ أَنْ نُفرِّطَ فيها أو نُضيِّعهَا؛ ويجبُ علينَا أَنْ نَتمسَّكَ بطاعةِ اللهِ تعالى وأَنْ نَستقيمَ على شرعِه وأَنْ نَبتعدَ عن معصيتِه، وأَنْ نتلاحَم مع ولاةِ أمرنَا وعلمائِنا، وأَنْ نَعتنيَ بالعلمِ الشرعيِّ وننشرَهِ بينَ النَّاسِ؛ وأَنْ نتجنَّبَ الفتنَ ما ظهرَ منها وما بطنَ، وأن نحذرَ من مساربِها، فَقدْ قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنِ إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنُ..» (رواه أبو داود وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود.
ولَقَدْ أَدَركَ سلفُنَا الصالحُ معنى وحدةِ الصفِّ، فكانوا كالجسدِ الواحدِ تحطَّمتْ على وحدتِهم ورابطتِهم كلُّ مؤامرةٍ تريدُ زعزعةَ الأمنِ وخلخلةَ الصفِّ، فنالوا أعظمَ النِّعمِ من ربِّهم وعلى رأسِها نعمةُ الأمنِ.
ولأنْتَ يا وطني العظيم منارةٌ ... في راحتيْكَ حضارةُ الأجيالِ
لا ينْتمي لَكَ من يَخونُ ولاءَهُ ... إنَّ الولاءَ شهادةُ الأبطالِ
يا قِبْلةَ التاريخِ يا بلَدَ الهُدى ... أقسمتُ أنَّك مضرَبُ الأمثالِ
{رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آَمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ}.
انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
0 تعليق